ما أود أن أقوله بأن عظمة اللقاءات والمواقف والإنجازات المتميزة هي التي تدافع وتفجر طاقات لدى الإنسان ليتحدث عن عظمة الأشياء ، وما الإبداعات والإنجازات الثقافية التي تحققت في المكتبة الوطنية إلا شاهد على هذه الإنجازات الوطنيه.. ونقول بأن مستوى النجاح والتميز للمدراء العظام يقاس بمستوى الإنجازات المقدمة للوطن للمساهمة في التطوير والتحديث والتنمية في كافة مستوياتها والتي تعد رافعة من روافع البناء والتحديث وخاصة عندما يكون ذلك في بناء العقول والأفكار وتطوير الأداء لرفع مستوى التنمية والنهضة في جميع قطاعاتها التي تقدم من قبل الشخص أو المؤسسة الثقافية أو الاقتصادية أو الخدمية سواء كان ذلك في الإنجازات والإبداعات الفكرية والعلمية او الوظيفية. فقافلة العطاء مستمرة بوجود المنصات الفكرية الرائعة والنية الصادقة الممزوجة بقيم الولاء والانتماء والإخلاص للعمل للأستاذ الدكتور نضال العياصرة لكي تبقى شمس الوطن مشرقة!!
المكتبة الوطنية أصبحت بفضل إدارتها ممثلة بعطوفة الدكتور نضال العياصرة مركز إشعاع ثقافي تنويري وحضاري فقد تنوعت الندوات والمحاضرات العلمية والأدبية التي تقام في هذا الصرح العظيم الكبير في إدارته والعظيم بزواره ورواده، فهي تمثل رافعة وطنية للابداع وقيمة ثقافية مهمة وشكلا من أشكال التنمية الثقافية التي تقدمها للمجتمع الأردني. فهي تسهم بشكل مباشر في إيجاد مساحات للتواصل، وتنمية المواهب ورعايتها وتثقيفها فنيا من خلال برامجها المختلفة لأثراء المشهد الثقافي التي يشرف عليها قامات ثقافية متميزة ممثلها بمديرها الدكتور العياصرة، وبفضل الجهد المبذول والمتواصل للارتقاء بمستوى الأداء المهني لعمل المكتبة فقد أصبحت المكتبة الوطنية منصه تمثل بيت الخبرة الفكرية، والحاضنة لكافة المثقفين ومنبر لمن لا منبر له ، وشعلة انطلاق فكري في تجذير الثقافة السياسية الوطنية والقومية والأدب والفقه السياسي والمعرفة فتحقق الهدف الذي نشأت من اجلة المكتبة وهو لرفع مستوى الثقافة وتقديم مادة لصناع القرار حول القضايا الاستراتيجية التي تهم الشأن الثقافي والتربوي، فوصلت المكتبة الوطنية الى مرحلة مؤثرة بشكل فعلي على المجتمع الأردني إيمانا منها بأن العلم لن يتطور دون البحوث والدراسات العلمية ، لذلك تعمل المكتبة الوطنية حسب انظمتها وقانونها من اجل تطوير الثقافة والنهوض والارتقاء بها، وحقيقة وانصافا لما تقدمه المكتبة الوطنية للمجتمع الأردني فإن هناك
مواقف تُقال وتُحكي عن الاداء المتميز للدكتور العياصرة في بناء صرح ثقافي متكامل الأركان من حيث التطوير والتحديث الذي يمثل ذاكرة الوطن .
