في الخامس والعشرين من شهر ايار من كل عام تصادف الاردنيين ذكرى عزيزه على قلوبهم الا وهي عيد استقلال المملكه الاردنيه الهاشميه من هيمنة الانتداب البريطاني وفي هذا العام يصادف اليوم عيد الاستقلال مع ايامٍ مباركات (عيد الفطر السعيد لهذا العام ) فأصبح العيد عيدين عند الاردنيين.
في مثل هذا اليوم وافقت اﻷمم المتحدة عام 1946 بعد نهاية الانتداب البريطاني على الاردن بالاعتراف بالأردن دولة مستقلة ذات سيادة ملكيه حيث توج البرلمان اﻷردني في ذلك الوقت الملك عبد الله اﻷول المؤسس طيب الله ثراه ملكا دستوريا على البلاد وإطلاق لقب حضرة صاحب الجلالة عليه.
فمنذ ذلك التاريخ تأسست المملكة الاردنيه الهاشميه ولا زالت، على قواعد ثابتة ومتينه في العدالة والمساواه بين جميع ابناء الشعب الاردني وتطبيق قواعد العيش الامن المشترك بين كافة شرائح المجتمع الاردني.
وفي هذا اليوم تحتفل اﻷسرة اﻷردنية القويه بإنجازات الاردن ويستذكر شعبنا المعطاء كل من انجز وقدم وبذل من جهود في سبيل رفعة وتقدم الوطن وازدهاره من ملوك بنو هاشم الاحرار وصولاً الى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم أعزّ الله ملكه ونقف جميعاً وقفة اكبار واعتزاز ونستذكر الكفاح في عهد المؤسس الملك عبد الله اﻷول رحمه الله وطيب ثراه فقد تحقق الاستقلال وأقيمت دولة القانون والمؤسسات في ظل ظروف عالميه ومحليه صعبة واستطاع جلالة الملك بعد جهد كبير ﻹنتهاء الانتداب البريطاني وتحقيق الاستقلال الكامل وإخراج العدو الغاصب من أرض اﻷردن وأصبح بلدا آمنا ينعم بالاستقرار.
يليه عهد جلالة المغفور له الملك طلال بن عبدالله الذي أمر حينها بتأسيس دستور اردني قوي ما زال شاهداً بيننا الى ايامنا هذه.
ونستذكر ايضا عهد مليكنا الباني جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه باني نهضة الاردن الحديث حيث تقلد الحكم في الحادي عشر من اغسطس عام ١٩٥٢ حتى وفاته في السابع من فبراير عام ١٩٩٩ حيث حقق الأردن في عهده إنجازات كبيرة على المستوى الداخلي فقد نذر حياته لخدمة وطنه وأمته وقد عبر جلالته عن نهج سياسته الداخلية في الخطاب الذي وجهه للشعب الأردني عند تسلمه عرش المملكة بقوله :
(( إن العرش الذي أنتهى إلينا ليستمد قوته بعد الله من محبة الشعب وثقته وإنني سأنمّي هذه المحبة وهذه الثقة بخدمة الأمة ورعاية مصالحها فأخذت على نفسي مجانبة الراحة من أجلكم والعمل والتضحية في سيل إعزاز وطننا الذي له نحيا وفي سبيله نموت)).
فكانت انجازاته -رحمه الله- شامله لكافة نواحي الحياه الاردنيه سياسيه واقتصاديه داخليه وخارجيه وانجازات في تعزيز الوعي الديمقراطي والنهج المعتدل للشعب الاردني، وانجازاتٍ عسكريه كانت ابرزها هي تعريب قيادة الجيش العربي وتسليحه وتعزيزه ليكون نموذجاً يضاهي الجيوش العالميه.
بعد وفاة جلالة المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال انتقل الحكم الى الملك المعزز جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سليل الدوحه الهاشميه ليكمل ما بدأ به من سبقه من ملوك الهواشم الاطهار وينقل الاردن الى مصافِ الدول المتقدمه ويسعى الى نشر صورة الاردن والاردنيين المشرقه وجذب الاستثمارات العالميه الى الاردن واستمر يعمل ليل نهار بلا كلل او ملل لتأمين كل ما يلزم للعيش الكريم لابناء شعبه اللذين احبهم وأحبّوه.
حيث كانت ايضا القضية الفلسطينين تشغل بال جلالته ويسعى دوماً في كافة المحافل العالميه لاحقاق الحق في قضيته الاولى وهي قيام الدوله الفلسطينيه المستقله على ترابها الوطني.
في النهايه نقدم تحية إكبار وفخار لقواتنا المسلحة الاردنيه الباسلة الذين بنوا وحفظوا الاردن بكل انجازاته في هذا الزمن الصعب مع جائحة كورونا التي ليس لها مثيل وتأثيرها العالمي بقيادة حكيمه رشيده حتى اصبح الاردن مثالاً عالميا في مواجهة هذه الجائحه.
هنيئا لأردننا بهذا اليوم الخالد خلود شهدائه الابرار، وكل عام واردننا ومليكنا وشعبنا بألف خير وبركة، ونسأله تعالى ان يحفظ علينا نعمه الكثيره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.