اننا اصبحنا نفتقد في مشهدنا الفكري والاجتماعي و السياسي ثلاثة أنواع من السلوكيات ،،، فن الخلاف ثقافة ادب أخلاق وفن النصيحة ثقافة ادب اخلاق مبادئ ، وفن الحوار ثقافة ادب قيم وذوق اخلاق.
والخلاف في الرأي نتيجة طبيعية تبعاً لاختلاف الأفهام وتباين العقول وتمايز مستويات التفكير .
الأمر غير الطبيعي أن يكون خلافنا في الرأي بوابة للخصومات ومفتاحاً للعداوات وشرارةً توقد نارَ القطيعة والفتنه والغيره .
العقلاء مازالوا يختلفون ويتحاورون في حدود العقل دون أن تصل آثار خلافهم لحدود القلب.
فهم يدركون تمام الإدراك أن الناس لابد أن يختلفوا ويؤمنون بكل يقين أنه لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ .
إن اختلافي معك ياأخي لايعني أنني أكرهك أو أحتقر عقلك أو أزدري رأيك ، أحبك ولو بقينا الدهر كله مختلفين في الرأي.
واختلافي معك لايبيح عرضي ولا يحل غيبتي ولايجيز قطيعتي .
إني لأرجو أن تكون عاقلاً، ولاأريد بك أن تكون متعصباً أو متطرفاً فالناس عند الخلاف ثلاثة أصناف.. إن لم تكن معي فلايعني أنك ضدي وهذا منطق العقلاء ، وإن لم تكن معي فأنت ضدي وهذا نهج الحمقى ، وإن لم تكن معي فأنت ضد الله وهذا سبيل المتطرفين.
الآراء للعرض ليست للفرض وللإعلام ليست للإلزام وللتكامل ليست للتلاكم.
ختاما عندما نحسن كيف نختلف ..سنحسن كيف نتطور فالبعض يتقن أدب الخلاف والبعض الآخر يهوى خلاف الأدب .