نيروز الإخبارية : اناس قادمون الى هذه الدنيا... وآخرون راحلون دون استئذان... اناس يرحلون فَيُريحون ويخففون... وآخرون يرحلون بل يرتقون الى سماء الشهادة... وما علموا ان رقيهم هذا ترك فينا قلوباً تنزف الماً وحسرة من عناء الفراق...
في مثل هذا اليوم (16/11/2018) خرج البطل برفقة ثلة من الزملاء... خرج ولسان حاله يقول لبيك وطني... وما كان يدرك انه سيعود محمولاً فوق رؤوس الرجال... حتى وان علم ما كان يثنيه ذلك عن تلبية النداء... عاد محمولاً فوق الهامات... فما احدا أعلى منه مكانة الا الذي سبقه الى ميادين الشهادة... عاد صامتاً لا كما عودنا على اجمل الكلام...
انها الذكرى السنوية الاولى لرحيل الشهيد البطل احمد خالد الرواحنه... رحل ليلتحق بكوكبة شهداء ادارة مكافحة المخدراتو شهداء الاجهزة الامنيةو العسكرية وشهداء الوطن جميعا... الذكرى التي لا يمكن لها ان تموت فينا يوماً انها ذكرى رحيل خير الرجال... لانه استحق وزملائنا الذين سبقونا الى الشهادة هذه المنزلة لخبيئة بينهم وبين الله لا يعلمها احد سواهم بعد الله تعالى...
وها نحن من بعدكم نحـو السمـاءِ نرفـعُ رؤوسنا ، ننظُروننتظِر الفرج، ثم نطأطئ رؤوسنا الماً وحُزنـاً فلا إجابَةَ تأتـي، نتمنى ما لا يمكن تحقيقه... نتمنى لو تعود الينا ايها الشهيد... ليس لاجلنا وحسب... بل لآلاف شيعوك... لأم انهكها التمني وطول الانتظار... والى اب احدودب ظهره قهراً من قساوة الدنيا وجورها... الى زوجة لا زال جرحها ينزف... الى طفل ينتظر عودة والده محملا بالالعا والهدايا كباقي الاطفال وربما شوقه الى ضمة حضن تشعره بالامان وهو ينادي امه قائلا (اجا بابا، اجا بابا)... الى زملاء تركت فيهم مزيداً من العزيمة والاصرار على مواصلة المشوار...
ااااااه يا اخي كم نحن في اشتياق اليكم الى جميع زملائنا الشهداء فهل من كلام يعيدكم الينا...!!؟ أم هل من سماء اقرب من تلك التي انتم فيها حتى نصعد اليكم... كم هي طويلة تلك المسافات بيننا... انها اطول مما نطيق... ولكن هنيئاً لكم... هنيئاً لآبائكم وامهاتكم... لأطفالكم... هنيئاً لنا بكم فأنتم مصدر عزيمتنا وقوتنا... فأنتم الاحياء وسواكم هم الاموات (فلا عاشت ايدي الجبناء من اهل الغدر والخيانة من تجار المخدرات ومروجيها).
فسلام عليكم يوم ولدتم و يوم استشهدتم ويوم تبعثون الى الفردوس الاعلى ان شاء الله تعالى.