تناقلت كافة المواقع الاخباريه حديثا كتبه عطوفة متقاعد عسكري كان مديرا لاحدى ابرز الاجهزه الامنيه والتي تتحلى بالكفاءه والمهنيه العاليه ودائما تتحرى الدقه في عملها والتي تتسم بالنزاهه والحياديه والتي يشهد لها الجميع وعلى مر السنوات رغم قرب واحتكاك افرادها وضباطها من المواطنين إلا أن هذا الجهاز (الامن الوقائي) اثبت كما كان دائماً بأن عمله وطني لا يعتريه الشك والتحيز والاهواء الشخصيه فهو إنموذجا للإنضباط والمؤسسيه ،،
لكن وللأسف الشديد يكتب عطوفة الأخ العميد المتقاعد زهدي جانيك في مقال تم تناقله بسرعه عن زيارته ل منطقة ام الرصاص وكيف وصف المشهد بطريقه يتألم فيها لضياع ملايين من الدنانير في منطقة أم الرصاص قامت الحكومه مشكوره بتقديمها لتحسين المنطقه الاثريه واضاف لمقاله وصفاً يستاء فيه من وجود ( الاغنام) قريبا من مركز الزوار ويضيف لمقاله استغرابه ايضا من عدم وجود مشاريع في المنطقه المجاوره للمركز !
أولاً لمثل هؤلاء الناس سكان تلك المناطق في الوطن الغالي تُرفع القبعات لأن من تشير اليهم بالتلميح او التصريح هم رجالات هذا الوطن ونسيجه الذي لا يتغير بتغير الظروف والاحوال شامخون وبهم نفخر ونباهي الأمم ،،
أمَا وإنك قد أشرت الى المبالغ الماليه التي صُرفت أود أن أقول لعطوفتكم ما الذي كنت تنتظره من منطقه وسط الصحراء تبعد عن العاصمه أكثر من ٧٠ كم وتلك المسافه تتوسط الجبال الاكثر خطوره والتي يسير عليها في كل يوم يطلع فيه الفجر الطالب والموظف ليصل الى اقرب محطه تنقله من جديد للعاصمه عمان ،،،
هل تخيلت حجم المعاناه التي يعيشها اهل منطقة ام الرصاص في تنقلهم ما بين شراء الحاجيات وتامين الطلبه للوصول الى جامعاتهم ام كم يعاني موظفو تلك المناطق للذهاب الى أعمالهم وكم كانت أعداد المستنكفين عن الوظائف الحكوميه لصعوبة الوصول اليها أم انك أيضا لا تعلم عطوفتك كم يحتاج المواطن في تلك المناطق للوصول الى الطبيب و المستشفى وهو يحمل طفلا رضيعاً وصلت حرارته الى حد الخطر !
أم أنك لا تعلم كم يحتاج مربي المواشي والمزارع من وقت وجهد ومال لتأمين ما يحتاجوه من اعلاف وماء وأدويه بيطريه لأغنامهم وسماد لزراعتهم !
الكثير الكثير لا تعلمه ولكننا نعلم جميعاً كم نعاني والحديث بهذا الأمر يطول ولكن :
كنا نأمل من رجل فاضل بحجمك ان تذهب عيناه الى ما يحتاجه الناس في تلك المنطقه بدلاً من ان تذهب الى اشياء اخرى اترفع عن ذكرها
وكنا نتأمل أن تزور أهالي تلك المنطقه لتحضى بشرف زيارتهم وكرم ضيافتهم لتعود الى العاصمه عمان تكتب وتنقل معاناة أبناء تلك المنطقه أبناء الوطن وحجم البطاله التي يعاني منها الشباب ،،
وكنا أيضاً على أمل أن زيارتك لتلك المنطقه تعود بك مرات أخرى مصطحبا معك رجالات من الدوله أصحاب القرار لتطلعهم على حجم المعاناه التي تعيشها المنطقه من شح الموارد وتراجع الزراعه وانعدام المشاريع الصناعيه والتنمويه في المنطقه ،،
كنا نتأمل من عطوفتك أن تكون الأردني الشهم الأصيل الذي إن نزل ضيفاً عند احد خرج مادحا شاكراً لا ذاماً ،،،
كنا نتأمل من عطوفتك أن تتبنى قضايا المنطقه لأن تلك المنطقه وطن ولأن كل جزء من الوطن هو الوطن ،،
كنا نتأمل ان تعود لمكتبتك تبحث عن كتب تحمل تاريخ الأردن ان كنت تجهله لتقرأ التاريخ ولتعلم من هم أهل أم الرصاص وجميع مناطقها ،،،
لكنك ابرزت في سياق حديثك المال والدنانير والتي لم تكن الا منحه اجنبيه وقد وُضعت في مكانها ،،
وأشرت ايضا الى قطيع من الماشيه والاغنام والتي لم تكن تعلم أن السائح الاجنبي يلتقط الى جانبها الكثير من الصور تفوق صور الفسيفساء التي تفخر بها ،،،
كنت أتمنى أن تذكر ولو جزءاً جميلاً من هذا الوطن ترفقه ببعض الصور تنشره على صفحتك فخرا لوطني لتجعل القارىء يبحث عن تلك المنطقه لتكون انت سبباً في نموها وازدهارها سياحيا واجتماعيا ،،،
الأقلام التي تكتب كثيره والرماح التي نحملها أكثر لكننا عاهدنا وطننا ومليكنا وشعبنا ان نكتب لأجل الوطن ورفعته ورماحنا نشعلها لتضيء دروب كل الاردنيين ....
حمى الله الوطن وشعبه وادام الله سيدي ومولاي جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الامير الحسين المفدى