يحتاج العمل الدبلوماسي الى مرونة حركة وتواصل دائم واشتباك محمود على ان تنطلق جذوره من منطلقات مبادىء قيمية فيما يشتد ساقه بصلابة موقفه السياسي والذى بدوره يشكل بوصلة الاتجاه بحث تستند عليها معادلة، صلابة الموقف ومرونة الاداء.
فان العمل الدبلوماسي كلما اقترب من الحدث حمل تاثيرا اكبر، وكلما ابتعد عن مسرح الاحداث يكون قد انعزل، لذا كانت طبيعة العمل الدبلوماسي تستند على الكيفية التي قد يشكلها قرب العمل الدبلوماسي من الحدث السياسي دون تماهٍ او تفريض حتى تتشكل تلك الاستجابة المحمودة .
من على هذا الارضية العلمية يندرج اداء مدرسة الدبلوماسية الاردنية ويقوم التحرك الدبلوماسي للاستجابة للاحداث للسياسية، فان الاردن بات يشكل مدرسة يدرس فيها علوم معرفية جديدة في العمل الدبلوماسي عنوانها تغلب دبلوماسيه المعرفه على دبلوماسيه النفوذ التي ادواتها القوه التقليديه والمصالح البينيه.
فلقد حرص جلالة الملك على المشاركة في مبادرة مستقبل الاستثمار التي انعقدت في الرياض، من اجل تقديم الرسالة الاردنية بكل ابعادها، ويقدم ما يحويه الاردن من فرص استثمارية عديدة ومن طاقات بشرية مؤهله تشكل في ادائها عشرة اضعاف عددها.
بقية مقال د. حازم قشوع
المنشور على الصفحة الأخيرة الجزء الثاني
فالاردن يشكل ليس اكثر من ثلاثة في المئة من النسبة العددية لابناء المنطقة لكن تاثير الاردنيين بعلومهم وتدريبهم يصل الى سبعه وعشرين في المئة الامر الذى يجعل من الانسان الاردني قادرا ان يشكل تلك العلامة الانتاحية للمواد البشرية في ميزان الحركة الاستثمارية والتى يسعى اليها برنامج التشاركية الاقليمي الذى يقوم على برنامج التشابك المصلحي بين المجتمعات يحقق السلم الاقليمي بين البلدان.
ولان الدبلوماسيه تحرص دائما على إذابة المساحات الباردة وايجاد الروابط الدافئة في مناخات العمل، فلقد حرص جلالة الملك في لقاءاته على تقديم المدرسة الاردنية في العمل الدبلوماسي خير تقديم، فان طبيعة المشهد التاريخي المأزوم بتأزيم بحاجة الى اتباع دليل «قبس المعرفة» للدخول الى ذلك النفق الامن، والذي يفترض ان يكفل الخروج من معمعة التأزيم الى بر الامان، وهذا يتطلب ايضا اعادة تموضع ذاتي تكون قادرة على الاستجابة الضمنية لطبيعة الحالة السياسية التي تشهدها المنطقة وتعيشها شعوبها.