حرب حزيران عام 1967م كما يرويها المرحوم العميد المتقاعد الشيخ فهد مقبول الغبين/ كشاهد عيان ومشارك
المعلومات من كتاب مذكرات محارب/ العميد المتقاعد فهد مقبول الغبين/
إعداد: عمر محمد نزال العرموطي..... خاص نيروز
تصادف الآن ذكرى – النكسة – حرب حزيران عام 1967م... وهذه المعلومات وردت في كتاب مذكرات مُحارب الذي قُمت بتدوينه من المرحوم الشيخ فهد مقبول الغبين الذي كان شاهد عيان ومشارك في هذه الحرب.
... وتالياً ما جاء على لسان المرحوم العميد المتقاعد فهد مقبول الغبين:-
الدوافع المؤدية لحرب حزيران 1967م
مدخل حرب 1967م
أعلنت جمهورية مصر العربية يوم 26/7/1956م تأميم قناة السويس فأعلنت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الهجوم الثلاثي على مصر يوم 19/11/1956م/ وعلى أثر الهجوم الثلاثي تم وضع قوات دولية ما بين مصر وإسرائيل، وفي يوم 16/5/1967م طالبت مصر القوات الدولية بالخروج من سيناء.
وأعلنت الجمهورية المصرية إغلاق مضائق تيران في البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية المتجهة إلى ايلات يوم 22/5/1967م، فاعتبرت إسرائيل هذه الخطوة إعلان حرب.
ونظراً للوضع المتفجر تم إعلان الإنذار الفوري للقوات المسلحة الأردنية وحشدها في مواقع القتال في الضفة الغربية يوم 25/5/1967م، وفجأة غادر جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه أرض الوطن يوم 30/5/1967م، ونزل في مطار القاهرة الساعة العاشرة صباحاً، وتم توقيع معاهدة الدفاع المشترك الأردنية المصرية، وحفاظاً على الوحدة العربية قبل جلالة المغفور له الملك الحسين بأن يكون قائد مسرح العمليات بالجبهة الأردنية رئيس أركان القيادة العربية الموحدة الفريق الركن عبد المنعم رياض وهو من الجيش المصري دون معرفته بأرض مسرح العمليات وأسلوب قتال الجندي الأردني وتكتيكه.
عاد جلالة الملك الحسين من القاهرة يوم 31/5/1967م، وبصحبته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية السيد أحمد الشقيري، ورئيس أركان القيادة العربية الموحدة ليستلم قيادة مسرح العمليات في الجبهة الأردنية.
ولما تواصلت تهديدات العدو التي جاءت على لسان زعمائه في الخطب التي ألقيت خلال الفترة من 13-15 أيار 1967م بمناسبة عيد ما يُسمّى باستقلال إسرائيل أعلنت الجمهورية المصرية حالة الطوارىء صباح يوم 16/5/1967م، وبدأ جيشها يحتشد في سيناء، وأعلن بعدها العدو التعبئة الجزئية يوم 21/5/1967م، وقد أتبعها تعبئة عامة تمت يوم 25/5/1967م، ولم تلبث إسرائيل أن شنت حربها على مصر والأردن وسوريا ولبنان يوم 5/6/1967م.
سير العمليات على الجبهة الأردنية
في حرب عام 1967م
تمخض عن حرب 1967م هزيمة العرب، وضياع باقي أجزاء فلسطين وهو ما يعرف بالضفة الغربية رغم نصيحة جلالة المغفور له الملك الحسين لزعماء الأمة العربية عامة والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر خاصة بضرورة رأب الصدع العربي، بسبب الشرخ العربي، وضرورة التنسيق بين الجيوش العربية، وإنني أكتب بكل أمانة وصدق دور كل جيش من الجيوش التي شاركت في مسرح عمليات حرب 1967م في الضفة الغربية لنهر الأردن.
