قد نختلف حول ما حصل امس فيما يخص إعتصام المعلمين من حيث أحقية طلباتهم و كيفية التعاطي مع هكذا قضية من قِبل الجهات المعنية
و لكن لا بد ان نتفق على امرين مهمين : اولاً - الوطن اغلى و اهم من الاشخاص مهما علا شأنهم و اهم من اي فئة او طائفة او اصحاب مهنة أيّ كانوا ...اطباء ، مهندسين ، معلمين ، عمال وطن ....
- ثانياً :المعلم هو عنوان النهضة لاي مجتمع او دولة و هو وسيلة النهضة و غايتها ...
و كما ان النظام الهاشمي من الثوابت الرئيسية لدى الاردنيين جميعاً مثل الاجهزة الامنية و القوات المسلحة و الوحدة الوطنية ، فان هيبة المعلم و تأهيله و احترامه هي الرافعة الاساسية لنماء الشعوب التي تريد الازدهار و تسعى للتقدم
وحتى لا تحجب اراؤنا و اصطفافاتنا الذهنية و الحزبية الحكمةَ و المصلحةَ الوطنية ، و نبتعد عن المزاودات و نغلب لغة العقل و الحوار المفيد ، فإنه من المفيد التعاطي مع هذه القضية بطريقة اكثر واقعية و جديّة ، لأن الوطن باختصار شديد ليس بحاجة لاي تأزيم او احتقان ، و عليه
-فإن الحكومة معنية فوراً بالحوار مع نقابة المعلمين قبل ان تتفاقم الامور ( لان النقابة اصبحت امراً واقعاً ، علماً بانني لم اكن متحمساً لانشاء هذه النقابة خوفاً من تأثير بعض المعلمين المؤدلجين على الجو الطلابي الذي يستقبل من المعلم القدوة ما لا يستقبله من غيره )
- على نقابة المعلمين التعاطي مع هذه المطالبات بروح وطنية عالية - و هم كذلك -خاصةً ان اوضاع الوطن الاقتصادية لا تخفى على احد ( و لست بصدد كيف وصلت امورنا الاقتصادية لهذا الحد )، فالوطن يشتد في طلب ابناءه ليلتفوا حوله كما السوار حول المعصم... و كلنا يعرف الدور المحوري و الطليعي للمعلمين في كل بقاع الدنيا ، فمعلمو هذا الوطن على ثغرة من ثغور الوطن و هم خط الدفاع الاول الداخلي لحماية الوطن و هم اولاً و اخيراً ليسوا من اصحاب الاسبقيات و لا هم ممن خرجوا من السجون بالعفو العام الاخير ، بل هم اقرب الفئات للانبياء و الرسل ... كاد المعلم ان يكون رسولا ، لهذا كله كان من المعيب التعامل معهم بالقسوة و الخشونة التي لا تليق بمهنتهم النبيلة ... و على المعلمين ان يعوا ان الاردن ليس في الوضع الذي يمكنّه من الاستجابة لكل طلباتهم في الظرف الحالي