حدثت عدة أوبئة وأمراض جماعية عبر التاريخ الإسلامي، وفي مختلف الدول وألامصار وأصقاع العالم ، إلا أن أبرزها وأكثرها شهرةً وتأثيراً هي التي
ألَّمت بالمشرق العربي العديد من الأوبئة والإمراض والتي خلفت عدداً كبيراً من الوفيات والدمار والخراب في بعض المناطق كما دونت لنا المصادر التاريخية ونستعرضها هنا للتذكير ، ولكي يعرف القاريء ان الوباء الذي يمر به العالم ليس الاول وربما لن يكون الاخير ومع هذا رغم اشتداد البلاء لا بد في النهاية من القضاء على ذلك الوباء ويستمر الانسان بالبناء والتعمير على وجه الارض ، إنها سنة الله في الكون والتي لن يتمكن البشر من تبديلها مهما بلغ من العلم والمعرفة وتاليا استعراض لبعض تلك الوبئة مرتبة وفق تسلسها الزمني
1 - طاعون عمواس (18 هـ/ 639م
حدث هذا الوباء زمن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب و أول ما ظهر هذا الوباء في بلدة عمواس وسمي باسم تلك البلدة وعمواس كما يذكر المؤرخون بلدة صغيرة بين القدس ورام الله حيث وقع طاعون عمواس بعد عدة معارك حدثت بين الروم والمسلمين والتي تكللت بفتح بيت المقدس ثم انتشر هذا الوباء بعد ذلك في معظم بلاد الشام و مات خلق كثير نتيجة لهذا الوباء وممن مات من الصحابة وقادة الجيش الإسلامي في هذا الوباء أمين الأمة ابوعبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل وغيرهم الكثير
2 - طاعون الجارف (69هـ/ 688م
سمي هذا الوباء بالطاعون الجارف نظرا لكثرة من مات بسبب هذا الوباء والذي وقع في مدينة البصرة في جنوب العراق سنة 69 هجري وكانت المدينة تتبع الى عبدالله بن الزبير في تلك الفترة حيث كان الصراع على اشده بين ابن الزبير والامويين ، حيث استمرت هذه الجائحة مدة ثلاثة ايام شبهت شدتها بالسيل الجارف نظرا لكثرة من جرف من البشر في مدته القصيرة نسبيا.
3- طاعون الفتيات 87ه705م
سمي هذا الطاعون بطاعون الفتيات او العذارى لان نسبة الوفيات بين الفتيات في هذا الوباء فاقت باقي النسب ، وقد وقع هذا الوباء في العراق وبلاد الشام وهناك من اطلق مسمى آخر على هذا الطاعون وهو طاعون الاشراف ؛ لان نسبة الوفيات بالدرجة الثانية في هذا المرض كانت من اشراف القوم وكبارهم
4- طاعون مسلم بن قتيبة 131هـ/ 748م
سمي هذا الطاعون باسم اول من مات في هذا الوباء وهو مسلم بن قتيبة ، حيث وقع هذا الوباء في البصرة ايضا جنوب العراق و استمر لمدة ثلاثة اشهر توفي فيه عدد كبير من الناس وتذكر المصادر ان في احد الايام توفي الف شخص ويرى البعض ان عجز الدولة الاموية عن مواجهة هذا الوباء كان من اسباب سقوطها
5- وباء بغداد الناتج عن غزو المغول 656ه/1258م
أدى تراكم الجثث في هذا الوباء لانتشار الاوبئة والامراض وفسد الريح وتغير الجو ولم يبقَ في بغداد احد ومن بقيَ فيها يعتبر انسان شاذ نظراً لان القتلى كانوا في الشوارع كالتلال وانتنَّت الجيف وحال المساجد معطَّلة وانتشر هذا الوباء حتى وصل الى الشام. " "فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون
6 – الطاعون الاعظم 748هـ/ 1347م
اجتاح الوباء بلاد الشام ومصر ونتيجة لسعة انتشاره وكثرة ما خلف من وفيات سمي بالطاعون الاعظم .
7- الفناء الاعظم 795هـ/1393م
اصاب مدينة حلب وباء قتل ما يزيد على 150 الف شخص ونتيجة لكثرة الوفيات سمي الوفاء الاعظم .
هذه بعض اشد انواع الاوبئة التي اجتاحت المنطقة في التاريخ الاسلامي علماً بان هنالك العديد من الاوبئة ولكن لم تكن بشدة هذه الاوبئة التي تم استعرضها ، وليعرف الانسان ان وجود وباء ليس نهاية الكون بل هو دعوة للوقوف على اسباب تلك المحن والاوبئة وتجاوزها والا ستمرار في البناء والعطاء مع اخذ الحيطة والحذر ختى لا نكون الاداة لنشر الاوبئة وترويع الناس معنويا وماديا وجسديا .