مررنا بتجربة مروعة وقاسية جدا يوم أمس. انتهكنا قاعدة النجاة والحياة المعتمدة عالميا: «خليك بالبيت».
وانتهكنا قواعد النجاة التي طبقتها الصين وفرّطت بها ايطاليا واسبانيا: «الانضباط».
تدافعنا بلا مسؤولية ولا حذر، على حافلات توزيع الخبز، في اختلاط ستكون العدوى فيه محققة. وها نحن نوشك ان ندمر كل ما حققته بلادنا من انجازات كبرى في تعاطيها مع الوباء الرهيب.
كتبت أمس: «أخشى انّ حظر التجول سيفرط اليوم. سيتدافع المواطنون على سيارات الخبز كما تدافعوا على الأفران يوم الجمعة !!»
كان التدافع الشديد على الخبز متوقعا. ولو توقعه المشرفون على خطة توزيع الخبز، لما وقع ما وقع.
خطر كورونا على شعبنا ما يزال في بداياته. وأعداد المصابين تتزايد يوميا. والوعي بالخطر ما يزال هشا سطحيا، لا يتناسب مع إعلان منظمة الصحة العالمية الذي صنف فيروس الكورونا بأنه «جائحة كونية».
اسكن في تلاع العلي الشمالي. وحتى كتابة هذه المقالة على الساعة 4 مساء، لم تصلني حافلة الخبز ولم تصل إلى خلدا، ناعور، الشميساني، دوار الكيلو، شفا بدران، طبربور، ضاحية الرشيد، أبو نصير، ماركا الشمالية، الموقر، عرجان، الجويدة، المدينة الرياضية وجبل الأمير حسن بالزرقاء وغيرها.
ستقيم الجهات المختصة ما جرى، كما أعلن وزير الإعلام الرائق الواثق، لجهة الانتقال إلى صيغة أخرى، تكفل «أن يصل الخبز إلى المواطن، لا أن يصل المواطن إلى الخبز».
لن نستسلم لمن انتهك قواعد الصحة الآمنة وألحق الضرر بنفسه وبأهله. وفي المقابل نطالب بفرض النظام وتعليمات الأمن والسلامة بأعلى درجات الصرامة والشدة.
ومعلوم أن الحكومة التي تطلب منا «البقاء بالبيت» لن تتركنا نموت جوعا حتى لو كنا مفلسين !!
لا يزال في وسع الحكومة أن تستعين بباصات المدارس ومركبات توزيع الصحف والمواد الغذائية وسيارات الدلفري التي تملأ البلد.
أصحاب المحال التجارية والمولات لهم مطلب حق هو السماح لهم بتفقد محالهم وتهويتها وتفقد الكهرباء والماء والغاز والألبان والحليب والمواد التي أدركها التلف و العفن.
لا مفر من استعادة زمام المبادرة وتغليب الأمل على الفشل وبث الوعي بخطورة البلاء الذي يواجهنا.