العالم يعاني جراء جائحة كورونا العالمية التي أودت بحياة أزيد من مئتين ألف شخص, هذا الوباء الذي أقعد الحياة العامة, فرضت قوانين زجرية لكل مخالف لهذه المقررات, أهمها الحجر الصحي, أي المكوث في المنزل و الخروج إلا للضرورة القصوى.
المغاربة ينتظرون ساعة الخروج, اشتاقوا للتسكع وسط دروب الأزقة و الشوارع و التجول إلا أن الحكومة ليس لها أي خبر حاليا على بعد عشرة أيام من الموعد المحدد.
شرعت مختلف الدول الأوروبية في الرفع التدريجي للحجر الصحي, مع مراعاة قواعد السلامة الصحية العالمية.
إن هذا الوباء الذي أقعس الحركة العامة, لم يرعب بعض المغاربة الذين كانوا يدعون القوة إلا أن هذه القوة أصبحت تلد لنا حالات عديدة و كثيرة تعد بالعشرات في اليوم الوحيد, بل تحولت إلى بؤر.
بعض الناس يلعبون الغميضة مع السلطات, حيث تم اعتقال أزيد من ستين ألف من المخالفين لقانون الطوارئ الصحية الذي كان قد أعلنته وزارة الداخلية حوالي شهرين من الزمن.
فماذا بعد الحجر الصحي؟ في ماذا يفكر هذا المواطن الذي كان يلعب مع هذا الوباء و مازال كذلك, هل سيقوم بالخروج من منزله و الدخول إليه إلا للضرورة القصوى, هذه كلها تساؤلات يطرحها الشعب المغربي, فماذا بعد الحجر الصحي و هل سيتم رفعه في العشرين من شهر ماي, حسب ظننا لا يمكن أبدا أن تتخذ الدولة هذا القرار خصوصا أن الشعب المغربي مازال يتسكع و يظن أن الكمامة لقاح ضد اكتساح الفيروس, حتى أصبحت جل مدننا موبوءة, في التاريخ المعلن سنكون على بعد أيام قليلة على حلول عيد الفطر, و بحكم أننا مسلمين فصلة الرحم واجبة, كما أن المغاربة عشقهم الوحيد هو التقبيل و العناق, ستكون كارثة من أبشع الكوارث حينها بالرغم من أننا لا نصدق كل الأرقام المعلن عنها, إلا أننا يجب علينا وضع احتياطاتنا.
إن هذا الوباء الذي جعل كل القطاعات في حركة ساكنة, هو نفسه الذي أصيب بها أكثر من أربعة ملايين شخص في العالم, و ها نحن نتجاوز عتبة ستة آلاف في المغرب.
فما ستقوم به الدولة إن كان رفع الحجر الصحي فستكون مغامرة كبيرة للدولة, من أجل إنقاد الاقتصاد فسنكون في اتجاه المجاعة, لأن كثرة الضحايا تكبد الدولة خسائر كثيرة في على مستوى العلاج.
إن الدولة المغربية سنت مجموعة من القوانين للحد من الوباء إلا أن بعض الناس الذين يحسبون على الإنسانية نزعوا هذه الانسانية منهم, و أصبحوا لا يعيرون شيئا للقوانين, و بسبب أمثالهم سنستمر على تطبيق هذا القانون و سنظل ماكثين في البيوت بتعليمات حكومية.
إن قانون الحجر الصحي باعتباره وصية من وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم, يجب أن يطبق على أكمل وجه لتحقيق غاياته و أهدافه المتوخاة.