دعا رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وحلها بشكل عادل وفقا لقرارات الشرعية الدولية على أساس حل الدولتين، ما يسهم في إنهاء صراعات المنطقة، ويُمكن من القضاء على القوى الإرهابية.
جاء ذلك خلال رعاية الفايز لانطلاق فعاليات البرنامج الأول لنموذج محاكاة برلمان الشباب العربي، اليوم الأحد، في مدينة الحسين للشباب التي تنظمها وزارة الشباب بالتعاون مع جامعة الدول العربية.
وقال الفايز، في كلمة خلال الاحتفال، "نحتاج إلى جهود صادقة، تبدأ من قناعتنا بأن حالنا العربي الراهن، اذا ما استمر على ما هو عليه، سيؤدي بالجميع إلى الهلاك، لذا على الجميع تحمل المسؤولية، والعمل على إيجاد المعالجات الحقيقية لهذا الواقع".
وأكد أن المعالجة الحقيقية لهذا الواقع، تبدأ من خلال إيجاد مسار حقيقي للتنمية الاقتصادية المتكاملة بين الدول العربية، على الأقل بين الدول المستقرة، ومن خلال تشكيل تكتل اقتصادي فيما بينها، إضافة إلى السعي الحثيث نحو بلورة موقف عربي موحد، يكون له دور في تقرير مستقبل المنطقة، وكف يد الدول الإقليمية وغيرها عن العبث بأمتنا ومصالحنا المشتركة.
ودعا لإيجاد أدوات فاعلة هدفها العمل على تعزيز الثقة بين دولنا وشعوبنا، ووضع استراتيجية تتصدى للخطاب الطائفي والمذهبي، وتعزز قيم الانتماء الوطني والعروبي، تؤمن بالدولة المدنية وقبول الرأي والرأي الآخر.
ودعا الفايز شباب الأمة، وخاصة ممثلي برلمان الشباب العربي، باعتبارهم المستقبل وعماد الأمة، إلى التصدي لمحاولات العبث بنسيجنا الاجتماعي، ومواجهة خطاب الكراهية والفتنة، والعمل على تعزيز القيم المثلى، وقبول الرأي والرأي الآخر، والحوار الديمقراطي المسؤول، بعيدا عن لغة التشكيك والمغالبة.
ولفت وزير الشباب الدكتور فارس البريزات، في كلمة إلى أن التحديات التي تواجه الوطن العربي كبيرة ما يتطلب بذل الجهود، ليس من الشباب فقط وإنما من منظمات دولية كبيرة، للتمكن من وضع لبنات الحل.
وبين أن موضوع الشراكة السياسة ودور الشباب لمحاكاة البرلمان العربي، يتطلع لإيجاد الحلول من المشاكل التي نعاني منها اليوم، مشيرا إلى قضايا التحديات اقتصادية والبطالة التي اعتبرها المشكلة الأهم والأعمق التي يعاني منها الشباب، وخصوصا الشباب المتعلمين.
ولفت إلى أهمية اتخاذ القرارات والتخطيط الاستراتيجي للاقتصاد والشباب والمستقبل في إيجاد وظائف منتجة.
وقال مندوب الجامعة العربية، عبد الرحمن الساعدي، إن هذا النشاط الشبابي ينبع من إيمان الجامعة العربية بأهمية التوعية السياسية للشباب العربي تحت مظلة شرعية التعبير عن آرائهم ومشكلاتهم والخروج بحلول فاعلة تعبر عنهم وعن فكرهم.
وأضاف الساعدي أن نماذج المحاكاة تعد منصات حقيقية للتنمية السياسية والثقافية والإعداد الجيد لشباب قائد لديه من الوعي ما يؤهله لحمل الراية والانخراط بالعمل السياسي عن وعي ومعرفة وليست فقط شعارات رنانة.
ولفت إلى أن برنامج محاكاة برلمان الشباب العربي، علاوة على اشتماله برامج تدريبية وتثقيفية، يمثل كذلك منصات حوارية تساهم بجعل الشباب يتخذون قراراتهم وفقا للمعطيات المتاحة أمامهم بشكل موضوعي في محاكاة حقيقة لمختلف القضايا المجتمعية بصفة عامة والشبابية بصفة خاصة.
ودعا الساعدي الشباب لاغتنام الفرصة والتعلم والايمان بأن التمكين الحقيقي لا يأتي سوى بالإعداد الجيد لأنفسهم كي يكونوا على قدر المسؤولية.
وألقى رئيس الوفد الشبابي الإماراتي المشارك في البرلمان سعود عبد العزيز بوهندي كلمة نيابة عن وفود الشباب العربية المشاركة لفت فيها؛ إلى أن الشباب يمثلون الطموح والمستقبل الواعد، معربا عن أمله بأن تكون مخرجات هذا البرلمان تعزيزا للعلاقات الأخوية بين الأشقاء العرب والعمل بجهد للارتقاء بأوطاننا.
وعن الوفد الفلسطيني المشارك في البرلمان، دعت أمينة عبد القادر الطيطي، في كلمة إلى أن يكون الشباب في هذا البرلمان من رواد المدرسة العقلانية، مشيرة إلى المحددات الراهنة التي تعصف بالشباب العربي.
ويهدف برنامج المحاكاة الذي تستمر فعالياته أربعة أيام إلى تعريف الشباب العربي بدور وأهمية البرلمان العربي كأحد الكيانات التابعة لجامعة الدول العربية في التعامل مع القضايا العربية، وإعداد شباب عربي قادر على تحمل المسؤولية وإشراكهم في استخلاص حلول فاعلة للقضايا الشبابية، بالإضافة إلى صقل قدرات الشباب الإبداعية كالخطابات والتفاوض والاتصال والاستفادة من تجربة البرلمان العربي وأنشطته المختلفة وتعزيز التبادل الثقافي بين الشباب وتبادل الخبرات والتجارب. --(بترا)