وما دفعني بشوق وبحرارة زائدة أن أكتب عن أداء الجهاز الإداري للمكتبة الوطنية هو ما ابهرنا به عطوفة الأستاذ الدكتور نضال العياصرة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية على ما قدمه من خدمات وتنظيم خلال الأمسية الثقافية المتميزة التي أقيمت في رحاب المكتبة الوطنية ضمن نشاطاتها المسائية يوم السبت الموافق ٢٣/اا/٢٠١٩، لأشهار كتاب بعنوان الجرائم الإلكترونية ومخاطرها للدكتورة عبير شفيق الرحباني وبرعاية كريمة من دولة الأستاذ الدكتور عبدالله النسور الأكرم ..وقد لقيت هذه الترتيبات التنظيمية وحفاوت الإستقبال وبشاشة الوجوه من المنظمين لعقد هذه الندوات الفكرية إعجاب الحضور وراقت لهم من حيث التنظيم والتخطيط لأنجاح مثل هذه النشاطات والفعاليات إيمانا من القائمين على عمل المكتبة بأن الثقافة يجب أن تكون عابرة للجغرافيا النخبوية لتعريف بأهميتها كأحد أهم روافع الإصلاح والبناء الفكري وتحقيق النهضة والتنمية البشرية.
ومن باب ذكر فضل المدراء المتميزين بالإدارة والاداء الفني ومستوى الرقي الأخلاقي والمهني والمعرفي ووضعهم في منازلهم العلمية والعملية ومستوى التحديث والتطوير في الخدمات المقدمة لرواد العلم والمعرفة في المكتبة الوطنية التي إرتفع مستوى أدائها للمواقع النجومية بفضل المتابعة المستمرة من قبل مديرها الدكتور العياصرة للأرتقاء بمستوى الأداء المعرفي لطلاب العلم ورواد المكتبة من جميع الفئات ، لذلك نود أن نقدم شهادة للتاريخ بأن هناك جنود تحمل القلم لحماية الفكر والنهوص به لا يقل جهدها عن جهد الجنود والمرابطين على حدود الوطن للدفاع عنه ، وكوني أحد رواد هذا الصرح الثقافي العريق فأنني أذكر واسجل بسجل الشرف بالفخر والاعتزاز والتميز لأصحاب المدارس الفكرية الذين يغرسوا زهر جميل في طريق الباحثين عن الفكر والمعرفة أمثال عطوفة الدكتور العياصرة من هذه المدارس الفقهية التي نقف لها احتراما وتقديرا لهذه الإنجازات الرائعة....فأنتم من أصحاب العقول الكبيرة التي تبحث عن الأفكار، والعقول المتفتحة التي تناقش الأحداث..والنفوس النقية التي تمشي مطمئنة وتنام سعيدة ، والنفوس المتسامحة التي تمشي صافية وتنام راضية عما تقدم لأبناء وطنها .
أما أنتم فرسان المكتبة الوطنية ممثلين بفارسكم عطوفة الأستاذ الدكتور نضال العياصرة بحق إنكم من الجنود الذين يعملون بصمت لإعلاء شأن الوطن وثقافته بفكركم العميق الناضج ايمانا منكم بأن الأوطان لا تحمى فقط بالجيوش وإنما تحمى أيضا بالفكر الناضج السوي الذي يهذب ويعلم ويطور فالأمم ترتقي بعلمها وثقافتها وبرجالها الشرفاء الأتقياء ، عنوانكم الثقافي أن المستقبل لن تبنية الأيدي المرتعشة ، لذلك جاءت أولويات مهامكم بأن الوطن بحاجة إلى ثورة تنويرية تربوية وسياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية تعيد توازن القوى لقطاعاته المتنوعة اعتقادا منكم بأنه إذ لم تتغير الثقافة لن يتغير السلوك للأفراد صغار وكبارا. ....