في الواقع أن المواطن لا يعنيه الأخلاق والقيم التي يتحلى بها السياسي أو المسؤول ، بقدر ما يعنيه تحقق منفعته والإرتقاء بمستواه المهني والمعيشي فإذا تحقق له ذلك فمعناه أن السياسة قد آتت أكلها، فجل هم الفرد ينصب على توفير لقمة عيش كريمة له و لأفراد أسرته وكذلك محاربة الفساد وإعادة توزيع الثروات بشكل عادل و منطقي عندها فقط باستطاعة السياسي أن يحصد ثقة الفرد و المجتمع وإلا لأصبحت الحكومات و الأحزاب من وجهة نظر المجتمع غير شرعية و مصيرها إلى النسيان و الزوال لا محالة .
من هنا جاءت الخطابات الرنانة والوعود البرَّاقة التي تسبق الحملات الإنتخابية ،و كذلك المبالغة في الإهتمام بالهندام؛ لأن بعض السياسيين قد أدركوا حقيقة أن المرء بوسعه أن يفرض هيمنته و يكسب ثقة الآخرين ،بواسطة لسانه أو هندامه؛ ما دام الهدف يصب في تحقيق مصلحة الآخر ،سواء تحققت تلك المصلحة أم ذهبت أدراجها مع الرياح ... كل ذلك يتوقف على الأفراد أنفسهم فمن طاب له أن يلمس تغييراً في حاضره و مستقبله ؛عليه أولاً أن يغير من نظرته و حكمه على الأمور والأشخاص فلا تقف المنفعة حاجزاً بينه و بين رؤيته الثاقبة والصحيحة للأشياء.