تقدم بريطانيا الأربعاء "عرضها النهائي" للاتحاد الأوروبي حول اتفاق بريكسيت، وفق ما أعلنته لندن الثلاثاء، محذرة في الوقت نفسه من أن البديل عن ذلك سيكون خروج المملكة من الاتحاد من دون اتفاق.
وأوضحت رئاسة الحكومة أن جونسون سيعرض تفاصيل "تسويته المنصفة والمعقولة" خلال خطاب، سيلقيه في ختام مؤتمر حزب المحافظين في مانشستر، شمال غرب إنكلترا. وشدد بيان لها، صدر في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، على أن العرض "نهائي" وأن جونسون سيفي بوعده بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول، باتفاق أو بدونه.
وجاء في البيان "إن لم تقبل بروكسل العرض الذي سيقدم... لن تجري هذه الحكومة مزيدا من التفاوض حتى موعد خروجنا من الاتحاد الأوروبي". وأكد البيان أن جونسون لن يسعى "بأي حال من الأحوال" إلى إرجاء بريكست في القمة الأوروبية التي ستعقد يومي 17 و18 أكتوبر/تشرين الأول.
وقد وصل جونسون إلى السلطة في يوليو/تموز متعهدا بمغادرة الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول مهما حصل، بعدما أجلت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي بريكست مرتين في إطار مساعيها للتوصل إلى اتفاق. لكن جونسون وعلى غرار ماي يواجه معارضة كبيرة في البرلمان البريطاني، 26 منهم محسوبون على صفه من المحافظين الذين يطالبون بإرجاء خروج البلاد من الاتحاد إذا ما فشل في التوصل لاتفاق قبل موعد دخول بريكست حيز التنفيذ.
"شبكة الأمان"
وجونسون مصمم على إلغاء العنصر الأكثر إثارة للجدل في اتفاق ماي، أي خطة "شبكة الأمان" التي تنص على بقاء بريطانيا خاضعة لقواعد الاتحاد الأوروبي، للسماح بتدفق البضائع من دون قيود بين إيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا وجمهورية إيرلندا (العضو في الاتحاد الأوروبي) بعد بريكسيت.
وفي حين يُبقي الاتفاق الذي أبرمته ماي بريطانيا ضمن الاتحاد الجمركي للتكتل، يعتبر معارضوه أنه يُبقي البلاد خاضعة لقواعد بروكسل إلى ما لا نهاية.
وأوردت صحيفة "ديلي تلغراف" أن جونسون يريد بدلا من ذلك إبقاء إيرلندا الشمالية ضمن السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي حتى العام 2025، ولكن ضمن وحدة جمركية مع بقية أراضي بريطانيا.
وقد نفى جونسون في وقت سابق ما جاء في تقارير إعلامية عن سعيه إلى إقامة نقاط مراقبة جمركية على طول الحدود الإيرلندية، مما أثار غضب دبلن.
ومن شأن ذلك أن يثير جدلا واسعا، بما أن إلغاء النقاط الحدودية اعتبر عاملا رئيسيا في إحلال السلام في إيرلندا الشمالية بعد أعمال عنف حول الحكم البريطاني، استمرّت ثلاثة عقود وأوقعت آلاف القتلى.
وقال رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار "يجب ألا تسعى أي حكومة بريطانية إلى إقامة نقاط مراقبة جمركية بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا". لكن جونسون اعتبر أن "الواقع" يفرض وجود نقاط تفتيش في مكان ما بعد بريكست.
لودريان يحذر من مخاطر بريكست من دون اتفاق
من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء أمام البرلمان الفرنسي أن الاتحاد الأوروبي "لا يزال منفتحا على أي اقتراح آخر (شرط أن) يكون متوافقا مع اتفاق الانسحاب".
وحذر لودريان بأنه في ظل غياب أي مقترحات من هذا النوع، تبقى فرضية "الانسحاب في 31 أكتوبر/تشرين الأول من دون اتفاق هي الأكثر ترجيحا".
وحذّرت شركة "نيسان" لصناعة السيارات من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق سيدفعها إلى إعادة النظر في قرارها تصنيع طرازها "كاشكاي" في بريطانيا، في موقف يضع آلاف الوظائف في مهب الريح.