العين الفريق الركن المتقاعد غازي الطيب في موسوعة غنتس الاردنية/ اول ضابط أردني يعين قائدا للقوات الدولية
العين الفريق الركن المتقاعد الدكتور غازي الطيب يتحدث عن عمان أيام زمان
إعداد عمر العرموطي نيروز خاص موسوعة عمان أيام زمان
سفير السلام
الفريق الركن المتقاعد الدكتور غازي الطيب يتحدث عن عمان أيام زمان كنت مرافقاً لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عندما كان أميراً وطالباً في الكلية العلمية الإسلامية.
كان الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين يعقد جلسات مسائية لكل شيوخ الأردن يتداولون الآداب والسياسة والدين في الديوان الملكي.
كان والدي رحمه الله من وجوه عمان وأكرمته أمانة عمان بتسمية أحد شوارع عمان باسمه وهو الشارع المحاذي لشارع الشيخ إبراهيم القطان بجانب شارع عبد الله غوشة وكان والدي قاضياً عشائرياً يعمل للخير وإصلاح ذات البين.
في الحرب العالمية الثانية طلب حكمت باشا مهيار منا التعتيم الكامل وإطفاء النور في منزلنا لأن طائرات ألمانيا قد تشاهد وتعرف المكان.
عندما تتكاثر الغيوم في أواخر الخريف نبدأ بالدعاء إلى الله بأن تكون سنة خير ودعاء الأمطار كان بالعربي تارة وبالشركسي تارة أخرى.
غازي موسى ارشيد الطيب من مواليد عمان 1943م.
قرأت بالكتاتيب عند الشيخ خلف بجانب البنك العربي في ساحة الملك فيصل ثم في مدرسة عصفور وهي في منتصف طلعة جبل عمان ثم انتقلت إلى المدرسة العبدلية.
أتذكر من زملاء الدراسة: الدكتور قيس حسين خرفان وهو الآن طبيب في مستشفى الأمل، وهاني بلال، والأستاذ الضابط الفذ خالد عوض الذي أصبح ضابطاً في سلاح المدفعية الملكي... أتذكر مدير المدرسة العبدلية سليمان عطور... ثم ذهبت إلى مدرسة الأحنف بن قيس وكان مديرها بكر صدقي... أتذكر من زملاء الدراسة عبد الله إسماعيل الكسواني، سميح الصفدي، حمدي الشخشير... ثم انتقلت إلى مدرسة رغدان وأتذكر مديرها في البداية الأستاذ الأديب الكبير محمود العابدي ومن الأساتذة أتذكر الأستاذ سميح إسكندر وهو رئيس هيئة الكشافة الآن والشيخ محمد السالك الشنقيطي والأستاذ (المشهور) حسن القيسي والأستاذ راسم جرار ومن زملاء الدراسة أتذكر: بسام عطاري مدير بنك الإسكان سابقاً، والاستاذ عبد الله كنعان، والشاعر الكبير سليمان عويس، والضابط معتصم قورشة، وكمال شردم، والأستاذ فتحي مختار غالب الذي أصبح عميد كلية في بيركلي في أمريكا ومن ثم عميد كلية الهندسة في طرابلس/ ليبيا والذي أصبح معارضاً شديداً للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي... وقد تخرجنا من ثانوية رغدان في عام 1961م وكان أعلى صف فيها هو الخامس الثانوي حيث التحقت بالكلية العسكرية الملكية بتاريخ 4/2/1961م وكان زميل الدراسة فيها الفريق تحسين شردم وتخرجنا بتاريخ 29/12/1962م برتبة ملازم ثان حيث التحقت بالجبهة الغربية/ كتيبة الملك محمد الخامس (14) في منطقة حوارة/ نابلس ودير شرف ومن ثم نقلت في عام 1964م إلى الحرس الملكي الخاص ضابطاً ومرافقاً لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله... علماً بأنني كنت مرافقاً لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عندما كان أميراً وطالباً في مدرسة الكلية العلمية الإسلامية عام 1964م-1965م علماً بأن رفيق السلاح وقريبي ضيف الله باشا منصور الزبن كان مرافقاً لسمو الأمير فيصل عندما كان طالباً في الكلية الإسلامية.
