ظاهرة الكورونا احدثت تغييرات عميقة في الدول والمجتمعات . فهي قد كشفت المستور في الاانظمة الصحية والادارية وكفاءة اجهزة الطواريء في الدول على هذا الكوكب .
فالتقدم التكنولوجي او الثراء المالي او التسلح النووي لم يعد هو معيار القوة والكفاءه في مواجهة هذا العدو غير المرئي بالعين المجرده " الفايروس".واذا كانت الدولة الاردنية بعد بداية مرتبكه قد ارتفعت وحشدت كل طاقتها لمواجهة هذا الوباء فنزل الجيش وقوات الامن لضبط الامور بكفاءة واقتدار قل نظيره في العالم ليلتحم المجتمع قيادة وحكومة واجهزة امن وشعب ومجاميع تطوعية في ظاهرة عكست كفاءة الدولة التي صقلت التجربة وطورتها وانجحتها .
لذلك فانه من الطبيعي جدا ان تاتي بنتائج جيده جدا.. و لا ننسى انه قياسا بسلوك الكثير من شعوب العالم فان سلوك المواطن الاردني - رغم بعض الحوادث والاستثناءات- يظل جيدا على العموم. وبل افضل من الكثير من الشعوب التي تعتبر نفسها بغرور " اكثر عراقة" . والسؤال الاهم ليس متى سنخرج من هذه الازمه فالامر لن يتعدى عدة اسابيع لكن السؤال الملح ماذا بعد؟ و ما علينا ان نفعله لينتقل الاردن قولا و فعلا من عص ما قبل كورونا المثقل بالسلبيات التي نعرفها وعايشناها الى عصر ما بعد كورونا - الى اردن جديد
بلباس ورونق جديدين .. صحيح ان الاردن حسب جميع التقديرات الدولية اصبح من اقائمة" الدول العشرين" ليس تلك الاكثر مواردا وثراءا ونموا بل الاكثر منعة وادارة وكفاءة في ادارة ملف كورونا .. وبما انها كذلك ويقول الاعلام الوطني والحكومة و مؤسساتها كذلك .فانه لن يظل اي عائق او مبرر او حجة في ان لا ينتقل الاردن الى "تنظيف" بيته الداخلي بالمطهرات وادوات التعقيم الاداري والقانوني . وان يلبس المسؤلين "كمامات" الجسارة والشجاعة " في مواجهة بقية الفايروسات المزمنه والاوبئة المتعدده التي صارت تنمو وتزدهر في غفلة من الزمن سنين طويله .اما اذا لم نتعلم شيئا من دروس ادارة الازمه فهذا سيعني " كانك يا ابو زيد ما غزيت " !.