نيروز الاخبارية : من السلوكيات المؤسفة في المجتمع التي تدعو إلى الاستهجان والتحذير والمحاربة والتوعية سلوك " السحر والشعوذه " من جهة التعاطي والممارسة ، ومن جهة التعامل مع السحرة والمشعوذين والترويج لهذا السلوك عبر بعض وسائل الإعلام ، وبعض الفضائيات المتخصصة، أو التي تخصص بعض برامجها للمنجمين ودعاة معالجة الأمراض النفسية والاجتماعية، وعبر بعض المتاجرين بحاجات الناس وامراضهم الاجتماعية تحت مسميات متعددة .
وهذا السلوك الاجتماعي الخطير يشكل نسبة لا يستهان بها بين النساء اللواتي ينسبن كل ما يتعرضن له من أمراض ومواقف إلى السحر والحسد ، وما يطلق عليه " العمل " بالمفهوم الشعبي بحسب منطقهن ، وبالتالي يلجأ كثير منهن إلى الدجالين والمشعوذين إما من باب البحث عن العلاج ، أو من باب محاولة العمل للآخرين ، وتسبب هذا الحال إلى وجود مشكلات اجتماعية خطيرة ، وإلى تفريق بيوت آمنة ، وإلى تدمير مستقبل أسر كثيرة في المجتمع بتأثير شياطين الأنس والجن ، والشواهد على ذلك يضيق المقام بذكرها .
وهذا الأمر من الناحية الشرعية من المحرمات والكبائر التي ورد النهي عنها صريحا في النصوص الشرعية ، وهو مفسد للدين والدنيا " ولا يفلح الساحر حيث أتى " ولا يتعامل به إلا من كان دينه قليل ، وإيمانه ضعيف ، ويقينه على الله غير كافِ ،ولا يلجأ إليه إلا من تسلط الشيطان عليه ليفسد دينه ودنياه .
ولهذا السلوك الاجتماعي أثار اجتماعية مدمرة لتمزيقها العلاقات بين أفراد الأسر والمجتمع ، كما أن له أثار نفسية محطمة للأشخاص لزرعه الشك والريبة والقلق بين الناس ، وتفسير الأمراض والاخفاقات الحياتية وعدم تيسير الأمور إلى سحر الآخرين ، وغالبا ما يكون الوهم والخوف هو المحرك لهذه النفسيات المتأثرة بالأثار النفسية نتيجة الاعتقاد الخاطىء لكل ما يتعرض له في حياته ، وبالرغم من أضراره النفسية ينتشر بين الناس بصورة كبيرة لا يخلو منه تجمع سكاني في المجتمع بنسب تتفاوت من مكان إلى آخر على الرغم من تلبس بعض دعاته ومروجيه لباس الورع والصلاح .
ومن الخطأ الإعتقاد أن اللجوء للسحرة والمشعوذين هو الحل لبعض الأمراض النفسية والشيطانية والاجتماعية ، فالحل يكمن في تحصين نفسه بالأذكار واللجوء إلى الله تعالى وقراءة المعوذات وسورة الكرسي ، ففيها النجاة والسلامة ، ومن الواجب على العلماء والدعاة ،ووسائل الإعلام الجادة، ومؤسسات المجتمع التوعية وبيان خطورة هذه الآفات الاجتماعية والفكرية التي تفتك بالمجتمع وأفراده .