هكذا وجدنا في الوائح التنظيمية في المكتبة النصوص التوجيهية التي تركز على تجذير الثقافة العربية في نفوس أبنائنا والارتقاء بمستوى الوعي السياسي والتنوير الثقافي لدى كافة فئات المجتمع، فالمجتمع بحاجة للسيف والقلم معا لكي نحقق النهضة لأمتنا ونخرج من كابوس اليتم الذي فرضه علينا الإستعمار بكل وسائله القذرة. فأنتم تمثلوا فعلا أحسن الفسائل الشجرية للتطعيم الذي يُعد من أهم الطرق لتحسين النباتات وتقويتها وتحسين مواصفاتها، فنلجأ إلية لإكثار أنواع وأصناف أكثر ذات مواصفات جيدة وعالية الإنتاجية، وخالية من الأمراض، والتي لا يمكن إكثارها بالعُقل أو من خلال طرق الإكثار الخضري، فالمقصود من هذا التعبير هنا هو إجراء التغيير في الصفات أو السلوكيات المعينة في كائن ما لأسباب مختلفة تقتضيها رفعة الوطن وتقدمه بأعادة بناء الثقافة السياسية والاجتماعية للمواطن الأردني على أسس محدثه تشمل القيم المدنية والديمقراطية من خلال وسائل ومؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية مثل ، الأسرة وجماعات الرفاق ، والمدرسة ، والمؤسسات الدينيه ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني ، والأحزاب السياسية على أسس تعزّز المواطنة وقيم العدالة والمساواة واحترام الآخر ، وسيادة القانون وغير ذلك من القيم التي تتماشى مع مفهوم المجتمع المدني الذي يقود الي بناء الدولة المدنية وهذه العناوين الرئيسية وجدناها في جميع الفعاليات والنشاطات الثقافية المتعددة والمتنوعة في أهدافها التي تقع ضمن رؤية ورسالة المكتبة الوطنية.
لذلك نقول وكما هو الحال بأن الحقول يتجدد ثمارها و يزداد نضوجها اعتمادا على نوعية البذار الطيب وأحيانا بما تُطعم به من فسائل عالية الجودة ، فأن الثقافة أيضاً بحاجة إلى فكر إبداعي وعميق يطهرها من أوجاعها ويعيد لها الحياة من جديد وهذا مالمسنا بحق من الدور الذي يقوم به عطوفة الأستاذ الدكتور نضال العياصرة وزملاؤه الكرم لإعادة النبض لثقافتنا العربية والإسلامية والعمل على المحافظة على الإرث النهضوي الذي قام به آباءنا وأجدادنا.والمساعدة على تناسلها فالواجب حتم عليهم كمسؤولين في المكتبة الوطنية أن ينشروا ويعززوا الثقافة الإيجابية في تعظيم منجزات الوطن ورجالاته في جميع مرافق حياتنا في المدرسة والجامعة وموقع العمل والبيت ولا يترك لوسائل التواصل الاجتماعي المساحة التي ستؤذي بها مشاعرنا وتفسد علاقاتنا الاجتماعية ولنجعلها منابر للتواصل والمحبة وليس للتناحر والإدبار ولنعظم قوله تعالى "قولوا للناس حسنى" "ولا تنسوا الفضل بينكم" وتفاءلوا بالخير تجدوه.
ومن باب التفاخر والتباهي بأداء الجهاز الإداري للمكتبة الوطنية ، أقول إنها تعمل كوحدات تنظيمه إداريه ناجحة كالمدن الفاضلة التي ُتعبر عن تصوير وتعبير ووضعية مثالية لدولة متقدمة حضاريا في جميع أركانها بفضل سواعد أبنائها الأوفياء المخلصين، فأداء المكتبة الوطنية هي مقياس، يقاس عليها أداء باقي مؤسسات الدولة للمقارنة بهذا التمايز على أرض الواقع !!!! وأقول أيضا على المؤسسات الحكومية المتعثرة في إنجازاتها الاطلاع على الخطط الاستراتيجية والبرامج وخطط العمل لتطوير المشهد الثقافي فهي مقياس لمن يبحث عن النجاح والارتقاء والتميز في العمل وذلك بفضل وحكمة مديرها الأستاذ الدكتور نضال العياصرة الذي وضعها على عتبات الإنطلاق نحو النجومية المعرفية التي نبحث عنها لإثراء معرفتنا بالعلم والفكر والإبداع والإصلاح.
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة تحت ظل جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة من كل مكروه.