أقامت تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن حقن مرضى فيروس كورونا بمواد معقمة، الدنيا ولم تقعدها، مثيرة استغراباً وذهولاً في الأوساط العلمية.
صرّح ترامب أمام الصحافيين في البيت الأبيض بأنّه يرى أنّ المعقّمات تقضي على الفيروس في دقيقة واحدة، متسائلاً عمّا إذا ما كان من طريقة ما للقيام بشيء مماثل مع حقنة في الجسم، الأمر الذي سبّب إحراجاً كبيراً لعضو خلية الأزمة في البيت الأبيض، الطبيبة ديبورا بيركس، ووجد استنكاراً واسعاً في الأوساط العلمية.وفيما حث عدد كبير من الأطباء وخبراء الصحة الدوليين الناس على عدم شرب المطهرات أو حقنها في أجسادهم، اضطرت الشركة المصنعة للمعقمات «ليسول» والتي يستخدمها عشرات ملايين الأمريكيين إلى إصدار بيان تقول فيه إنّ منتجاتها المعقمة يجب ألّا تستخدم بأي ظرف كان في جسد الإنسان.
وكتب الخبير الاقتصادي، روبرت رايخ، وزير العمل السابق في عهد الرئيس بيل كلينتون، أنّ مؤتمرات ترامب الصحافية تشكّل خطراً على الصحة العامة، داعياً إلى مقاطعة هذه الدعاية والاستماع إلى الخبراء، وعدم شرب المواد المعقمة.وقال الطبيب فين غوبتا خبير الصحة العامة المتخصص بالرئتين والعناية المركزية لمحطة «ان بي سي»، إنّ فكرة حقن الجسم أو شرب أي نوع من أنواع المواد المنظفة غير مسؤولة وخطرة، مشيراً إلى أنّها طريقة يلجأ إليها كثيراً الأشخاص الراغبون في الانتحار.
وبينما صرّح المركز الفرنسي «مارساي ايمونوبول» بسخرية: «إضرام النار بالجسم قد يكون حلاً بديلاً مفيداً كذلك، وأنّ الوسائل التي اقترحها ترامب ستقتل الفيروس والمرضى في آن!، غرّد والتر شوب، المدير السابق للهيئة الفدرالية المكلفة الأخلاقيات في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما: «توقفوا عن بث مؤتمراته الصحافية حول فيروس كورونا. فهي تعرض أرواحاً للخطر، رجاء لا تشربوا المواد المعقمة ولا تحقنوا أنفسكم بها».
حاول ترامب ومعه البيت الأبيض التقليل من شأن التصريحات، إذ قالت الناطقة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكيناني: «الرئيس ترامب أعلن عدة مرات أن على الأمريكيين استشارة أطبائهم بشأن وضوع علاجات فيروس كورونا، وهي نقطة شدد عليها مرة أخرى خلال التصريح الصحافي الأخير، دعوا الأمر لوسائل الإعلام فهي تخرج بطريقة غير مسؤولة تصريحات الرئيس ترامب من سياقها وتنشر عناوين سلبية».
وحاول ترامب التقليل من شأن تصريحاته التي أثارت ردود أفعال صاخبة بقوله، إنّه كان يتحدث «بسخرية» للصحافيين، مضيفاً: «كنت أطرح سؤالاً على الصحافيين بطريقة ساخرة».