عطوفة الاخ الحبيب متعب باشا الزبن " ابو رعد"، الأخ الكبير باخلاقه، الثري بأرومته الطيبة الضاربة جذورها في التاريخ، صاحب الثقافة الموسوعية، القريب من النفس، الأثير عندها، الساكن في شغاف فؤادها، الحاضر في الوجدان دائما، صاحب الخلق الرفيع، والتواضع الجم، الذي يقدر الصغير والكبير، فقد أوتيتم عقلا راشدا، وفكرا ثاقبا، ولسانا ذربا في الفصاحة، بليغا في القول، ورائعا في اختيار الكلمات، العاشق للأردن كله: سهوله وهضابه، وغوره ونجاده. لبستم عباءة المجد كابرا عن كابر، فلم تزدكم إلا تواضعا وقربا من الناس كلهم، فجندتم الكثير منهم سفراء لكم يعطرون قاعات الدرس في الجامعات، ومجالس الخير كلها بسيرتكم العطرة، وشمائلكم الطيبة التي انتصبت كالطود الشامخ الذي لا يعمى عن رؤيته إلا أعمى البصر أو البصيرة.
لقد شرفت بالعمل بمعيتكم عن كثب، فتعلمت من عطوفتكم ما لم اتعلمه من بطون الكتب، اقول هذا شهادة للتاريخ بعيدا عن مصالح الدنيا الفانية، ووشائجها الزائلة، التي صرمت بيني وبينكم، ولم يبق منها الان سوى الحب والاحترام والتقدير الذي انتم له اهل باقتدار.
لن انس ما حييت افكاركم الإبداعية التي جاءت نتيجة التفكير خارج الصندوق، للتخلص من قيود الموازنة العامة للدولة، والاعتماد على التكافل والتضامن بين الموظفين أنفسهم القائم على مبدأ التبرع ، حيث شرفت بتطبيقها عندما كنت مديرا ماليا مع زملائي الكرام في دائرة الجمارك.
ولن انسى مكافاة نهاية الخدمة، والمبلغ الكبير الذي يسلم لأسرة المتوفى الذي يجمع باقتطاع مبلغ محدد من رواتب الموظفين والذي يستند إلى قانون الاعداد الكبيرة الذي ندرسه في مادة ادارة التامين والمخاطر في الجامعة، فدائرة عدد موظفيها ثلاثة آلاف تستطيع أن تجمع ثلاثة او ستة او تسعة آلاف لأسرة المتوفى من الدائرة إذا تبرع كل موظف منهم بدينار او دينارين او ثلاثة.
تمتلىء كنانتي بمواقفكم الطيبة التي اعدد منها ولا اعددها، ونظرا لان السطور قيود فانني سأكتفي بالاشارة إلى مواقف سريعة منها
- رفضتم عطوفتكم الدخول إلى بيت العزاء عند الزيود بني حسن حتى يحضر موظفوكم الذين ضلوا الطريق في الزرقاء لأكثر من ربع ساعة وقال لنا شيخ الزيود هنئيا لكم بالباشا الذي رفض الدخول بقوله لن ادخل حتي يحضر اخواني " خوياي"
-رفضتم عطوفتكم احتساء الشاي الذي احضر لكم في احد المراكز الجمركية حتي يتم إحضار الشاي لمرافقيكم من المديرين والزملاء
-شاركتمونا افراحنا واتراحنا أثناء تسمكم شرف المسؤولية ولم تنسونا بعدها
بارك الله بعمرك وصحتك وزوجتك وذريتك وكل من تحب وما تحب أيها الباشا الكبير الكبير الكبير