قائد سلاح الجو الملكي الأردني الأسبق / الفريق الركن المتقاعد الطيار المقاتل إحسان شردم
● شردم / الأردن خاض حرب حزيران عام 1967م وكانت حرباً غير مُتكافئة فقد وعد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر جلالة الملك الحسين وعده بتأمين الأجواء الأردنية ضد أي أعتداء من الجيش الإسرائيلي لكن ذلك لم يتحقق مع الأسف فقد تم تدمير الطيران المصري من قبل الطيران الإسرائيلي في هجوماً مباغت..... ومُما زاد الطين بلّة الغوغائية من قبل إذاعة صوت العرب من القاهرة والتي كان يقودها الإعلامي أحمد سعيد.......
● شردم/ علاقتي مع الشهيد الطيار البطل فراس العجلوني كانت علاقة أخوّة وصداقة... وكنا جيران في جبل اللوبيدة حيث كان منزل والده الزعيم الوطني الكبير محمد علي العجلوني بجانب منزلنا.... والذي أصبح فيما بعد – أجنحة فراس الفندقية-... ولنا ذكريات جميلة لا تُنسى (ذكريات الطفولة)... والدته شركسية وكُنت أتردد على منزلهم كثيراً وكان يزورنا في منزلنا وكنا أشبه بعائلة واحدة...
● أثناء حرب حزيران عام 1967م تعرضنا لقصف جوي من طائرات العدو الصهيوني وقد سقطت إحدى القذائف على موقعنا حيث كنت بالخندق أنا والشيخ برجس الحديد (الذي كان آنذاك ضابطاً بسلاح الجو) وكذلك الطيار المُقاتل فرحان السعدي... وقد لطف الله بنا....
● قامت الطائرات المُقاتلة الإسرائيلية بضرب المطارات والقواعد العسكرية الأردنية الجوية فانتقل الطيارون الأردنيون وكذلك الطيار الباكستاني سيف الدين الأعظم إلى العراق باتجاه قاعدة الحبّانية الجويّة العسكرية حيث انطلقت من الحبّانية أسراب الطائرات المُقاتلة التي يقودها طيارون من 3 جنسيات من الأردن والعراق والباكستان (الطيار الباكستاني المقاتل سيف الدين الأعظم)....
●كنت صديقاً حميماً وأخاً للشهيد الطيار موفق السلطي والشهيد الطيار فراس العجلوني وكذلك الطيار الباكستاني سيف الدين الأعظم.... وأشهد بأنهم كانوا شباباً محترمين وإخوان وأصدقاء وأبطال....
● أثناء حرب حزيران عام 1967م قاتل الطيارون الأردنيون قتال الأبطال وتمكنوا من ضرب أهداف مُحدَّدة بالعُمق الإسرائيلي وكانت طائراتهم من طراز (هوكر هنتر) - إنجليزية الصُنع -... بينما طائرات العدو كانت من طراز ميراج ومستير....
● إستشهُد الطيار البطل فراس العجلوني بعد أن عاد إلى قاعدة المفرق للتزوّد بالوقود والذخيرة... حيث كان يحاول الأقلاع من مدرج القاعدة عندما قصفت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية طائرته فاستُشهد فراس العجلوني الذي كان أخاً لي ومن أعز أصدقائي....
●اثناء حرب حزيران 1967 أسقطنا عددا من الطائرات المقاتلة الاسرائيلية داخل الأجواء الأردنية ٠٠وقد قفز عدد من الطيارين الاسرائيليين بالمظلة وقد اسرناهم أحياء.....
●وبعد انتهاء الحرب قمنا باستبدالهم بأكثر من 400 أسير من العسكريين الاردنيين الذين وقعوا بالأسر لدى إسرائيل خلال حرب حزيران٠٠٠٠٠٠
● كما جاء في يوميات المرحوم معالي الأستاذ أكرم زعيتر أنه بتاريخ 16 حزيران عام 1967م ذهب برفقة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه لاستقبال سمو الأمير الحسن القادم من لندن إلى قاعدة المفرق الجويّة......
●فلفت انتباه معالي أكرم زعيتر الذي كان آنذاك يشغل منصب وزير البلاط (رحمه الله) أن الحسين خصّ بالسَّلام الحار والتقبيل على إثنين من الطيّارين تحديداً وضمن مجموعة من الطيارين الذين كانوا في الإستقبال مما أثار إستهجان زعيتر وتساءل عنه إيثارهما لوحدهما بالتقبيل على وجنتيهما حيث علم أن هؤلاء الصقور الأبطال (إحسان شردم والباكستاني سيف الدين الأعظم) واللذين أسقط كل واحد منهما 4 طائرات إسرائيلية خلال المعارك الجوية مع العدو الإسرائيلي في السمّوع عام 1966م وفي فلسطين والعراق 1967م......
● نعم ونحن أيضاً في المناسبات الوطنية التي نغطيها إعلامياً كنا نلمس تخصيص الحسين طيب الله ثراه بالسلام على الأبطال والشجعان وأصحاب التاريخ الوطني الحقيقي المُشرِّف ومهما اختلفت رتبهم ومناصبهم حيث تظهر عواطف ومشاعر الحسين الجيّاشة الصادقة والنابعة من قلبه ووجدانه.......
كرَّمني الجيش العراقي بأن منحني نوط الشجاعة... وتالياً نص الإرادة الملكية السامية بالموافقة على أن أحمل هذا الوسام وذلك في شهر تموز 1967م.....
قائد سلاح الجو الملكي الأردني.
الموضوع/ الأوسمة.....
صدرت الإرادة الملكية السامية بالسّماح للرئيس الطيّار إحسان حميد شردم رقم 4251 بحمل نوط الشجاعة العراقي الممنوح له من الجمهورية العربية العراقية تقديراً لشجاعته الفائقة وبطولته النادرة وتضحيته الفريدة التي أبداها في المعارك الجويّة تجاه العصابات الصهيونية مع تهانينا......
اللواء الركن/ السكرتير العسكري
بعد انتهاء حرب حزيران عام 1967م أرسلت الباكستان كتيبة دفاع جوّي تمركزت في الأردن من أجل حماية الأجواء الأردنية من أي اعتداء.....
كما أرسلت الباكستان مُدرِّبين ومستشارين عسكريين كان من بينهم الجنرال ضياء الحق من أجل المُساعدة في إعادة بناء الجيش الأردني بعد هزيمة حزيران عام 1967م.....
.... أنا أتفق مع رأي معالي د. سمير مطاوع/ وزير الإعلام الأسبق وبعض المُحلّلين السياسيين والعسكريين بأن هؤلاء المستشارين العسكريين الباكستانيين كان لهم دور كبير في إعادة بناء الجيش العربي.... وكانوا عاملاً مُساعداً في التمهيد للانتصار الكبير الذي استطاع أن يحققه الجيش الأردني على الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة 21/3/1968م .... وبرأيي أن الجيش الباكستاني يُمثل مدرسة عسكرية عريقة.