ثم تدرجت بالرتب العسكرية ونقلت إلى القوات الخاصة عام 1970م وبقيت بها حتى عام 1989م فأصبحت قائداً للقوات الخاصة علماً بأن جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم التحق بالقوات الخاصة عندما كنت بها وسعدت وتشرفت بأنني كنت رئيساً للتدريب لسموه عندما كان أميراً... وكان معي المدرب المباشر اللواء محمد السقيلي... وكنت مديراً لأركان القوات الخاصة (آنذاك)... ثم أصبحت قائداً للواء الحرس الملكي الثاني المحمول... ثم أصبحت قائداً للقوات الخاصة عام 1984م-1985م وبقيت بها حتى عام 1989م... ثم مديراً للتدريب العسكري عام 1990م ثم قائداً للجيش الشعبي وبعدها قائداً للقوات الدولية في كرواتيا... فكنت أول أردني يصبح قائداً للقوات الدولية في العالم كله... ثم أصبحت مساعداً لرئيس هيئة الأركان المشتركة للعمليات إلى غاية عام 1999م وبعد رحيل المغفور له الحسين بن طلال عملت نائباً لمستشار جلالة الملك لشؤون العشائر سمو الأمير غازي بن محمد وأنا برتبة فريق... وفي عام 2001م تمت إحالتي على التقاعد بناء على طلب مني حيث أحلت برتبة فريق ركن والآن أنا أعمل بالأعمال الحرة علماً بأنني حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإدارية من جامعة بغداد وكذلك أنا سفير للسلام من منظمة الاتحاد العالمي للسلام..
المرحوم الوالد (الشيخ موسى ارشيد الطيب)
والدي رحمه الله قد تعلم لدى الكتاب في مأدبا ثم عندما انتقل إلى عمان جالس شيوخ الأردن وكانوا رحمهم الله مدرسة في الأخلاق والعلم والدين وقد كان صديقاً للشيخ الشراري البخيت الفايز والشيخ هويمل الزبن والشيخ عضوب الزبن والشيخ محمد الزهير والشيخ مثقال الفايز والشيخ تركي المفلح الزبن وكانوا باسم قبيلة بني صخر يجالسون الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين في الديوان الملكي إذ كان طيب الله ثراه يعقد جلسات مسائية لكل شيوخ الأردن يتداولون الآداب والسياسة والدين وكان الديوان الملكي اسمه (المقر)... كما أن والدي كانت تربطه علاقة طيبة ووطيدة بالشيخ نزال العرموطي رحمه الله وأعتقد بأن هناك صلة بواسطة النساء إذ تربطهم صلة الرحم وكذلك بحكم الجوار إذ كان الشيخ نزال يسكن في جبل نزال بينما المرحوم والدي يسكن بجانب سيل عمان وكانوا جميعاً يلتقون في مقهى المنتشية في بعض الأحيان وعند العصر يلتقون بالجامع للصلاة مع بعضهم... علماً بأن مختار منطقة جبل عمان (شارع المطران) كان عمي الشيخ محمد ارشيد الطيب وكذلك فإن عمي الشيخ حسين ارشيد الطيب كان مختاراً لكل قرية نتل (الزبن والطيبين) أما عمي عيسى ارشيد الطيب فقد استشهد دفاعاً عن الوطن... وعمي مطلق استشهد بالقدس عام 1948م... والدي رحمه الله كان من وجوه عمان وأكرمته أمانة عمان بتسمية أحد شوارع عمان باسمه وهو الشارع المحادي لشارع الشيخ إبراهيم القطان بجانب شارع عبد الله غوشة وكان والدي قاضياً عشائرياً يعمل للخير وإصلاح ذات البين... وكان من جلساء المرحوم والدي وعمي بعمان الوجيه فوزي المفتي، ودولة سعيد باشا المفتي، ومعالي عز الدين المفتي، والشيخ دميثان باشا المجالي، ومعالي المشير حابس باشا المجالي، إضافة إلى وجهاء العاصمة عمان الذي كان يحبها ويحب أهلها.
