في الوقت الذي تتكاتف دول العالم للحصول على مصل لعلاج فيروس كورونا الفتاك والذي تمكن بعضون أشهر قليلة من غزو العالم بأسره محققاً نسباً كبيرة من الإصابات والوفيات ينقسم العالم إلى من يتفق مع فكرة المؤامرة ووقوف الصين وراء هذا الوباء (فيروس كورونا) وتصنيعه على أيدي بشرية وأن لعبةً دولية لحرب فيروسات تمارس لأسباب سياسية واقتصادية خصوصاً بعد تصريح الرئيس الصيني فور انتشار الفيروس حين قال: "سننتصر على الأعداء". وان العالم سيدفع ثمن صراعات الكبار لتنافسهم على زعامة العالم والآخر يميل إلى أن أمريكا هي العقل المدبر لهذا الفيروس حيث سجلت براءة اختراع في عام 2018 مخصصة لمعهد بيربرايت الأميركي لفايروس كورونا
وفي ذات الوقت يميل آخرون إلى رفض هذه الفرضيات والتعامل مع هذا الفايروس كأي مرض يحدث للبشرية من الآف السنين. ولكنني أكاد أجزم بأن العالم سيشهد مرحلة سياسية وإقتصادية جديدة ما بعد كورونا.
تلك الفرضيات جميعها قابلة للمنطق حسب ما شهدناه عبر التاريخ من تنظيمات إرهابية تظهر وتختفي فجأة وتحدث آثاراً على أرض الواقع لتخدم جهةً على حساب أخرى، وما حدث على أرض الوقع من حروب بيولوجية حين قامت بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية بتجربة استخدمت فيها الجمرة الخبيثة كسلاح على جزيرة جرونارد الاسكتلندية.
وقامت الجماعة اليابانية المعروفة باسم: اوم شينريكيو باطلاق غاز سارين السام في محطة قطار الانفاق في طوكيو عام 1995.
بعثرة العالم وإشغاله وتهيئته لتنفيذ مخططات معد لها لترتيب الأوراق مجددا، فكرة قد تترجم حال الإنتهاء من هذا الفيروس. فالدول العظمى برامجها ليست محدودة وإنما شاملة عابرة للأجيال فكورونا جعلنا ننسى صفقة القرن والثورات العربية القائمة لا نعلم لنرى ما سيحدث.
وأما ما يقع علينا نحن الآن كدول غير لاعبة ولا مؤثرة، ان نتعامل مع هذا الأمر الواقع بكل وعي وادراك لمدى خطورته ولكونه يغزو الجميع ويهدد البشرية بشكل عام وان نكون يد واحدة للحد من انتشاره ومحاربته، فما نشهده من استهتار البعض وعدم الإلتزام لتعليمات وزارة الصحة الوقائية سيكلفنا الكثير. ولهذه الأسباب عملت الدولة على تفعيل قانون الدفاع فنحن نحتاج في هذة الفترة إلى إعطاء العادات الإجتماعية إجازة والحد من التجمعات قدر الإمكان حفاظاً على أنفسنا وأحبائنا فالرهان الآن على مدى الثقافة والوعي في مجتمعنا الأردني.
ولعل الجانب الإيجابي فيما يحدث يقودنا إلى إسترجاع الثقة بين الحكومة والشعب والحرفية العالية في التعامل مع هذا الوباء واكتشاف النخب السياسية وقدرتها على القيادة والخروج بنا إلى بر الأمان، فما نراه من إدارة الأزمات أثلج صدورنا جميعاً وتحدث العالم عن أن الأردن عظيم بشعبه وقيادته والجميع على قلب رجل واحد.
وأما ما شهدناه لموقف القوات المسلحة الأردنية ليس بجديد نعلم جميعا أنهم ركائز هذا البلد ومصدر أمنه وأمانه.
المطلوب منا الآن ان نعيد النظر في تصوراتنا وتجديد علاقتنا بالله وعلاقتنا مع الآخر كأنها فترة تصحيح نتمنى أن تمر بسلام والطريقة الوحيدة هي المسؤولية المجتمعية والإلتزام وإحترام القانون
فالجهل يعمي عين القلب وهو أثقل من الوباء والجهل محقِّر العظماء، ومضيِّع السفهاء، يطمس الهمة ويذيب الهوية.