تشهد ظاهرة العنف بشكل عام والعنف ضد المراه على وجه الخصوص اهتماما عالميا وقد بدا ذلك جليا من خلال الندوات الدولية والابحاث والدراسات التي طرقت هذا المجال وظاهرة العنف ضد المراه منتشرة في كل المجتمعات الغنية والفقيرة وجميع شرائح المجتمع وطبقاته وان اختلفت في اساليبه العنف ضد المراه هو اي سلوك يؤدي الى الحاق الاذى بها جسديا اونفسيا او جنسيا اواقتصاديا او اي شكل اخر من اشكال العنف ويشكل العنف ضد المراه انتهاكا واضحا وصريحا لحقوق الانسان.
مشكلة العنف ضد المراه تظهر عندما يفشل المجتمع في وضع ضوابط قوية على سلوك افراده او نتيجة احباط وان افراد المجتمع يتعلمون السلوك المتسم بالعنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها اي نمط اخر من السلوك وفسر العنف من وجهة نظر علماء النفس وقالوا بان العنف يولد عنف حيث ركز السلوكييون الكلاسيكيون على انه تعزيز ايجابي لسلوك سلبي في مرحلة الطفولة المبكرة فيكبر الطفل وهو يحمل في موروثه القيمي بان العنف شيء ايجابي.
وتقول نظرية التعلم الاجتماعي بان سلوك الانسان متعلم ويتم تعلمه من خلال القدوة والملاحظة لذلك تعتبر الاسرة المصدر الاول لتعليم افرادها سلوك العنف ، فالاباءء الذين يمارسون العتف يزودون ابناءهم بنموذج عدواني يقلدوه ويتخذه شكلا مقبولا للتعبير او لحل المشكلات.
كما ان نظرية الاحباط والعدوان لميللر ترى ان العدوان دائما ينتج عن الاحباط ،والاحباط الناتج عن الحرمان اشد قسوة لانه يؤدي الى الايذاء الجسدي فالعنف استجابة لضغوط بنائية واحباطات تنتج عن الحرمان فالزوج غير القادر على مواجهة اعباء الاسرة وسد احتياجاتها ويفتقد الموارد المادية يشعر بالاحباط والضغط الذي يدفعه الى ان يمارس العنف كمنفس عن احباطاته.
اما نظرية الثقافة الفرعية للعنف تركز على افتراض اساسي مؤداه ان سلوك العنف نتيجة مباشرة لتبني قيم الثقافة الخاصة للعنف، فالثقافة التي تمنح الرجل الحق في السلطة والراي هي ثقافة تؤيد الاساءة للمرأة باعتبارها ضربا من ضروب الرجولة.
ولاننسى التحليليون (سيجموند فرويد) في تفسيرهم للعنف ان دوافع الانسان تنبع من طاقة بيولوجية عامة تنقسم الى نزعات بنائية (دوافع الحياة)واخرى هدامة (دوافع الموت) وتعبر دوافع الموت عن نفسها في صورة دوافع عدوانية عنيفة ومقر هذه الغريزة اللاشعور في حين ان الفرويدية الحديثة ان العنف يرجع الى الصراعات الداخلية والمشاكل الانفعالية والشعور بالخوف وعدم الامان وعدم الموائمة والشعور بالنقص.
وبغض النظر عن تفسيرات نظريات علم النفس للعنف فان للعنف ضد المرأه انعكاسات ضد الاسرة والمجتمع تظهر اثاره السلبية على المراه المعنفة واطفالها حيث انه يتخذ ابعادا سلبية على سلامتها النفسية واستقرارها العاطفي والأسري ويؤثر على فاعليتها في الأسرة والمجتمع.