عمان أثناء الحرب العالمية الثانية:
وفي عام 1943م حضرت دورية شرطة وكنت مولوداً جديداً وكان في ضيافة أهلي عضوب ابن زبن و ولده برنس وعويذر وكان الجميع يتعلل على ضوء نمرة 3 سمعوا طرقاً على الباب وعندما سأل الوالد من؟ أخبروهم بأنها دورية من الشرطة تطلب التعتيم الكامل وإطفاء النور لأن طائرات ألمانيا قد تشاهد وتعرف المكان... لقد كان قائد الدورية الرجل الذكي شديد البأس ذو الذاكرة القوية حكمت باشا مهيار... واقترح عضوب وضع المدرقة على الشباك حتى لا يظهر النور إن راوي هذه القصة عم لي بالإضافة إلى الشيخ عويذر عضوب الزبن أطال الله عمره.
عمان قديماً وحديثاً:
الحديث عن عمان قديماً ومستقبلاً هو حديث ممتع ذلك لأنها تمثل تاريخ حياتنا وواقعنا وما ستكون عليه مستقبلاً فأهل عمان يمثلون القيم العربية الاصيلة التي نسمع ونقرأ عنها في التراث كما إنهم وبحسب الموقع اكتسبوا عادات جميلة من شعوب إسلامية أخرى كالشركس والشيشان وكذلك من أقوام آخرين كنصارى الأرمن الطيبين والسريان وطوائف أخرى حيث ائتلف الجميع تحت راية واحدة وأجمعوا على محبة عمان وعشقها ويستطيع الإنسان أن يكتب كثيراً جداً في كل أتجاه طالما أن الديموغرافيا في التشكيل تختلف ولكنني لن أتوسع لأركز على ذكريات طيبة عشتها في هذه المدينة الأحب والأعز على قلبي ذلك أنني ولدت بها عام 1943م وترعرت في شوارعها وجبالها وتعلمت في مدارسها وشاركت أياماً جميلة بها السرور وبها الحبور كما أن بها شيئاً كثيراً من البدائية الفطرية التي عاشها ويعيشها الأردنيون.
لقد ولدت في بيت محافظ وكان كل أهل عمان كذلك إذ إن والدي رحمه الله "الشيخ موسى ارشيد الطيب" قد سكنها قبل ذلك بسنوات حيث رحل من قريتنا نتل القريبة جداً من مأدبا وهي إحدى قرى بني صخر إذ تسكنها عشيرتي القمعان الزبن وعشيرة الطيبين الذين ارتحلوا من طيبة العلي القريبة من المدينة المنورة وسكنوا الرمثا ولكن أقربائهم من شيوخ بني صخر أحضروهم لطبيعة الحياة وشاركوهم في الأرض وأعطوهم الواجهة العشائرية في مناطق البادية أسوة بأي عشيرة أخرى من عشائر الزبن فعشيرتنا من حرب وحرب من جذام وجذام من قحطان ويقول الوجهاء من العشيرة المثل المعروف بدوياً "إننا من ثمدا وثمود وباب العامود وحنا بهذه الأرض الكريمة الطيبة" أعود إلى شوارع عمان حيث كان الشارع الرئيسي ووسط العاصمة شارع طلال هو فقط المعبد وكذلك الشوارع المؤدية إليه وحتى شارع المحطة كان مبلطاً تبليطاً في المنطقة المقابلة لقصر رغدان وشارع طلال والرضا والسعادة والمسجد الحسيني ومقهى الجامعة ومقهى حمدان والمنشية وسينما البتراء جميعها تعتبر من معالم عمان الرئيسية في وسط العاصمة في حين امتداد شارع طلال وباتجاه المهاجرين سينما دنيا وبركة عمان وسيل عمان الذي كان ينبع من رأس العين ويستمر جريانه صيفاً شتاءً وفي الصف يتحول إلى برك للسباحة المجانية حيث نشارك جميعاً في صيد صغار السمك بعد سباحة ساعتين أو أكثر وفي الشتاء يصبح نهراً عندما يحد يصعب قطعه إلا من بعض المواقع.
