- ابتداءً هذا المشهد يعبر عن فئة من المعلمين و لا يعبر عن المعلمين جميعاً؛ و لذا لا يجوز إطلاق الأحكام السلبية على المعلمين جميعاً بسبب هذه الحادثة.
- ضرب المعلم للطالب مهما كانت الأسباب مرفوض جملة و تفصيلا؛ لأن من مهام المعلم أن يتقن مهارة الاحتواء، و أن الكبير يحتوي الصغير و القوي يحتوي الضعيف و هكذا..
- أسلوب الضرب ليس تربويا و العنف يولد العنف، و تعزيز ثقافة الحوار من أهم ما ينبغي أن يعزز في مدارسنا و جامعاتنا..
- المقولة الشعبية الشائعة : (( من يوم ما منعوا الضرب خرب التعليم)) هي مقولة غير صحيحة. و الصحيح أنه لم يدمر التعليم سوى التعليمات و الأنظمة التي تتعلق بقبول طلبة الجامعات في التخصصات التعليمية، و لم يدمر التعليم سوى التعليمات التي حولت التعليم من رسالة إلى مهنة بل إلى مهنة من لا مهنة له في بعض الأحيان، و لم يدمر التعليم سوى الانحدار المتعمد بالوضع الاجتماعي و المادي للمعلم. هذا الذي دمر التعليم و ليس منع الضرب.
- المقولة الشعبية الشائعة : (( إلكم اللحم و إلنا العظم)) هي مقولة تراثية مجازية لا أكثر، و حملها على الحقيقة كذبة كبرى.
- لو نظرنا إلى الحادثة من منظور المعلم - و أنا معلم بالمناسبة - لقلنا : لم يدفع المعلم إلى هذا الفعل إلا أمر جلل، و قد يكون هذا منطقاً صحيحاً لو كنا ننظر إلى طبيعة العلاقة بين المعلم و الطالب على أنها ندّيّة، و هذه النظرة حتماً غير صحيحة. و لكن لو نظرنا - بل لو نظر المعلم نفسه - إلى المشهد من منظور ولي الأمر لكان رأيه مختلفاً تماماً.
- لا بد أن يكون لدى المعلمين مهارات تواصل فعال؛ لأن هناك عشرات الطرائق الناجعة لتقويم السلوك بعيداً عن العنف؛ حيث لا يلجأ إلى العنف - بحكم خبرتنا الطويلة في مجال التعليم - إلا ضعيف فاقد السيطرة.
- نقول هذا الكلام؛ لأننا #معالمعلم و #معالطالب و لا يمكن أن نكون مع أحدهما دون الآخر؛ فواجب التعلّم الملقى على عاتق الطالب لا يتم إلا بواجب التعليم الملقى على عاتق المعلم، و ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ و لذا فإن العلاقة بين المعلم و الطالب علاقة تكامل لا ندية و تفاضل، مع ضرورة الاعتراف بالفضل للمعلمين المربين الذين عرفوا ما عليهم فأدّوه حق الأداء.
- و كما أن هناك أزواجاً و آباءَ و وزراءَ لا يستحقون أن يكونوا في أماكنهم فإن هناك معلمين التعليمُ أكبرُ منهم بكثير.