نيروز الاخبارية : بقلم: الدكتور محمد سلمان المعايعة.
أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية.
أود أن أقول بأن النجاح يقاس بمستوى الإنجازات والإبداعات والإبتكارات التي تقدم من قبل الشخص أو المؤسسة الثقافية أو الاقتصادية أو الخدمية سواء كان ذلك في الإنجازات والإبداعات الفكرية والعلمية او الوظيفية او المساهمة في التطوير والتحديث والتنمية في كافة مستوياتها والتي تعد رافعة من روافع البناء والتحديث وخاصة عندما يكون ذلك في بناء العقول والأفكار وتطوير الأداء لرفع مستوى التنمية في جميع قطاعاتها...والمساهمة في نشر وتحذير الثقافة والمعرفة والتي تعد ركن أساسي من أركان النهضة والأرتقاء في تحسين مستوى الأداء والإنجاز والإصلاح في الميادين الثقافية كافة فيُعد عطوفته من القامات الإبداعية المتميزة التي قدمت للمشهد السياسي والثقافي والاجتماعي الأردني الكثير من خلال إقامة الندوات العلمية التي زهت بها دور العلم. ...د.فيصل صاحب الرؤية الفكرية الخصبة التي ظهرت فى مؤلفاته ومقالاته وحواراته الثقافية....أراد من خلال كتابة وحديثة من أعلي المنصات والمنابر الاعلامية والتعليمية رصد قضاياه واسئلته الحائرة محاولا وضع إجابات تتلمس شرعية الوجود الإنساني ورغبته في النهوض من خلال مسقبل أفضل.
فأقول بأننا نقرأ محطات مضيئة في كتب الدكتور فيصل غريبة وفي ندواته ومحاضراته، فهو من الجنود الذين يعملون بصمات لإعلاء شأن الوطن وثقافته بفكره العميق الناضج فكأنه يقول لنا ويُعلمنا بأن الأوطان لا تحمى فقط بالجيوش وإنما تحمى أيضا بالفكر الناضج السوي الذي يهذب ويعلم ويطور فالأمم ترتقي بعلمها وثقافتها وبرجالها الشرفاء الأتقياء المخلصين لعملهم...فأنتم القدوة الحسنة التي تُغني عن المواعظ المؤثرة والخطب الرنانة والكتب المطبوعة والكلمات المنمقة من يعرفكم يملك بوصلة ثمينه في التوجيه والإرشاد والتوعية السليمة والغيرة على تراث وامجاد الأمة ، فالانتما والولاء والوفاء للوطن أحد عناوينكم الدّالة على مستوى الثقافة السياسية الإصلاحية العالية في سيرتكم الذهبية المميزة والتي تعد نموذجا في الاقتداء ، لما تحملوه من قيم ومبادئ إنسانية تصلح لأن تكون البذرة الأولى في الإصلاح والتغيير فهذه المعاني السامية لا توجد إلا في الأوفياء المخلصين الذين اختلط روح الإنتماء والولاء والوفاء بدمائهم للوطن.
نعم أنتم نجوم الليل التي ترشدنا اذا تآهتّ مراكبنا عن الطريق لنعود للوطن الجميل فننعم بواحة الأمن والأمان الذي صنعة رجال الفكر بالقلم وحماه العسكر بالسيف ، فبالسيف والقلم نصنع المجد والرقي الانساني ..وهذه أحد فروض نظرياتكم التي ثبت صحتها لصناعة الحضارة الإنسانية والارتقاء بها لمنافسة الحضارات الأخرى لكي نعود وندخل بوابات التاريخ من جديد بثوب المعرفة والفكر والابتكارات والاكتشافات حتى يكون لنا مكان مرموق بحلةّ الهيبه والوقار على خارطة الحضارة الإنسانية التي نطمح للوصول إليها بفكر المبدعين والعلماء الكبار أمثال الدكتور فيصل الغريبة الذي سبق عصره في القيم الإنسانية النبيلة في إصلاح وتهذيب العقول بالأفكار والقيم الأصيلة والقدوة !!!
أود القول بأن أصحاب العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار، والعقول المتفتحة تناقش الأحداث.. وكأني أقول ولا أغالي ان الفلسفة السياسية التي تمثّل فن الخطاب والتناول لمعتقدات الناس ممن نشاركهم الإحساس والتفكير تتجسد في آليات تناولكم وترجمة افكاركم التي تسمو إلى درجات الابداع والتفرد، فأنتم في ميزان المفكرين والعلماء العظام الذين نقرأ في فكرهم الخبرة والعبرة والخطوه.نعم الحكماء كالشجرة المثمرة كلما أخذت منها زادت ونضجت أكثر، هكذا أنتم في ميزان العلماء الكبار شمسا أطلت علينا فأنارت عتمتنا وبصيرتنا
فلكل مبدع إنجاز يحمل إسمه، فما أروعه من إنجاز في نظريات الفكر والإبداع والابتكار تزين رفوف المكتبات العلمية تحت إسم العالم والمفكر السياسي والاجتماعي الأستاذ الدكتور فيصل الغرايبه ، فبكم يرتفع المقام وبكم ترتفع منصات العلم والمعرفة وبكم تكبر وتعلو مواقع المسؤولية وتنجز رسالتها ورؤيتها.
فهذه سيرتكم ومسيرتكم الزاهية فيها الكثير من العبرّ والدروس والحكّم التي تشدّنا دوما لقراءة تاريخكم العريق الذي لا نرتوي منه كالذي يتعود على شرب الماء العذب لا يستطيع البحث عن بدائل من أي ماء متاح ، فالعذوبه والطعم ومميزاته وخصائصه المعدنية المفيدة هي التي تشدّ النفس لهذا الماء العذب، هكذا أنتم في عذوبة أخلاقكم وطهارتكم وإنسانيتكم وتواضعكم جعلت لكم جاذبية فريدة تُعبر عن شخصيتكم الطيبة ذات الجاذبية الإنسانية النبيلة، والنافذه العلمية التي نطل من خلالها على عالم وفضاء المعرفة الذي لكم فيه مساحه واسعة من الإبداع والابتكار والتميز.