عند طلعة الشابسوغ كان هناك الحمام القديم وكان يتكاثر بائعو السندوش الذين يبيعون فلافل وحمص وكذلك الكبدة والكلاوي إذ إن سوق الحمام يتحول إلى سوق الخبز حيث يبيع كثير من الباعة وعلى عربات متوسطة أنواع الخبر الذي يشتهيه أهل عمان.
كما إن سوق اليمنية يمر من عند الكنيسة القديمة حتى يصل إلى الجامع الحسيني امتداداً وعلى جوانب السيل وتجد به كل ما يمكن في تلك الأيام من مخلفات الحرب وخردة اتصال.
أما سوق البخارية المزدهر فهو المول القديم وكذلك سوق البلابسة حيث تجد بضائع متنوعة من الدبوس الصغير والمسابح وسجاد الصلاة إلى المقصات ولوازم البيت والخياطين ومصلحي الأحذية ومواد التجميل الأولية رجالي ونسائي.
في الأعياد الدينية عيد الفطر وعيد الأضحى يسير الناس جميعاً في الملابس الجديدة وركوب الباصات ونفرح بالمراجيح في الميدان حيث المدرج الروماني وننشد في الباص يا شوفير أدعس بنزين على المية وتسعة وتسعين ولم نكن نعلم ما هي السرعات في ذلك الوقت ويستمر النشيد وفي بعض الأحيان تداعب السائق "يعدم مرته هالشوفير" في حين يضحك هو كثيراً وربما يكون سعيداً لو استجاب رب العالمين... من يدري.
إن سينما الفيومي هي السينما الراقية التي بها لوج وهذه كانت متطورة عن سينما دنيا وأحدث من سينما البتراء ثم أصبحت فيما بعد سينما الخيام وكان لا بد من أن تدفع شلنا لتدخلها أما سينما الإمارة الصيفي فكنا نحضر أفلامها ببلاش ذلك إننا نجلس في الشارع المقابل ونشاهد الفلم المعروض إذ إنها مكشوفة ولا تعمل إلا في الصيف.
لقد كان الشارع هو ملعبنا كما إن البساتين على جانبيه مسرح لغزواتنا وقطف الثمار بدون وجه حق وملعب الكوبان الذي يقع في جبل عمان كان قبل الكلية العلمية الإسلامية وهو غربي الكلية مقابل بيت أبو الراغب والسفارة التركية حالياً وقد شاهدت الملك طلال طيب الله ثراه في ذلك المكان وسلم علينا واحداً واحداً رحمه الله وقد كان أنيقاً ووسيماً جداً.
عندما كانت تقام مباريات في ملعب الكلية كان دخولنا من تحت الشيك ومجانياً وأذكر أننا غلبنا تركيا 2 مقابل واحد وكان عبد الله أبو نوار هو حارس المرمى، ومن الرياضيين أيضاً فيصل وحجاجا وشحادة ومحمد رسلان وفيما بعد جبري وماركوس ودعدس ونواف العبداللات ومازن العجلوني والحاج حميد وسليمان الطبل وعز الطبل وعز الدين الشركسي وفيصل وجودت ومعهم الرياضي المتعدد المواهب الأستاذ محمد جميل أبو الطيب الذي احتصل على أول ميدالية ذهبية في تاريخ الأردن وفي البطولات العربية والعالمية وذلك في رمي الرمح، إن هؤلاء الرياضيين يمثلون رموزاً شامخة وأمثلة نقتدي بهم في ملاعبنا الصغيرة.
إن شارع وادي السير بما كان يحوي من بنات جميلات يعتبر محجاً للشباب فالقصدورة به هي أمنية لدى شباب عمان وابتسامة من إحدى البنات كانت كافية رغم البعد ليعيش متلقيها برومانسية غريبة وشاعرية تكفيه أسبوعاً على الأقل لحين يظفر بابتسامة أخرى... عندما تتكاثر الغيوم في أوخر الخريف نبدأ بالدعاء إلى الله بأن تكون سنة خير ودعاء الأمطار كان بالعربي تارة وبالشركسي تارة أخرى "يا الله الغيث يا ربي تسقي زريعنا الغربي تسقي زريع أبو طلال هاللي بسيفه حاميناً" وبالشركسية "حمد قواشا زيداشرة يا الله غشق غشق... ونطوف في الشارع ونزور البيوت بيتا بيتا حيث ترش سيدة البيت علينا كوباً كبيراً أو إبريق ماء أو اسحله (وهي وعاء للماء أو للبن الشنينة المخيض) في بعض الأحيان.
