نود أن نقول بأن الفكر الناضج يحمي العقول، كما هي السيوف بأيدي الأبطال تحمي حدود الأوطان، الأستاذ الدكتور محمد القطاطشة خير نموذج لما له من إشعاع ثقافي وحضاري في مواقع المسؤولية التي إعتلاها، تمثل ذلك
بمبادرتة بالدعوة لعقد مؤتمر ينقاش مستقبل العلاقات الدولية والإقليمية بعد أزمة كورونا حيث جمع عمالقة الفكر والمعرفة وبيوت الخبرة في مجال التحليل السياسي والاقتصادي والإنساني من الوطن العربي لأستشرف آثار أزمة كورونا على مستقبل العلاقات الدولية والإقليمية عبر تقنية الاتصال المرئي باستخدام تطبيق زووم (Zoom) وبما يليق بمستوى النوافذ الفكرية للجامعة الأردنية. وقد زاد من أهمية هذا المؤتمر بأنه انعقد تحت رعاية كريمة لعطوفة رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور عبدالكريم القضاة مما أعطى المؤتمر قيمة مضافة على درجة أهميته.
ما قدّمهُ الدكتور القطاطشة من أداء مميز في إدارة المؤتمر قد أذهل المستمعين ممن كان لهم الحظ الوافر للإطلاع على فعاليات المؤتمر ونوعية المحاور العلميه المطروحه لتشخيص مستوى العلاقات الدولية ...نقول لقد كان لكم إطلالة مميزة في إدارة المؤتمر مما جعلكم علامة بارزة بالأداء والمعرفة المهنية والأكاديمية ساهمت في نجاح المؤتمر بكل المقاييس والمعايير.. وإضفتم نافذة جديدة في فضاء التحليلات السياسية والاقتصادية عن واقع الحال لأزمة كورونا وهذه واقعة تاريخية تسجل للجامعة الأردنية وأنتم من وضعتم حروفها الأولى نتيجة مبادرتكم لعقد هذا المؤتمر تحت مظلة الجامعة الأردنية ضمن نشاطات كلية الأمير حسين للدراسات الدولية .فسجلتم سابقة معرفية واستشرفية طللتم بها على أصحاب الفكر والمعرفة والإطلاع وأصحاب القرار من خلال توصيات مؤتمركم.
لقد كانت محاور المؤتمر بمثابة إضاءة فكريه للتفسير والتنبوء والتنوير لبعض الزوايا الغامضة سلطت الضوء على آثار أزمة كورونا على طبيعة المعايير التي ستفرض نفسها على العلاقات الدولية حيث سيكون لهذه التغييرات المستقبلية آثار عميقة وجذرية في تغير بعض المفاهيم في عالم العلاقات الدولية.
لقد تحدث الأساتذة الكرام بلغة علمية فائقة الدقة، فأحسنوا التحليل والتصوير والتقيم والاستشراف لآثار أزَمة فيروس كورونا بناء على الأحداث التي هي مرآه للواقع الآن فكانت ذات عناوين غاية في الأهمية والقيمة العلمية عبرت عن المستوى الثقافي عالي القدر والمكانة الرفيعة لهذه الأيقونات الفكرية والتي تعتبر كنوز للأمة العربية.
ومن باب تعظيم القدر الثقافي لهؤلاء الفقهاء في عالم الفكر والسياسيةوالتدليل على أهمية المؤتمر في هذا الظرف؛ نذكر بعض الأضاءت لعناوين محاضراتهم لأهميتها والتي لا نستطيع الإحاطة بكل مضامينها التي تناولت إظهار ما يواجه النظام الدولي من أزمة حقيقية بما إصابة من شلل واضح لمعالجة آثار هذا الوباء وعدم قدرته على استيعاب ماحدث .