بتاريخ 1/6/1967م وصل إلى عمان الفريق الركن عبد المنعم رياض الذي عين قائداً لمركز القيادة المتقدمة للقيادة المشتركة ومعه عدد من ضباط أركانه لإدراة العمليات في الجبهة الأردنية وبدأ بممارسة أعمال قيادة الجبهة الأردنية.
موقف القوات الأردنية صباح يوم 5/6/1967م:
كانت القوات الأردنية في حالة الإستعداد الكامل وتم توزيع القوات على أرض مسرح العمليات كما يلي:
الجبهة الغربية: مجحفلة عدا سلاح الجو- قائد الجبهة اللواء الركن محمد أحمد سليم البطاينة.
قاطع الوادي: القائد العميد قاسم المعايطة، التجميع بالإمرة لواء القادسية سرية دبابات من كتيبة الدبابات 12 (م47).
كتيبة مدفعية الميدان الثالثة: فئة هندسة ميدان.
لواء الإمام علي بن أبي طالب موقعه جنوب أريحا على الطريق العام بمنطقة النبي موسى الخان الأحمر.
احتياط الجبهة بقيادة العميد أحمد شحادة الحارثي الشوبكي.
قاطع جنين:
القائد: العقيد الركن عواد الخالدي التجميع بالإمرة لواء خالد بن الوليد كتيبة الدبابات 12 ناقص سرية (م47)، وكان قائد كتيبة الدبابات 12 المقدم الركن صالح أبو الفول، وقد قامت بدور هام في حرب 1967م في قاطع جنين، ولكن سلاح الجو الإسرائيلي دمر 90% من دبابات هذه الكتيبة.
كتيبة مدفعية الميدان الثانية ناقص بطارية 155مم ثقلية بالإسناد المباشر، فئة هندسة ميدان بالاسناد المباشر.
قاطع نابلس:
القائد العميد تركي بعاره، التجميع بالإمرة لواء الأميرة عالية، كتيبة مدفعية 155مم ثقيلة ناقص بطاريتين، بالإسناد المباشر، فئة هندسة ميدان بالإسناد المباشر.
قاطع القدس:
القائد: العميد الركن عطا علي المساعيد، التجميع بالإمرة لواء الملك طلال كتيبة أسامة بن زيد من لواء الإمام علي بقيادة الرائد الركن بادي عواد الرديني بالإسناد، فئة هندسة ميدان بالإسناد المباشر، وفئة مقاومة الدبابات (روكت لانشر) بالإسناد المباشر كتيبة مدفعية الميدان التاسعة بالإسناد المباشر.
قاطعي الخليل وبيت لحم:
القائد: العقيد الركن بهجت المحيسن التجميع بالإمرة، لواء حطين كتيبة الدبابات العاشرة بقيادة المقدم شمس الدين محمد الشركسي بالإسناد المباشر، كتيبة مدفعية الميدان الخامسة بقيادة المقدم الركن عبد الحليم الدباس بالإسناد المباشر، وفئة هندسة ميدان.
الجبهة الشرقية مجحفلة عدا سلاح الجو القائد العميد الركن مشهور حديثة الجازي موقع القيادة في منطقة الزرقاء ومؤلفة من لواء الأمير حسن المدرع (60) واللواء المدرع (40) ولواء اليرموك ولواء الحسين بن علي.
ملخص عمليات وحدات لواء حطين
في قاطعي الخليل وبيت لحم مسؤولية المحاور
محور القدس بيت لحم كتيبة جعفر بن أبي طالب (39).
محور الخليل بيت جبرين كتيبة عبد الله بن رواحة (37).
محور الخليل بئر السبع كتيبة صلاح الدين الأيوبي (48).
يوم 5/6/1967م:
بدأ العدو المعركة بغزو جوي على جمهورية مصر العربية.
الساعة 9:30 يوم 5/6/1967م فتح العدو النار على مراكز كتيبة جعفر بن أبي طالب في مار الياس بسلاح المدفعية، وقد ردت قواتنا على النار بالمثل.
