يوم على يوم أتأكد من أن النسيان مجرد فكرة،فأنا لم أنسى،أنا صمتت أكثر من 13 سنة دون أن انبس بكلمة بتة كل مرة أحوم في دوامتي ومتاهتي التي لم تنتهي حتى أحسست بدوار ثقيل،واختناق عنيف لأخرج كل ما في داخلي من ظلام للخارج بعيدا عني لكنني لم أختار المكان و لا الزمان المناسب فكل ما خرج لم ينفعني فزادني ضرا حتى لقبت بالمجنونة،تكلمت وتكلمت فنعث بالمسكينة،كنت أرى الشفقة في عيون الكل حتى من لم أرد منهم الشفقة،رأيت الحيرة في عيون أمي و الخوف من أن تضيعني أحسستني بقيمتي التي نسيتها مع الزمن،لكن يوم كشف المستور لم يحرك أحد ولو أصبعه الصغير لينقذني من الغرق لم يمد أحد طوق النجاة،هناك تعلمت السباحة وأن الكتمان ليس للضعفاء بل للأقوياء فقط،تضاربت مع الأمواج لوحدي في صمت لأنهض من كل ذلك الشتات لأعود لابتسامتي الجميلة التي لم تفارقني يوما،آاه نسيت الدموع لم أذكرها لجفافها في تلك المدة،فهمت أهم درس في الحياة وهو أن القطار لا ينتظر فعليك أن تتعلم كيفية الكتمان و الإبتسام كي تعيش في متاهة الحياة و أن تسبح وحدك في بحورها لتخرج منها سالما،أما الندوب ستراها وحدك و الكل سيرى مدى صلابتك فكن قويا كالصخر كلما عصفت به الأمواج ظل شامخا.