ومن حيث إظهار وعودة الصراع الدولي بأدوات جديدة منها الصراع البيولوجي والاقتصادي وربما سيتم هيكلية النظام الدولي وتغيير موازين القوى ومناطق النفوذ وتغير نمط التبعية على المنطقة وإيجاد مساحة أكبر للحرية الحركة..كما تناولت أوراق المؤتمر الاستجابة الوقائية الفورية لبعض الدول ومنها الأردن حيث ترجمة مخاطر الوباء إلى فرص نجاح مقارنة مع الدول المتقدمة والديمقراطية والتي ظهر لديها مفهوم الأنا ولجأت إلى القرصنة في الاستيلاء على الأدوية، كما تناول عجز بعض الدول العربية في مواجهة هذا الوباء والتفاوت النسبي في إعداد الإصابات، وكيفية الوقاية وتخفيف الآثار السلبية المتعلقة بهذا الوباء َوتتوقع هذه الأوراق بأنه سيتم تغير على مفهوم الآمن القومي والوطني إلى مفهوم الأمن الإنساني الدولي، وما ستتأثر بة العولمة وتحجميم أدوات الإرهاب والتطرف وغياب مفهوم التعاون بين التكتلات الإقليمية والدولية ومنها الإتحاد الأوروبي...والدول العربية وبما أصاب النظام الإقليمي من شلل للقيام بواجباته الإنسانية في ظل هذة الظروف الصعبة وبيان بأنه تعد هناك أهمية الجغرافيا وإنما للعلاقات الإنسانية وسيكون هناك دور لمفاهيم الاتمته التكنولوجية الحديثة ؛ كما تطرق المؤتمر إلى الاتّهامات المتبادلة الصّينيّة والأمريكيّة وكيف أدى إلى اندلاع توترات دبلوماسية في أنحاء العالم ومنها ما أدى تفشي فيروس كورونا إلى تصاعد النزاع بين الصين وأمريكا. وهل سيؤثر على التّماسك الأوروبي الأوروبي وأكدوا بأن هذا الإتحاد لن يتأثر لأنه لدية أرضية قانونية يصعب معها حصول تفكك جراء هذه الأزمة كما تم الإشارة إلى المسؤوليّة الدّوليّة المترتّبة على جائحة كورونا.....و عموماً فقد أظهر المؤتمر تحليل عميق للواقع واستشراف للمستقبل لما ستتأثر به مستقبل العلاقات الدولية والاقليمية في كافة المجالات بعد أزمة كورونا.
ما دفعني أن أكتب بحرارة زائدة عن هذه القامة الوطنية ذات القيادة الفكرية الرائعة عطوفة الأستاذ الدكتور محمد القطاطشة ، لما أبهرنا به من مواقف عظيمة وإنجازات متميزة دفعتنا وفجرت طاقات لدينا لكي نتحدث عن عظمة إنجازاته الأكاديمية التي اتحفنا بها ، وما الإنجازات الثقافية التي تحققت في رحاب الجامعة الأردنية إلا شاهد على هذه الإنجازات الثقافية فجاء انعقاد مؤتمر مستقبل العلاقات الدولية والإقليمية بعد أزمة كورونا إيماناً منه بأن قافلة العطاء الثقافي يحب أن تستمر في إنتاج ثقافة عصرية جديدة تستوعب التحول السياسي والاقتصادي الذي ستفرضة المتغيرات والمستجدات الإجبارية على العالم وهذا ما لمسناه فعلا في القراءة التحليلية لعمالقة الفكر السياسي والاقتصادي وقادة الرأي التي تشرفت بهم المنصات المعرفية للجامعة الأردنية للحديث لما يجري من خلال قراءة الآثار لفيروس كورونا المستجد لاستشراف المستقبل كمؤشر قياس أداء سياسي واجتماعي واقتصادي وإنساني عالمي وقومي ووطني في مستوى العلاقات الدولية فيما بعد أزمة كورونا. اعتقادا بأن كورونا سيعيدُ تنظيمَ العلاقاتِ من جديد نظراً المتغيرات والمستجدات التي طالت الكثير من مفاهيم العلاقات الدولية .
فيُعد عطوفة الأستاذ الدكتور محمد القطاطشة من القامات الإبداعية المتميزة التي قدمت للمشهد السياسي والثقافي الأردني الكثير من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات العلمية التي تناقش القضايا الساخنة القائمة على الحوار البناء وفي نشر وتجذير الثقافة والمعرفة والتي تعد ركن أساسي من أركان النهضة والإصلاح والأرتقاء، حتى أصبحت كلية الأمير حسين للدراسات الدولية محجا ثقافيا لرواد العلم والمعرفة، هذا الصرح الثقافي العريق الذي له من اسمه نصيب من أسماء أمراء بني هاشم الذي كبر الوطن بهم وتمدد بحجم ولاء وانتماء أبناء الأسرة الأردنية الواحدة للقيادة الهاشمية الرشيدة.
نعم نقول بأن مستوى النجاح والتميز يقاس بمستوى الإنجازات الثقافية المقدمة في مجالات العلم والمعرفة وخاصة عندما يكون ذلك في بناء العقول والأفكار وتطوير الأداء لرفع مستوى التنمية والنهضة وهذا ما لمسناه فعلا في رؤية ورسالة الدكتور القطاطشة الثقافية خاصة
كيف جعل من هذا المنتدى الفكري علامة فارقة بقيمته العلمية وأن يظهر بأن هذا الوباء له سمات ثقافية للشعوب وكشف هذا الوباء عن الكثير من السمات الثقافية التي يمتاز بها كل بلد عن غيره، وأعاد إلى الواجهة أهمية الثراء والتنوع الثقافي في العالم.
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروه وجنبنا والإنسانية جمعاء من شر هذا البلاء والوباء والأمراض المعدية إنه سميع مجيب الدعاء يارب العالمين.