الساعة 10:30 يوم 5/6/1967م تلقى اللواء أمراً بفتح النار من جميع الأسلحة على العدو، وقد صدرت الأوامر إلى مدفعية اللواء لقصف الأهداف التالية:-
جنوب القدس:
رامات راحيل.
تل بيوت.
محطة سكة الحديد.
الجامعة العبرية والكنيست.
القطمون.
مراكز حشد على السفوح الجنوبية لمشارف عين كارم.
محور بيت جبرين والدوايمة:
مستعمرة لاخيش.
مستعمرة الدوايمة.
مركز دفاعي لكتيبة مشاة مطل على الكيلو (52) خربة السنابرة.
ج. محور الظاهرية – بئر السبع:
- مستعمرة خويلفة.
مركز دفاعي لكتيبة على المرتفعات المقابلة للرهوة جنوب الخليل.
الساعة الخامسة من مساء يوم 5/6/1967م قام العدو بهجوم معاكس لاستعادة جبل المكبر (قاطع القدس) الذي تم احتلاله من قبل كتيبة أسامة بن زيد، وقد احتل العدو قرية صور باهر بعد أن تقدم إليها بالدروع عن طريق القدس – بيت لحم.
الساعة السادسة من مساء يوم 5/6/1967م، إزدياد نشاط العدو الجوي فوق قاطع بيت لحم وتعرضت كل من مار الياس وجباليا إلى قصف مدفعي شديد.
يوم 6/6/1967م:
قام العدو في الصباح بقصف المراكز الدفاعية في مار الياس وجباليا من مدفعية ثقيلة تمهيداً للهجوم عليها.
قام العدو بهجوم مركز بإتجاه مار الياس وطباليا وقد فشل هذا الهجوم وتراجع العدو إلى الخلف.
تم قصف رامات راحيل من قبل قطاعاتنا بمختلف الأسلحة، وحاول العدو الهجوم مرة ثانية على مار الياس، ولكن هجومه فشل نتيجة لقصفنا الكثيف.
تم تعزيز صندوق بيت لحم بسرية دبابات من كتيبة الدبابات العاشرة، وسرية مشاه من كتيبة عبد الله بن رواحة (37).
تجمعت طائرات العدو وقصفت بيت لحم.
تعرضت مواقع اللواء في صندوق بيت لحم لقصف مدفعي وجوي شديدين.
صدر أمر الى اللواء للانسحاب الى الضفة الشرقية من النهر في الساعة 2:30 فجراً من يوم 6/6/1967م، وذلك بعد بأن تبين عمق الإختراق على محور القدس من قوات العدو.
يوم 7/6/1967م:-
الساعة الثانية فجراً يوم 7/6/1967م ألغي أمر الانسحاب بعد إقرار مجلس الأمن لأمر وقف إطلاق النار، وقد صدرت الأوامر بالتزام هذا الأمر إذا التزم الجانب الآخر.
تعرض اللواء صباح هذا اليوم إلى قصف جوي شديد بقنابل النابالم الحارقة في كل من مار الياس وطباليا بشكل خاص، ومحور بيت جبرين الخليل.
الساعة الواحدة والنصف فجر يوم 7/6/1967م صدرت التعليمات إلى لواء حطين بالإنسحاب إلى مواقع شرق النهر على الطريق الجديد، وإذا لم يتمكن من ذلك فعليه دخول القدس، ويتمركز فيها، ويتعاون مع قطاعاتنا المتمركزة هناك.
الساعة 12.55 ظهر يوم 7/6/1967م أبلغ اللواء أنه موجود في البقيعة جنوب شرقي بيت لحم، وقد خسر (33) آلية عسكرية وخمسة شهداء، وعدداً من الجرحى بسبب الغارات الشديدة المتتالية.
استمرت الغارات الجوية على اللواء طيلة المسافة التي سارها، وفي الساعة السادسة مساءاً ابلغ اللواء أنه موجود في منطقة زعترة جنوب شرقي بيت لحم.