الأعراس والولائم هي مناسبات رائعة للعب وتناول المنسف العربي الأصيل أو الشيبس باسطة مع الحلفة حيث يتم التوزيع على كل الجيران وبالدور فكان طريق وادي السير معظمهم من العائلات الشركسية الرائعة والمعروفة في حين إننا تعلمنا الكثير من العادات الطيبة وحتى الكثير من اللغة الشركسية الجميلة والصعبة.
في الثلج يفرح الجميع وهي فرصة للتزلج من الملفوف إلى شارع وادي السير وأدوات التزلج بسيطة وهي غالباً لجن الغسيل إنما هي متعة لا تعادلها متعة الآن.
ملاعبنا هي الشارع لقلة السيارات وأمانة عمان تحرص صيفاً على رش الشارع بالماء وقت الظهيرة لتخفف من شدة الحر.
إن تجمع المياه في حدائق الملك عبد الله وباتجاه وادي صقرة كان يشكل سيلاً كبيراً وهو سيل طريق وادي السير حيث تتجمع المياه من أطراف اللوبيدة وأطراف الملفوف لتشكل سيلا كبيراً أصبح الآن مغطى تماماً وهذا السيل كان يغرق شارعي السعادة والرضا قبل أن يلتقيا في سيل عمان عند سبيل الحوريات وكنا نستمتع بمراقبته عندما يصبح كنهر شديد الجريان في أيام الشتاء التي نفتقدها الآن.
حياة بسيطة دافئة وجميلة وقليلة التكاليف وبعيدة عن البهرجة نظيفة شديدة المحافظة على القيم الإسلامية والعادات الموروثة يسودها طابع الألفة والتفاهم والمحبة للآخر والتكافل الاجتماعي وهذا ما كان يشكل عمان وأهل عمان رحم الله من غادرنا رحمة واسعة وأمد الله في عمر الأحياء منهم وسلام على عمان ولو لم تكن عندي حبة الفؤاد والعينين وددت لو تكون.
أما مدارسها فأولها العبدلية الأولية التي كانت بطلوع جبل عمان الجديد وبجانبها القيادة القديمة حيث كان كلوب باشا مع الحراسة المشددة ينزل دراجته من سيارته ونشاهده من بلكون المدرسة وبعد العبدلية الأحنف بن قيس وفي المحطة مدرسة الفتح وكذلك مدرسة العسيلية ثم كلية الحسين التي خرجت أساتذة كبار ودهاقنة في العلم والمعرفة أما كلية تراسانطة فهي خاصة ينتسب إليها القادرون مادياً فقد كانت مكلفة ولكن تعليمها متميز من الناحية العلمية ومناهجها قد تكون أقوى من مدارس الحكومة وأساتذتها متميزون أيضاً وقد كنا نشاهد من يلبس لباس الرهبان ويدرس اللغة الإنجليزية وكان لنا أصدقاء في الداخلي نجتمع معهم في أوقات العطلة بمعنى آخر كان لدينا شعور بأنها للأغنياء فقط ورغم أن آباءنا لم يكونوا فقراء إلا إنهم لم يفكروا يوماً بانتسابنا لهذه المدرسة الرائعة ولم نكن نحن نحلم بذلك.
أما رغدان فهي الجامعة المفتوحة سياسة وآداباً وعلماً ومعرفة فمن المؤرخ محمود العبادي إلى إدارة الأستاذ صالح الخطيب ثم قوي الشخصية مصطفى الحسن كانت المظاهرات والاحتجاجات تبدأ من رغدان وكانت سبباً في تعطيل وتعليق الدراسة.