أقامت أمانة عمان الكبرى احتفالاً كرنفالياً كبيراً بمناسبة بدء الاحتفالات بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس أول بلدية لعمان (مئوية عمان).. ونحن أبناء وبنات عمان والتي عشنا بها أباً عن جد قد فرحنا كثيراً بهذه المناسبة العطرة.. لكننا نسجل اعتراضنا وعدم رضانا على الطريقة والأسلوب الذي تم فيه إخراج الاحتفال،؟... وسوف أقوم بشرح الأسباب من خلال مقالي هذا:
- عمان ، من هم اهل عمان؟ ، من هم عشائر عمان؟ ، من هم المؤسسون في العاصمة عمان منذ 500 عام ومن هم أجدادهم وأبناؤهم وعشائرهم؟ ، لمن تعود هذه الجبال وما حولها؟.
سأشرح لكم عن هذه الجبال ومن كان يسكنها:
نبدأ من رأس العين والتي فيها أمانة عمان الكبرى وحدودها من أمانة عمان جنوباً لحدود بني صخر وهو موقع أمانة عمان الحالي وعمان ليست السيل فقط ولكن عمان كان يسكنها أهلها الأوائل وهم الذين يقطنون رأس العين إلى المصدار إلى جبل النظيف حتى منطقة الوحدات والتي يسكنها حالياً إخواننا الفلسطينيون وكانت ملكاً للحديد وكذلك سوق الوحدات وأراضيها وقرية الطيبات وشارع مادبا بالإضافة إلى منطقة سيل عمان واليادودة.
يحدها من الشرق الاشرفية والتي كانت مُلكاً للشيخ شاهر الحديد واذكر بأنه قد تبرع بالأرض لإقامة مستشفى الايطالي المعروف (الطلياني) وبالإضافة إلى ان ابنه الشيخ مطلق شاهر الحديد الذي تبرع للأرمن بالأرض والمعروفة الآن باسم حي الأرمن حيث تم بناء الكنيسة القائمة حالياً. الوحدات والمصدار وما حولها والجوفة وكانت لعشائر الحديد ووادي الحدادة حيث توجد الوثائق التي تثبت ملكيتها لهم منذ زمن العثمانيين أما الجوفة إلى الجهة الشرقية لحدود الدعجة فإنها تعود إلى عشائر الحنيطيين بالإضافة إلى أراضي ابو علندا والرجيب وما حولها وحتى المدينة الصناعية وسحاب هي ملك للشيخ راشد الحنيطي وما حولها تعود للشيخ راشد الحنيطي ولعشائر الحنيطيين بالإضافة إلى منطقة المدينة الرياضية والمعروفة بمنطقة الرشيدية حيث يقطنها عشائر الخرابشة. أما ماركا ومطار عمان وطبربور وحدود الهاشمي وجبل الحسين هي أراضي عشائر الدعجة أما الجبيهة للجامعة الأردنية فهي لعشائر اللوزيين ومن هناك عشائر العساف وحدود أرضهم حدائق الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه مؤسس البلاد لحدود الجهة الغربية إلى حدائق المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه من الغرب ومن الجنوب حتى أم اذينه هي أراض لعشائر العساف وعشائر السكر وعشائر النعيمات ، اما عشائر الدبابسة فأراضيهم تمتد من حدائق الملك عبدالله الأول وشارع وصفي التل والشميساني ومن الجنوب الصويفية من فندق عمره لعشائر أبو رمان ومن الصويفية حيث الشارع الذي يؤدي إلى السفارة الأمريكية وإلى رأس العين ووادي عبدون الجنوبي وما فوقه هي أراض لعشائر الريالات. أما عشائر العبابيد فلهم وادي السير وما حولها حيث استقبلوا الشراكسة بعد هجرتهم للأردن وتقاسموا لقمة العيش معهم ، وجبل نزال للشيخ نزال العرموطي.
لقد أقامت أمانة عمان الكبرى والتي تضم الآن قصبة عمان وما حولها احتفالاً كبيراً بمناسبة مئوية عمان ومرور 100 عام على تأسيس أول بلدية لعمان في الأسبوع الماضي.. وللأسف فقد فوجئنا بالأسلوب والشكل والمضمون للاحتفال.. وعتبنا كبير على القائمين على هذا الاحتفال وفي مقدمتهم أمين عمان الكبرى والمشرفين على هذا الاحتفال،،.
إن جميع دول العالم تضع في مثل هذه المناسبات في مقدمة أولوياتها إظهار دور الرعيل الأول من البناة الأوائل والمؤسسين الذين أسسوا البنيان.. وقمنا نحن فيما بعد بالبناء على ما أسسوا عليه،،.
وأنا أعتقد بأن الأسلوب الذي تم إخراج هذا الاحتفال قد أساء لعشائر وأهل عمان الأصليين.. وبالتالي إلى أصالة عمان.
فأين هم هؤلاء البناة الأوائل الذين أسسوا وبنوا وتعبوا بالعرق والدم؟... وأين أبناؤهم وأحفادهم في هذه الاحتفالات... فلم نشاهدهم في هذا الاحتفال... كنا نتمنى أن يكونوا في طليعة المدعوين والمكرمًّين...
فلماذا تم تهميش أهل عمان؟... ونحن أهل عمان نعرف من هي عمان... ومن هم أهلها... لأنهم أجدادنا... وأجداد أجدادنا...
