أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، مثنى غرايبة، ضرورة أن تعيد الشركات الناشئة دراسة أعمالها ومواردها، في خضم أزمة فيروس كورونا المستجد، بما يضمن استمرار هذه الشركات لأعمالها.
ودعا غرايبة إلى بناء نماذج عمل وخدمات جديدة يمكن أن تساهم في حل مشاكل كبيرة خلفتها أزمة كورونا، مع ضرورة دعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة في الأردن، لافتاً إلى أن "العمل عن بعد" هو فرصة قائمة للشركات لتنفيذ أعمالها.
جاء حديث الغرايبة، في حوارية "فرص تخلقها كورونا"، نظمها منتدى عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، أمس الإثنين، عبر منصة "زووم" وصفحة مؤسسة شومان "فيسبوك"، وقدمته فيها المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة وايز ريم خوري.
وبين الوزير أن الأزمة تعتبر فرصة أمام الناس والشركات للتحول الى الأدوات التقنية، خصوصاً في مجالات الدفع الإلكتروني، مؤكداً أن الرقمنة ليست رفاهية، إنما هي خيار لتطور الدول وحل مشكلات مختلف القطاعات؛ كالسياحة والزراعة، وغيرها.
ولفت إلى أن جميع المنصات الإلكترونية التي تم إطلاقها خلال الأزمة كانت بجهود شباب أردنية؛ كمنصة درسك، ومونة، والتي أثبتت أن التكنولوجيا جبهة أساسية لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا، منوهاً إلى أن "المستقبل الرقمي للأردن سوف يكون أفضل بوعي شبابنا وقدرتهم على مواكبة هذا التطور المتسارع، والتي
وتحدث الغرايبة عن سياسة تصنيف وإدارة وحفظ البيانات الحكومية، والتي تهدف، بحسبه، إلى تحديد الإطار العام لتصنيف وإدارة البيانات الحكومية الحالية والمستقبلية، بما يساهم في التنمية المجتمعية والاقتصادية ويمكن المواطنين وأصحاب المصلحة الآخرين من المشاركة في صنع القرار وتطوير السياسات الوطنية، بما يتوافق مع التوجه الحكومي.
ورداً على سؤال، أكد الغرايبة أن "الرقمنة ليست أداة استثناء، وإنما أداة عدالة"، بحيث تسمح لنا الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس والقطاعات؛ كتطبيق "أوركو" المرتبط بوصول المزارعين إلى التجار دون وساطة السماسرة، وهو ما يؤكد أهمية التكنولوجيا بإيجاد الحلول للقطاعات بطريقة مضمونة وسهلة.
وبين أن خلال الأزمة استفاد الملايين من خدمات وتطبيقات الانترنت والهواتف الذكية في عملية التعليم الإلكتروني والعمل عن بعد والصحة عن بعد والدفع الإلكتروني، وما يؤشر إلى أهمية تعظيم التكنولوجيا في حياتنا.
وبحسبه، فإن أزمة كورونا أظهرت أهمية التشاركية والتعاون بين الحكومة والشركات الريادية والقطاع الخاص، والتي سرعت من الانجاز وتقدم الحلول التقنية، للنهوض بالمجتمع ومساعدته على تجاوز تداعيات الأزمة.
ولفت إلى أن الكثير من الشركات الريادية والناشئة ساهمت في ابتكار أفكار جديدة لتقديم خدمات تساعد الحكومة والناس لمواجهة الآثار السلبية التي نتجت عن الأزمة والحظر، وهو ما أثبت تميز الأردن بريادة الأعمال وجاهزية قطاع تقنية المعلومات والاتصالات.
وعلى صعيد التعليم الإلكتروني، قال الغرايبة " أضفت التكنولوجيا مساهمة جيدة لتوفير محتوى تعليمي إلكتروني للطلبة والمعلمين، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، من خلال توفير الدروس والحصص الدراسية لجميع الصفوف على منصة "درسك"، وفي أسرع وقت ممكن.
ورأى أن الأردن قادر على تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات على مستوى المنطقة، في ظل ما يتميز به من قدرات بشرية مؤهلة قادرة على الابداع والتميز وابتكار الحلول التقنية.
من جهتها، أكدت خوري أن الأوضاع التي كانت عليها الأردن، ما قبل جائحة كورونا، سوف تتغير، على صعيد المؤسسات والشركات وقطاعات الأعمال، وهو ما يعود بنا إلى ضرورة فهم التغيرات التي ستحدث مستقبلاً.
وبحسبها، فإن التحول إلى الاقتصاد الرقمي يتطلب مهارات جديدة ومختلفة، مشيرة إلى أن الكثير من الأشخاص معرضون لفقدان وظائفهم لعدم امتلاكهم المهارات الجديدة المطلوبة، وهو ما يؤكد ضرورة تزويد الجيل الجديد بمهارات تنافسية مبتكرة.
ومؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، لا تهدف لتحقيق الربح، تُعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.