الساعة السادسة من مساء يوم 7/6/1967م ابلغ اللواء أنه قريب من الغور، وأن معظم آلياته قد دُمرت، فصدرت إليه التعليمات من القيادة العامة بعبور النهر إلى الضفة الشرقية من نهر الأردن.
تم انسحاب اللواء في منتصف ليلة 7/6/1967م من الطريق الجديد سوعير، زعترة مقام النبي موسى، جسر الأمير عبد الله سويمه، وذلك على شكل انسحاب دفاعي متحرك منظم، إتخذ مواقع دفاعية شرقي النهر في الكفرين – الرامة حتى مصب وادي الواله بالبحر الميت.
قادة قاطع الخليل:
قائد اللواء العقيد الركن بهجت مصطفى المحيسن.
قائد كتيبة عبد الله بن رواحة (37) المقدم فهد مقبول الغبين.
قائد كتيبة جعفر بن أبي طالب (39) المقدم عواد شهاب السرحان.
قائد كتيبة صلاح الدين (48) الرائد احمد اسعد غانم.
مدير أركان اللواء الرائد الركن نايف خالد المعايطة.
قائد كتيبة الدبابات العاشرة المقدم شمس الدين محمد الشركسي.
قائد كتيبة مدفعية الميدان الخامسة المقدم الركن عبد الحليم الدباس.
ملخص عمليات اللواء المدرع 40
في حرب عام 1967م
عبر اللواء يوام 6/6/1967م نهر الأردن من المثلث المصري سالكاً محور وادي البادان نابلس، وبعد عبور النهر انقسم اللواء إلى محورين كتيبة الدبابات الرابعة، قيادة اللواء محور طوباس جنين وقائد الكتيبة الرائد مرزوق عشوي العنزي، وكتيبة الدبابات الثانية وسلكت محور نابلس سيلة الظهر، جنين وقائدها المقدم الركن الشهيد صالح عبد الله الشويعر الشمري، وعند الاشتباك مع العدو جرى التصادم مباشرة في قباطيا التي ضمت شهداء الجيش العراقي.
حدثت معركة دروع عنيفة، وتدخل سلاح الجو الإسرائيلي ودمر 30% من دبابات اللواء، مما اضطر قائد كتيبة الدبابات الثانية للانسحاب إلى سيلة الظهر باتجاه نابلس، وجرت معركة دروع، وصدر الأمر بانسحاب ثاني إلى مثلث دير شرف، وفي عصر ذلك اليوم جرت معركة دروع عنيفة ودمر عدد من دبابات الكتيبة الثانية، وصدر أمر بالانسحاب إلى مداخل نابلس الشمالية الغربية، وجرت معركة عنيفة بين الكتيبة ودبابات العدو بوادي التفاح وتم تطويق الكتيبة من قبل العدو، وتدخل سلاح الجو الإسرائيلي ودمر 90% من باقي الكتيبة، واستشهد قائد الكتيبة الشهيد المقدم الركن صالح عبد الله شويعر، وجرح قائد سرية الدبابات الثانية النقيب مجحم عارف الفايز بجروح بليغة، وتم أسره من قبل العدو مع مجموعة من الرتب الأخرى، واستشهد من الكتيبة (5) ضباط (27) من الرتب الأخرى، تم انسحاب أفراد الكتيبة مشياً على الإقدام إلى النهر شرقاً.
أما كتيبة الدبابات الرابعة وقائدها الرائد مرزوق عشوي العنزي، وكتيبة الأمير عبد الله الآلية الأولى وقائدها المقدم العيط مطر العنزي، فقد خاضتا معركة الدروع مع قوات العدو على مشارف جنين الشرقية، ودمَّر 50% من دباباتها بسبب القصف الجوي من سلاح الجو الإسرائيلي، واستشهد منها (35) شهيداً من مختلف الرتب وتم انسحاب باقي الكتيبة عن طريق طمون/ طوباس حتى نهر الأردن، وفي منتصف يوم 7/6/1967 تمركز العدو متستراً بالأشجار مما أوقع الدمار باللواء.
