مع أن النشاط الثقافي كبعد إنساني لا يتوقف لأنه مرتبط بالحياه،إلا أن هناك بيئة قد تدعمه وتعززه،وأخرى قد تحبطه وتعيقه،فعندما لاتنال الثقافة 1% على الأقل من موازنة محافظة ما،او قد لا توجد هذه النسبه،فهذا مؤشر يحمل بعدين:الأول أن هذا القطاع قد حقق كافة احتياجات المحافظه،او أن هناك أولويات قبل الثقافه لدى المخطط الاستراتيجي،او أن هناك تهميشا متعمدا،اوتقصيرا من المدير المختص في تقدير حاجات العمل الثقافي،والبعد الثاني : هو عدم اقتناع صانعي القرار في المحافظه،بجدوى وأهمية العمل الثقافي عموما.وأمام طروحات النهوض بالعمل الثقافي،يبدو المشهد للأسف غير محقق لطموحات ورؤيا وفلسفتة ،وأن ما يجري يسير وفق منحى تكرار منظومه مؤسسيه لها أعمال محددة حسب القانون، في إقامة ورعاية فعاليات محددة،إقامة معارض للكتاب،وتنظيم مهرجان جرش،والمشاركة في مؤتمرات ثقافيه خارجيه،تنظيم مسابقة ثقافيه،طباعة كتب لخاصة الخاصه وهم محددين،وتتكرر إعادة طباعة مؤلفاتهم تحت عناوين الابداع،والتفرغ الابداعي،اضافه إلى إصدار مجلة ثقافيه،....لكن لابد من الاعتراف بأن هناك عدد لابأس به من الأدباء والكتاب والشعراء والمفكرين،إلى جانب عدد كبير جدا من الإبداعات الشبابية في حقول الآداب والثقافة والفنون،هناك حاجة ماسه لتوفير الفرص والإمكانات الماديه والمعنوية لهم..!!مع العلم بأن وزارة الثقافه لديها مديريات بمختلف محافظات المملكه،..العمل الثقافي لايزال مقصورا ومحددا،لايراوح مكانه متمركزا في العاصمة،مع أن هناك برنامجا تقليديا للوزارة يسمى المدن الثقافيه،فقد معناه الحقيقي،بإعادة ملفه في مركز الوزارة من حيث آليات التنفيذ، وبعيدا عن التنظير ،فإن الشروع بمعطيات إجرائية تجسد انتقال الوزراة من مرحلة البقاء في إطار الديكور الشكلي،إلى مرحلة تأكيد الدور الحقيقي والفاعل،بمزيد من الحضور في وجدان المجتمع ،واحتضان الطاقات والإبداعات الواعدة ،في الفنون،وألوان الثقافة والأدب والفكر،مقترحا مرة أخرى وأخرى ..جملة من المشاريع والبرامج والآليات للنهوض بالعمل الثقافي،ولن استفهم عن عدد الهيئات الثقافيه،ولا عن عدد العاملة منها بشكل حقيقي،؟!!لن إسأل عن عدد الكتب المطبوعة والمنشورة بدعم من الوزراة!؟ لا ضير في أن تقوم الوزارة ومن باب توسيع مظلة الدعم الحقيقي،في أن يكون من ضمن موازنة كل مديرية ثقافه طباعة 3 مؤلفات،ودعم بحث واحد على الأقل،او عمل مسرحي واحد،او اي إنتاج ثقافي فني آخر،بحيث يلمس المتابع للعمل الثقافي بأن هناك توازن واعتدال في دعم المنتج الثقافي بوجه عام...وللحديث بقيه..