ونمضي سويا بقلوب ترتجي الله ان تمر هذه الازمة وهذه الظروف العالمية على العالم عامة , وعلى الوطن خاصة على خير , في اردننا الحبيب الجهود تتكاتف والاجراءات سريعة لمواجهة هذا الفيروس الصامت الذي لا ندري كيف اجهش على العالم وما السبل لمواجهته . فاسلحة الدمار الشامل وكم الطائرات والمعدات العسكرية عجزت عن مواجهته وحتى الاقمار الصناعية التي نشطت الدول الكبرى في ارسالها للعوالم الخارجية وقفت عاجزة عن مواجهة هذا الفاتك .
نحن في الاردن وطن امكاناته قليلة , هو وطن بحجم الورد الا ان له شوكة بين الامم , اجراءات وتدابير اتخذت وكل يكمل عمل الاخر , حتى غدونا انموذج يحتذي العالم بنا , بالامس عجت وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات التلفزة العربية وحتى العالمية بالحديث عن الاردن , وعن ادارته الحكيمة للازمة ,عن حكومته , قواته المسلحة , شعبه . احاديث واحاديث جعلتنا بداية نقرأ فاتحة الكتاب على وطننا ونحصنه, نلهج بالدعاء لله جل اسمه بان يحفظه من كل مكروه ,لاننا فعلا تخوفنا من نظرة العالم لنا (ربنا يحفظ الوطن قيادة وحكومة وقوات مسلحة وشعب وفي ).
مع صباحات الوطن وقبل ان تتسلل خيوط الشمس لتعانق الارض الاردنية ومع تكبيرات اذان الفجر وكل منا يستعد للصلاة كانت السماء تمطر وكل منا والحمدلله ينعم بالدفئ, بيت تغلق ابوابه , كل شئ متاح لدينا , لكن ابت افكاري وقلبي الا ان تتجاوزا المكان لتحط عند اخوتي نشامى الجيش العربي والاحهزة الامنية , وهم ومنذ اللحظات الاولى لاعلان قانون الدفاع انتشرت كتائبهم في الارجاء , ليلة امس وبالرغم من برودتها وحلوكة ليلها , الا انهم أبوا الا ان يؤدوا ما اوكل لهم من واجبات كل في موقعه , لعلهم سهروا في الجنبات يفترشون الارض ويلتحفون السماء ,من اجلنا من اجل ان نحيا معافين , ولتنام عيون الامهات امنة مطمئنة وعيون النشامى تحرسهم . صور وفيديوهات تداولت للنشامى, وهم يؤدون صلوتهم (قال الله تعالى " واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فالتقم طائفة منهم معك ولياخذوا اسلحتهم فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم) صدق الله العظيم .
نشامى وجوههم السمراء من ارض بلادي لوحتها شمسها فاشتد وامتد ضياها , فهم في بال البطولات ومنها ولها وعلى هامتهم الحرة يختال لِواها ... جنود تهتز الارض تحت وقع اقدامهم . عيونهم يقضى ترقب وتترقب وطنهم العزيز الذي يسيجونه بأهداب عيونهم يقفون سداً منيعاً ليظل امنا . ما يميزهم انهم يقومون بواجباتهم دون ضجيج او تصريحات اعلامية، فسبحان من اكرمهم بالهيبة والقبول ومحبة الجميع ..
هنا وقفة نقفها مع انفسنا وعيوننا ترنوا الى حيث هم , بواسل الجيش العربي والاجهزة الامنية , شباب من هذا الوطن ,هم بعمر زهوره واقحوان ربوعه , هم كما نحن , لديهم امهات اخوات زوجات ابناء وبنات , ينتظرون عودتهم سالمين , آباء وامهات نذروا ابنائهم للوطن لكن قلوبهم كلها رجاء ان يحفظ ابنائهم ويعيدهم لهم سالمين .
(خليك بالبيت ) مبادرة نطلقها ابناء الوطن لنحافظ على انفسنا وعلى احبتنا. وعلى ابنائنا واخوتنا من القوات المسلحة والاجهزة الامنية وكوادر وزارة الصحة وغيرهم لان هناك من ينتظرهم وينتظر عودتهم الى بيوتهم امنين .
ويستوقفني اخ اخر لي من نشامى الخدمات الطبية الملكية (اطباء , ممرضين , فنيين) الذين يقضون ايامهم هذه بين اخوة لهم ممن هم في الحجر الصحي , في فنادق عمان والبحر الميت , فهل لكم ان تتخيلوا معي كم العناء , والجهد , والتعب والمهام التي يؤدونها , وهم يقدمون الرعاية الصحية, يضعون ارواحهم على اكفهم , غير ابهين بانفسهم , الا ان امام ناظرهم صورة الوطن , وامن وصحة مواطنيه. واخرون يقفون خلف الاسوار يسيجون اخوانهم هماك بسياج من محبتهم متاهبين هاماتهم تتطلع الى اعلى الاعالي وقلوبهم تنحني نحو الارض التي تابى الا ان تظل شامخة شموخ من يقفون عليها .