يمر العالم اليوم بوضع وبائي استثنائي خطير جدا تمثل بجائحة كورونا والاردن كغيره من دول العالم لم يكن بمعزل عن هذا الوباء فقد تأكد ثبوت اصابة عدد من الحالات وانها مرشحة للزيادة حسب راي الاطباء خبراء الاوبئة (ونسأل الله اللطف )وان هناك اعداد كبيرة مازالت في الحجر الصحي حسب ما صرح به معالي وزير الصحة , ونشاهد من خلال شاشات التلفاز في العديد من دول العالم مرضى بالالاف يصارعون الموت ولا يوجد لهم اسرة ينامون عليها وحالات وفيات بالالاف من خلال مشاهد فيديوهات وصور مؤلمة لدفن من ماتوا بهذه الجائحة بطرق تقشعر لها الابدان ودون حضور ابنائهم وعائلاتهم واحبائهم لتوديهم وتشييع جنازاتهم حسب العادات والتقاليد.
وفي ظل هذه الصور والفيديوهات المؤلمة , نجد بالمقابل من خلال شاشات التلفاز فئة من المواطنين مازالوا مستهترين وغير مبالين بحظر التجول لاسباب غير مقنعة ولا نستطيع تفسيرها باي شكل من الاشكال وهذا التصرف يشكل جرما يعاقب عليه القانون في ظل هذا الوضع الوبائي الاستثنائي الخطير.
ولكن بعيدا عن العقوبة التي نرجوا ان تكون قاسية بحجم معاناة الوطن وهم فئة ضالة قليلة , دعونا نستنطق التاريخ الاسلامي لناخذ العبر والمواقف وكيف تم التعامل مع مثل هذه الجائحة الخطيرة لعله يكون لنا منها عبرة حيث تقول السير انه قد حدث وباء في بلاد الشام سمي بطاعون عمواس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتوفي من قادة جيش المسلمين سيدنا ابو عبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل وغيرهما من الصحابة باعداد كبيرة جدا , فلما تولى سيدنا عمرو بن العاص قيادة الجيش امر بالحظر والحجر بطريقته الخاصة لحماية المسلمين من وباء الطاعون وقال مقولته المشهورة :- ( ايها الناس ان الطاعون كالنار المشتعله وانتم وقودها فتفرقوا وتجبلوا حتى لا تجد النار ما يشعلها فتنطفيئ وحدها ) . حيث تقول السير ان أول قرار اتخذه منع التجمعات العامة و أمر الناس بهجر المدن و التفرق في الجبال و في المناطق المرتفعة. فلما سمعوا واستجابوا نجوا من وباء الطاعون و ما هي إلّا أشهر قليلة حتى انتهى الطاعون.و بذلك يكون أول حظر وحجر صحي في التاريخ الاسلامي في قرية عمواس بفلسطين على يد القائد عمرو ابن العاص الذي على يديه انتهى هذا الوباء نتيجة استجابة المسلمين للنداء .
ان اوامر الدفاع تقول لكم ايها الاردنيون ان الكورونا كالنار المشتعله وانتم وقودها فالتزموا باتباع مايصدر عن الحكومة من اوامر دفاع والتزموا في بيوتكم وسياتيكم ما تطلبون ، عندئذ تنطفئ نارها وحدها . فالمطلوب منكم ايها الاردنيون النشامى ان تتعضوا ممن حولكم من الدول وان تتعضوا من وباء طاعون عمواس وستكونوا مفخرة امام العالم اجمع ان التزمتم بالحظر والحجر فهما اجراءان صحيان احترازيان مؤقتان نتخلى من خلالهما عن ممارسات لا تغني ولا تسمن من جوع , بعضها من العادات والتقاليد التي اعتدنا ممارستها كمناسبات الافراح والاتراح والتي لنا فيها رأي وبعضها الاخر من الرفاهية والكماليات كزيارات المطاعم والمقاهي التي نحن بغنى عنها لغاية اغلى , ولهدف اسمى , وهو حفظ الاردن وشعب الاردن واقتصاد الاردن من هذه الجائحة التي لا تبقي ولاتذر ان استفحلت لا سمح الله.
حمى الله الاردن وطنا وملكا وشعبا من كل مكروه وادام الامن والامان .