يعتبر العمل الدبلوماسي، احد اهم قنوات الوصل المباشر بين المجتمعات ويقوم على ترجمة العلاقات بين الدول والتى تبنى عليها جسور التعاون والعلاقات البينة، فكلما كانت العلاقة قوية حملت معها نتائج ايجابية للمجتمعات من واقع التبادل المعلوماتي والتجاري وحتي المعرفي، ويتم احتساب هذه القوة من واقع نسبي يعود الى مكانه موثوقية العلاقة ومقدار تشابك المصالح وحجم تبادل المنافع اضافة الى الثقل الدولي لهذه الدولة او تلك في المنظومة الدولية ومقدار تاثيرها في دوائر صناعه القرار في المجتمع الدولي.
واذا كانت اسرائيل تعتبر واحده من اهم الدول الاقليمية التي تشكل نفوذا دبلوماسيا اقليميا ودوليا فلقد أعادت احتساب مفردات العمل الدبلوماسي عند لحظه الاشتباك الدبلوماسي التى تمت بين عمان وتل ابيب، فلقد استطاعت الدبلوماسيه الاردنيه التعاطى بذات الجمل السياسية التي حملتها لحظة الاشتباك لتؤكد عبرها عن ثقل الدوله الاردنيه في مسرح الاحداث الاقليمية و تكشف عن مقدار النفوذ الدولي الذى تتمتع به الاردن في اروقه صناعة القرار، وتحمل رساله اخرى مباشره حول طبيعه العلاقه الإسرائيلية الاردنية وميزات تركيبها الذي يجب ان يقوم على النديه والتشاركية ولا يقوم على التبعية الوظيفية، ضمن اية معادلة سياسية قادمة.
وهذا ما تم تجسيده حيز الواقع في لحظة الاشتباك الدبلوماسي بين الاردن - اسرائيل، هذه الواقعة التي حاولت تل ابيب فيها تغيير قواعد العمل وفق اجنده سياسيه جيده، الامر الذى جعل من الاردن تغيير نمطية التعامل باستخدام الدروع الدبلوماسيه مما جعله يسجل نحاحا كبيرا عندما قاد جلالة الملك موقعه الاشتباك وحولها الى تشابك سياسي نجح عبرها لاطلاق سراح هبه اللبدي وعبدالرحمن مرعي من اسرائيل باستخدام القوه الدبلوماسيه، حيث استطاعت الدوله الاردنيه عبر هذه الجمل الدبلوماسيه، ان تجعل تل ابيب تعيد حساباتها باحتساب طبيعه العلاقه القائمه وكيفية ربط المسافات البنية والية احتساب عقدة الربط البنية على اساس من التشاركيه وفق درجه الاحترام المتبادل وضمن الخطوط العامه التى تحفظها العقده الامنية من اجل السلم الاقليمي والادوار المشكلة والمتفق عليها منذ اساس التشكيل.
اذن قصه اطلاق هبه اللبدى وعبدالرحمن مرعى لم تكن قصة عادية بسيطة بل كانت جملة دبلوماسية معقدة التركيب لكنها. أوضحت ما يجب ايضاحه، في هذه اللحظات التي يتم فيها تدوير الزوايا وبناء اوتاد العصب الحامل للمشهد السياسي القادم.