ويشير هؤلاء إلى
عدّة أسباب تساهم في استمرار تصدر ملف الفقر والبطالة أولويات المشاكل
الاقتصادية، منها ما يتعلق بأداء الحكومة وسياساتها البعيدة عن المعالجات
الحقيقية، وغير المبنية على نهج حكومي كامل، فيما يعيدها البعض إلى أسباب
تتعلق بظروف خارجة عن ارادة الحكومة تتعلق معظمها بضرورة خفض الانفاق العام
وانعكاس ذلك على معالجة الفقر والبطالة التي تحتاج الى انفاق أموال أكبر.
أرقام
الفقر اليوم ووفقا لتصريحات الحكومة الرسمية تتراوح حول 15.7 % بعد أن
كانت تصل في 2010 الى 14.4 % أما البطالة فقد قدرت مؤخرا أنها تجاوزت
الـ19.2 % وقد وصلت لدى الذكور حوالي 17 % فيما بلغت لدى الاناث حوالي 27.2
%، وهي أرقام مرتفعة جدا وفق ما يجمع عليه الخبراء خصوصا لما لهاتين
المشكلتين من أبعاد سياسية واقتصادية.
الخبير الاقتصادي ماهر
المدادحة أشار الى أنّ حل هاتين المشكلتين يحتاج الى موارد مالية كبيرة
وبالتالي في ظل الموارد المحدودة للدولة فإنّ معالجة هاتين المشكلتين
بالنسبة للحكومة يكون أمرا صعبا.
وأوضح أنّه في ظل عجز الموازنة
وخفض الإنفاق الكلي الحكومي لا يمكن أن يتم معالجة الفقر والبطالة بالشكل
المطلوب، فالبطالة بحاجة الى معدلات نمو أعلى مما يتم تحقيقه الآن، وهذا
يحتاج إلى انفاق أكبر، كما أنّ الفقر يحتاج الى حزم أمان اجتماعي واسعة
وهذا مالا تسمح به الموازنة.