الجبهة الشرقية القائد العميد الركن مشهور حديثة الجازي ومقر قيادته في منطقة الزرقاء.
القاطع الشمالي:
القائد العقيد الركن مفضَّي عبد المصلح السرحان، التجميع بالإمرة لواء اليرموك، سرية مدرعات صلاح الدين، بطاريتين مورتر ثقيل.
القاطع الجنوي:
القائد العقيد الركن سالم عودة النجادات، التجميع بالإمرة لواء الحسين بن علي.
سرية دبابات (سنتوريون)، بطاريتين مورتر ثقيل بإمرة الجبهة الشرقية كتيبة هندسة الميدان الثانية.
الاحتياط العام:
لواء الدروع (40) القائد العقيد الركن راكان عناد الجازي.
كتيبة المدفعية المحمولة الثامنة (105مم) بطارية مقاومة الطائرات (40مم مزدوج) سرية هندسة الميدان.
لواء الأمير الحسن المدرع (60): القائد العقيد الركن الشريف زيد بن شاكر.
كتيبة المدفعية المحمولة السابعة (105)مم.
كتيبة مقاومة الطائرات الرابعة (40 مزدوج).
سرية هندسة ميدان.
كتيبة مدفعية ثقيلة
القطاعات والقوات المخصصة لكل قطاع في بداية مرحلة العمليات يوم 5/6/1967 في الضفة الغربية.
ج. القوات الجوية العربية:-
1. القوات الجوية الأردنية.
20 طائرة هوكر هنتر تعمل من مطار المفرق.
محطة رادار في عجلون.
محطة رادار (20 p) في منطقة حوشا
القوات الجوية العراقية
12 طائرة هوكر هنتر تعمل من مطار (هـ 3) (H3).
12 طائرة ميج (21).
10 طائرات قاذفة (باجر 16 tu)
أسلوب الدفاع في الجبهة الأردنية:
تغطية الحدود على خط الهدنة المؤقت بنقاط مراقبة، وإنذار في أماكن محفورة، ومهيأة لقتال وعرقلة تقدم العدو ما أمكن ذلك.
احتلال مواقع دفاعية مهيأة في العمق وفي المراكز الحيوية وعلى المحاور الرئيسية.
القطاعات الأمامية التي تنسحب تحت ضغط العدو تحتل مراكز دفاعلية مهيأة حسب الخطط التي يضعها قادة الجبهات.
القوات الشقيقة في الجبهة الأردنية:
القوات العراقية.
القوات السورية.
القوات السعودية.
القوات المصرية.
مرحلة بدء العمليات على الجبهة الأردنية يوم 5/6/1967م:-
بدأت العمليات باستلام الفريق عبد المنعم رياض من الجيش المصري الذي تولى قيادة مسرح عمليات الجبهة الأردنية، معلومات من المشير عبد الحكيم عامر من القاهرة يوم 5/6/1967م تفيد بأن الطائرات الإسرائيلية بدأت تقصف مطارات مصر وأن 75% من طائرات العدو المهاجمة قد أسقطت، وأن الطائرات المصرية حالياً في سماء إسرائيل، وأن القوات المصرية قائمة بتعرض أراضي مع العدو في سيناء، وطلب منه التعرض في الجبهة الأردنية، اتصل سيادة الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر هاتفياً بجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية ظهراً حيث كان جلالته في القيادة آنذاك، وابلغه أن الطائرات تقصف مطارات العدو وأن القوات الأرضية في مصر قد قامت باختراق أرضي، وطلب من جلالته عمل ما يمكن لاحتلال اراض في المنطقة المحتلة إذ أن مجلس الأمن قد يتدخل الليلة لإيقاف القتال ويجدر بنا عمل ما يمكن لتحسين وضعنا على الأرض قبل أن يتم ذلك، وقد نقل جلالته فحوى المكالمة إلى الفريق عبد المنعم رياض في حينه.