لقد لمست استياء عاماً من جميع الشرائح العَّمانية... من شيوخهم ورجالهم ونسائهم وأطفالهم... ونحن نقول لماذا يا أمانة عمان هذا التهميش لأهل عمان... إن عتبنا كبير...
باختصار إن الاحتفال الذي جرى لا يتناسب (شكلاً ومضموناً) مع حقيقة معنى هذه المناسبة... وحقيقة عمان وأهلها المؤسسين،،.
وأنا بنت عمان (صيته الحنيطي الحديد) أذكر عمان منذ عام 1945 حتى الآن... وفيها ولد والدي (رحمه الله) الشيخ إبراهيم الراشد الحنيطي وأجدادي... ونحن نعرف تاريخ بلدنا ونحافظ عليه... لأنهم أجدادنا... وإن أجدادنا موجودون بجانب المدرج الروماني ، وقد أعدمت الحكومة العثمانية أحد أبرز وجهاء عمان ، وهو صالح الحديد ، بعد أن ثار على الظلم العثماني في ذلك الوقت إلى جانب بشير الحويان وبخيت الرقاد وغيرهم الكثير من بواسل الأردن الأشاوس الذين حاربوا الأعداء وشاركوا مع الجيش العربي بالدفاع عن بلادنا العربية وامتنا الإسلامية... ونحن معروفون بها أباً عن جد... ولكن لماذا هذا التهميش للعشائر؟ الذين ثبتهم الله بكتابه العزيز (وكذلك جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) صدق الله العظيم.. وعندما فتح رسول الله عليه الصلاة والسلام مكة المكرمة قسمهم إلى عشائر ليتنافسوا في الجهاد الأعظم في سبيل الله. فلماذا تتم محاولة تهميش العشائر الباسلة أهل البطولات والجهاد والشهادة في سبيل الله امثال منيزل الحديد ، محمد الحمد الحنيطي ، هايل الحديد ، صالح فلاح الدبوبي ، سليمان سلامة الحنيطي ، محمد عواد الهباهبة ، منصور كريشان ، محمد هويمل الزبن ، محمد عارف الشخشير.
لم يذكر أهل عمان الأوائل في احتفال المئوية؟... كان من المفروض أن يذكروا العشائر التي تحيط بعمان الذين هم أهلها وفرسانها مثل: منور الحديد وشاهر الحديد وإبراهيم الراشد الحنيطي وعشائر الدعجة وعشائر اللوزيين وعشائر العدوان وعشائر الرمامنة وعشائر الريالات وعشيرة العرموطي وجميع عشائر البلقاوية... كل ذلك لم يُذكر مع الأسف؟،.
كنا نتمنى يا أمين عمان لو أن الاحتفال بدأ بمسيرة من كوكبة من الفرسان الذين يحملون أسماء هذه العشائر وهؤلاء البناة والمؤسسين.. ومسيرة أخرى لكوكبة من النشميات الأردنيات وقد ارتدين المدارق البدوية من بنات عشائرعمان الذين أفرزوا رجالات هذه البلد..
كنا نتوقع منك يا أمين عمان ونحن نحتفل بمناسبة غالية على أهل عمان بأن تقوم الأمانة بتسمية ميادين عمان بأسماء هؤلاء المؤسسين وشيوخها وعشائرها..
كنا نتوقع منك يا أمين عمان بأن تقوم الأمانة بتسمية قاعات أمانة عمان بأسماء رجالات عمان من البناة الأوائل الذين أسَّسوها...
وللعلم يا أمين عمان... فإن مباني الأمانة (الحالية) كانت ملكاً لعشيرة الحديد... وبنفس هذا الموقع كان ضريح الشيخ المرحوم منور الحديد... وقد تم نقل رفات المرحوم قبل سنوات عند إقامة مبنى الأمانة الجديد... وحتى مقبرة مصدار عيشة للذين لا يعرفون الحقيقة فإنها كانت لعشيرة الحديد وإن عيشة هي إحدى نساء الحديد (رحمها الله) وقد سميت هذه المقبرة وهي أقدم مقبرة في عمان باسم مصدار عيشة على إسمها.
كنا نتوقع منك يا أمين عمان في غمرة الاحتفالات بمئوية عمان أن يتم تنظيم مسيرة لأعضاء مجلس الأمانة وهم يحملون الشموع... وخلفهم ممثلين عن أبناء عشائر عمان الذين بنوها وأسسوها ودافعوا عنها وحموها بالمهج والأرواح... عرفاناً وتقديراً لجهودهم وتضحياتهم... والذين لولاهم لما كانت عمان التي نعتبرها درَّة العواصم العربية والعالمية في الوقت الحاضر في ظل راعيها وقائدها عميد الهاشميين جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم أيده الله.
نحن نتساءل يا أمين عمان بعد إقامة الاحتفال الرئيس لمئوية عمان... وبعد كل هذه الضجة والتكاليف والجهد... هل كان لأبناء الذين أسّسوا عمان نصيب من الدعوات لحضور هذا الاحتفال؟.
ونتساءل أيضاً : لماذا لم تقوموا بإجراء مقابلات تلفزيونية وصحفية مع أبناء وأحفاد هؤلاء البُناة الأوائل الذين سطَّروا تاريخ عمان بأحرف من ذهب؟.،... بهذه المناسبة السعيدة.
وبعد كل هذا الحديث والبراهين نسألك يا أمين عمان : لماذا لا تقوم بعمل مراجعة للذات والأداء... ولماذا لا تقدم الأمانة (اعتذاراً) إلى أهالي وبناة ومؤسسي عمان الأوائل؟.