اتخذ مستشفى الجامعة الاردنية اجراءات احترازية وقائية وعلاجية لمساندة الجهات المعنية في التصدي لفيروس كورونا المستجد، بعد ان عمد الى تسجيل قراءات تدريجية لرصد الخطر حتى قبل وصوله الاردن.
وقال مدير عام مستشفى الجامعة الدكتور عبدالعزيز الزيادات أن لجنة الأوبئة الموجودة في المستشفى، والمكونة من اختصاصيي صدرية يعملون وعلى مدار الساعة لاستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا وتشخيصها وتسليم الحالات المؤكدة الى وزارة الصحة، والتي تقوم بدورها بتحويلها الى أحد المستشفيات التي اعتمدتها وزارة الصحة لاستقبال المصابين، مشيرا الى ان عدد الحالات المؤكدة التي تم تشخيصها في المستشفى حالتين فقط، جرى تحويلهما الى مستشفى الامير حمزة لاستكمال علاجها هناك.
واشار الدكتور الزيادات الى أن المستشفى كان من اوائل المستشفيات التي وضعت خططا استراتيجية متكاملة لمواجهة الفيروس، واوقف استقبال المرضى والمراجعين واقتصر على حالات غسيل الكلى والحالات الطارئة فقط دون التوقف عن صرف العلاجات لمستحقيها، وبخاصة لمرضى الامراض المزمنة، لافتا الى ان المستشفى ملتزم بتقديم خدماته إيصال العلاج للمنازل من خلال تقديم طلب للحصول على الدواء على الرابط https://apphosp.ju.edu.jo/Appointment/Medicine.aspxوذلك من خلال لجنة التوصيل التطوعية التي اطلقتها الجامعة الاردنية بالتعاون مع نقابة الاطباء، ولحين تحسن الاوضاع والسيطرة على انتشار الفيروس.
وأضاف الزيادات، ان قرار منع زيارة المرضى الراقدين على أسرة الشفاء منذ 15 آذار الماضي، كان بمقدمة سلسلة الاجراءات الوقائية، والتي تبعها لاحقا تخفيف الكادر الوظيفي وتخصيص حافلات لنقل الموظفين وتسهيل وصولهم للمستشفى، مبينا انه تم اقتصار منامات المرضى على الحالات التي تستدعي المتابعة الطبية المستمرة، ومنها أمراض القلب والجلطات والالتهابات الرئوية، اضافة الى ايقاف جميع العمليات الجراحية غير الطارئة وتأجيل جميع مواعيد مرضى الاورام حفاظا على صحتهم الا التي تستدعي وضعها الحضور الى العيادة مع استمرار صرف علاجاتهم الشهرية.
واكد الزيادات، ان مخزون المستشفى كاف من حيث شرائح الفحص؛ حيث تم شراء قسم كبير منها في البداية، ثم حصل المستشفى على كمية اخرى كهدية من وزارة الصحة، كما ان المستشفى عمل على تفريغ قسم الاجنحة الخاصة بسعة 23 غرفة معزولة لاستقبال المزيد من الحالات المشتبه بها.
من جهته، قال رئيس قسم الطوارئ وعضو لجنة الاوبئة في المستشفى، الدكتور أحمد السعافين، انه وحال التشخيص المبدئي للحالات في المستشفى وتظهر عليها واحدة أو أكثر من أعراض فيروس كورونا المتمثلة بالسعال الشديد، وارتفاع درجة الحرارة، وضيق بالتنفس، يتم تحويلها فورا من الطوارئ إلى قسم طوارئ الصدرية، الذي تم استحداثه لغايات التشخيص والعزل الصحي لحين صدور نتائج الفحص.
وبين، ان فريق الاوبئة يتابع تقصي الحالات، حيث يتم تنفيذ البروتوكول المعتمد والذي تم التوافق عليه مع وزارة الصحة؛ حيث يمر المريض المشتبه بإصابته بكورونا بأربع مراحل تبدأ بعزل المريض الذي حالته العامة مستقرة في قسم منفصل لانتظار نتيجة المسحة الانفية والحلقية.
واضاف، ان ثاني تلك المراحل التي تكون نتيجة المريض في الفحص سلبية لكنه يحمل أعراض الفيروس او أحدها، حيث يتم اللجوء الى صور الاشعة التي تظهر تغيرات مختلفة على حال الرئتين لحامل فيروس كورونا، وصولا الى التصوير الطبقي في حال لم يظهر شيء على الفحص ولا في صور الاشعة.
وتابع الدكتور السعافين بالقول، انه وفي المرحلة الثالثة يتم نقل المريض وقبل التأكد من اصابته الى غرف العزل الموجودة في الاجنحة الخاصة، لتكثيف الرعاية كونه يظهر عليه اعراض التهاب بالصدر، موضحا انه وفي حالة ظهور الاعراض بشكل كبير قبل ظهور نتيجة الفحص، فإنه يتم تحويل المريض الى قسم العناية الحثيثة، حيث ان المستشفى خصص لهذه الغاية قسما مكونا من ست غرف منفصلة ومعزولة ومزودة بأجهزة التنفس الاصطناعي.
وبحسب السعافين فإنه وفي ظل استمرار وجود حالات يومية، فانه يتم التعامل مع أي مريض إنعاش على أنه حامل للفيروس؛ من حيث العزل وارتداء اللباس الواقي وأخذ جميع عوامل الحذر في التعامل مع تلك الحالات، حرصا على عدم المخالطة ومساهمة في الحد من انتشار فيروس كورونا بين الكوادر الطبية.
ويقول الممرض صالح ابو عكاز، انه يتم استقبال المشتبه بإصابته بفيروس كورونا بالتنسيق مع قسم الطوارئ بالمستشفى، بحيث يتم ارتداء اللباس الواقي كاملا قبل السماح بدخول الحالة، ومن ثم اخذ السيرة المرضية للمريض والعلامات الحيوية له، بعدها تتم اجراءات العزل والوقاية، مشيرا الى أن خروج المريض بهذه الحالة غير مسموح، الا اذا قرر الطبيب اخراجه والتوصية بالعزل المنزلي لمدة 14 يوما، ويتم التواصل مع المريض يوميا لرصد حالته الصحية، كما يتم ابلاغ الجهات المعنية باسم المريض وعنوانه.
وأوضح عماد رمضان الذي يعمل في دائرة الخدمات في المستشفى، أنه يتم التخلص من نفايات قسم طوارئ الصدرية بعد تجميعها في أكياس حمراء ووضع ملصقات عليها تحمل عبارة "نفايات طبية خطرة"، وبعدها يتم ارسالها الى الحارقة، مشيرا الى ان هذه العملية تتم كل ساعة مرة.