وقام الفريق عبد المنعم بإعطاء التعليمات التالية:
كتائب الصاعقة (كتيبة 23 في جنين وكتيبة 53 في رام الله) تنفذ المهام المكلفة بها في آخر ضوء، وهي تدمير مطارات هرتسليا – عين شيمر – كفر سيركن – اللد – الرملة – عاقر ومحطات الرادار الموجودة بها.
استعداد الطائرات في مطار المفرق لمهاجمة طائرات العدو، وتحتل وحدات المدفعية مواقع لرماية مطارات العدو في المنطقة المحتلة في فلسطين، وتخرج دوريات قتال على طول الحدود، وتنسق أعمالها مع قوات الصاعقة والمدفعية الأردنية.
ملخص عمليات لواء الأمير الحسن بن طلال (المدرع/ 60) خلال حرب عام 1967
قادة وحدات اللواء:
قائد اللواء العقيد الركن الشريف زيد بن شاكر، وركن العمليات الرائد عبد الحافظ السيد، وركن الاستخبارات الملازم الأول عيد كامل البدارين، وضابط الارتباط الملازم سمو الأمير علي بن نايف، وقائد كتيبة الدبابات الخامسة الرائد الركن خليف عواد السرحان، وقائد كتيبة الدبابات الثالثة المقدم الركن علاوي جراد النجادات، وقائد كتيبة الحرس الملكية الثالثة الرائد عوض خلف النعيمات، وقائد كتيبة المدفعية المحمولة السابعة المقدم الركن وليد الجندي.
تحرك اللواء يوم 4/6/1967م من موقعه بمنطقة المثلث المصري شرقي نهر الأردن إلى مواقع دفاعية بمنطقة مقام النبي موسى على طريق القدس أريحا، ومثلث البحر الميت أريحا كاليا والخان الأحمر على طريق القدس – عمان وتمكنت بعض سرايا دبابات الكتيبة الخامسة من الوصول إلى منطقة أبو ديس والعيزرية على مداخل القدس الشرقية يوم 6/6/1967م، وتمكنتت سرية من كتيبة الدبابات الخامسة بقيادة النقيب محمود سالم أبو وندي من نجدة كتيبة أسامة بن زيد في جبل المبكر بقيادة الرائد الركن بادي عواد الرديني واشتبكت مع دبابات العدو في نفس الموقع.
تحرك قائد اللواء قسم الأمر ويوم 5/6/1967م إلى قاطعي الخليل وبيت لحم لغايات الكشف إذ صدرت أوامر من القيادة العامة تفيد بأن اللواء المدرع /60 ولواء حطين سوف يلتقيان مع القوات المصرية بمنطقة البردويل شرقي بئر السبع، ولم يتم ذلك الأمر بسبب هجوم مفاجىء من طائرات العدو على الجبهة المصرية وتحطيم القوة الجوية المصرية، وهي جاثمة على الأرض، ودمرت بعض دبابات اللواء من سلاح الجو الإسرائيلي.
في مساء يوم 7/6/1967م انسحبت وحدات لواء حطين من مواقعها، في قاطعي الخليل وبيت لحم إلى منطقة الأغوار الوسطى شرقي نهر الأردن بمنطقة الشونة الجنوبية والكفرين والرامة وسويمة.
القوات الشقيقة في الجبهة الأردنية
القوات السعودية
1/6/1967م
قائد القوات السعودية الفريق الركن محمد بن عامر الشهري
جرى إعلامنا أن لواءً سعودياً سيتحرك من تبوك إلى الأردن، وقد اتخذت الإجراءات لإرسال أدلاء الى المدورة عل الحدود السعودية الأردنية:-
6/6/1967م:
وصل اللواء السعودي والأسلحة المساندة له والخدمات الإدارية والخدمات الطبية إلى المدورة يوم 7/6/1967م وطلب إلى اللواء التحرك إلى القويرة.
