الأمن العام، وما كنا ندري ما الأمن العام قبل هذه الأزمة، كنا نعلم أنهم نشامى الوطن وأبطاله المخلصين، إنما بطولتهم اليوم فاقت التوقعات، وأداءهم فاق التطلعات، حتى غدوا عنواناً للرجاء وأيقونة للعطاء، وبات حلم كل طفلة أردنية بريئة أن تنتظرهم على جانب الطريق لترش الورد على مواكبهم، حتى إذا ما رأوها بادلوها الورد بالورد، والحب بالحب، والوفاء بالوفاء.
ومنذ أول يوم بدأنا نكتب فيه ذكريات الحظر، اجتاح الأردنيين شعور جارف بالحنين تجاه صافرة كنا نحسبها سابقاً صافرة إنذار، حولها النشامى بطيب أفعالهم إلى صوت يخترق أعماق الفؤاد بالنخوة والشهامة الوقار.
وفي المستقبل القريب عندما ينتصر الأردن والأردنيين بإذن الله، سنشتاق للحن الوفاء ورسم الإباء، وربما سنطلب من الحكومة حينها أن تطبق قانون الدفاع في الحادي والعشرين من آذار في كل عام، على أن تطلق في ذلك اليوم صافرات الإنذار، وتعلق الزينة وترفع الرايات، لنحتفل صباحاً بمعركة الكرامة، فيما نخصص وقت الغروب لانتظار مواكب البطولة والفداء.