8/6/1967م:
وصل اللواء وملحقاته إلى الكرك واتخذ مواقع دفاعية ولم يشترك هذا اللواء في العمليات واسند له اخذ مواقع دفاعلية في قاطع الكرك جنوب وادي الموجب حتى مصبه في البحر الميت، وجنوباً حتى مرتفعات الطفيلة الغربية.
عادت هذه القوات إلى بلادها في نهاية عام 1974م.
القوات الشقيقة في الجبهة الأردنية
القوات السورية
اللواء 17 السوري
وصل الملحق العسكري السوري السابق المقدم عدنان طوبارة إلى الحدود الأردنية يوم 6/6/1967م، وابلغ نقطة الحدود الأردنية (الرمثا) إن القوات السورية سوف تصل بعد ساعة، وتابع مسيره إلى عمان.
يوم 7/6/1967م:
حتى الساعة الثانية ظهراً لم يصل اللواء السوري.
اتصل الفريق عبد المنعم رياض قائد مسرح العمليات الأردنية مع عمليات الشام، وطلب تحريك لواء مدرع بأسرع ما يمكن الليلة بالإضافة إلى لواء المشاة المتحرك.
حتى الساعة (11) ظهراً لم يمر اللواء (17) من الرمثا.
الساعة (2:20) بعد الظهر مرت طلائع اللواء من نقطة حدود الرمثا.
صدر أمر إلى اللواء السوري لاحتلال مواقع دفاعلية على محور وادي شعيب بعد أن تتكامل قواته.
القوات الشقيقة في الجبهة الأردنية
القوات المصرية
يوم 3/6/1967م:
وصلت مطار عمان العسكري (11) طائرة مصرية تحمل كتيبتي صاعقة مصرية (الكتيبة 33 والكتيبة 53)، والتحقت الكتيبة (33) بلواء خالد بن الوليد (قاطع جنين)، انتظمت الكتيبة (53) باللواء الهاشمي (قاطع رام الله).
يوم 4/6/1967م:
صدر الأمر إلى قوات الصاعقة المصرية بالاشتراك مع الصاعقة الأردنية بتدمير المطارات التالية والرادارات فيها:-
كتيبة (33) مسؤوليتها: مطار اللد، مطار كفار سيركن، مطار الرملة، مطار عاقر.
كتيبة (53) مسؤوليتها: مطار كفار سيركن، مطار هرتسليا، مطار عين شيمر.
كان الأمر أن تدخل القوات المنطقة المحتلة من فلسطين عند آخر ضوء، وقد تمكنت وحدات من كتيبة (33) من الدخول أما وحدات كتيبة (53) فلم تتمكن من الدخول باستثناء مجموعة مطار (عبر شيحر) بسبب تطورات الموقف على الحدود في ذلك اليوم.
يوم 6/6/1967م:
دخلت جميع قوات الصاعقة المنطقة المحتلة، لذا لم تتمكن من انجاز الهجمات التي أسندت إليها، ثم صدرت الأوامر إلى قوات الصاعقة للعودة إلى الأردن، والتجمع في قيادة التشكيلات.
القوات الشقيقة في الجبهة الأردنية
القوات العراقية
بقيادة اللواء الركن محمود عريم الدليمي
جحفل اللواء الثامن (آلي)
وصل منطقة المفرق قادماً من الأراضي العراقية، وصدرت الأوامر له بالحركة إلى المثلث المصري، لكن تعرض لغارات جوية مركزة على اللواء استمرت لمدة (15) دقيقة، وأحدثت خسائر كبيرة، واستمرت الغارات على مؤخرة اللواء في مثلث الرمثا.
وصلت مقدمة اللواء إلى المثلث المصري بالأغوار الوسطى، وقيادة اللواء إضافةً إلى فوجين إلى منطقة المثلث المصري، وكانت معظم آليات اللواء في البقعة، صويلح، وادي شعيب، مثلث المصري بدون وقود.
صدرت أوامر إلى اللواء بالانتشار في منطقة أريحا استعداداً لدفع فوجين إلى منطقة البيرة رام الله ليلاً، وطُلب منه التبليغ عن مكانه الجديد بعد الوصول إليه.
وصدرت أوامر جديدة إلى اللواء بالتقدم لاحتلال مواقع دفاعلية في منطقة المخروق شمال أريحا لتأمين انسحاب قوات قاطع جنين، وتعرض اللواء إلى قصف جوي شديد من (6) طائرات للعدو، وأعيد تأكيد واجباته وهي منع العدو على محور طوباس، على أن تكون المواقع الدفاعية في الجفتتلك ومثلث المخروق.
وصدرت الأوامر إلى اللواء الثامن بالالتزام بقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار إذا التزم الجانب الأخر.
ابلغ اللواء عن تقدم (40) دبابة للعدو باتجاه سرية الدبابات من الجيش العراقي المتمركزة في وادي البادان سالكاً طريقاً آخر، وطلب إبلاغها بالتوجه إليه، وتم التأكيد أن لواء خالد واللواء (40) الأردنيان لم ينسحبا من قاطع جنين إلى مواقعهما حتى الآن.
وصدرت الأوامر إلى اللواء بالاشتراك مع لواء القادسية الموجود في منطقة أريحا لمنع العدو من اختراق مثلث المخروق، متخذاً مواقع دفاعلية من جميع الاتجاهات حتى يتم انسحاب قوات محور جنين، وبعدها ينسحب إلى مواقع دفاعية شرق النهر.
أبلغ اللواء بأنه يتمركز حالياً في منطقة الكرامة – الوادي شرقي نهر الأردن، وقد صدرت له الأوامر باحتلال مواقع دفاعلية شرق النهر عند مثلث عارضة عباد على يمين القادسية.
وصدرت الأوامر إلى اللواء بالتحرك فوراً، ومحاولة احتلال مواقع دفاعلية في منطقة المثلث المصري لتعرضه إلى قصف جوي مستمر أثناء تحركاته المستمرة والمكشوفة، فقد ابلغ بأن معظم أسلحته وآلياته قد دمرت نهائياً، وأن كميات الذخيرة التي كانت معه قد نفذت، فصدرت إليه الأوامر بالانسحاب ناقص (كتيبة مشاه وكتيبة صاعقة) عن طريق وادي شعيب وأعطيت مهام الدفاع عن المخروق إلى اللواء لتأمين جناحه الأيمن.
استمرت الغارات الجوية على وحدات اللواء طيلة ليلة (7) و (8) حزيران، وفي صباح يوم (8) حزيران كان في مواقعه الجديدة.
جحفل اللواء الأول (مشاه):
وصل اللواء إلى الرويشد، واستلم واجب الدفاع عن محور ناعور – جسر الأمير عبد الله ابن الحسين وسلَّم مسؤولياته إلى لواء حطين من الجيش العربي، وعاد إلى الاحتياط في منطقة ناعور.
جحفل اللواء – 127 مشاه (عراقي):
وصل إلى المفرق وبقي هناك بالاحتياط، واسند للقوات العراقية أخذ مواقع دفاعية في قواطع المفرق وعجلون.
تجمعت القوات العراقية يوم 21/10/1970م في منطقة الرويشد الحدودية للاستعداد للعودة إلى العراق وبدأت عودة هذه القوات فعلياً يوم 15/11/1970م.
لماذا كسبت إسرائيل حرب حزيران 1967م:
الشرخ العربي.
عدم التنسيق المسبق العربي سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وعسكرياً.
فقدان الثقة.
عدم تكافؤ القوى العسكرية بين الجيوش العربية والإسرائيلية.
تدمير القوة الجوية المصرية وهي جاثمة على الأرض فجر يوم 5/6/1967م.
الدعم الدولي الكبير إلى إسرائيل وخاصةً من أمريكا وبريطانيا.