منذ بداية ظهور فيروس كورونا المستجد في المملكة، وتسجيل عدة اصابات بالفيروس، توجهت الحكومة بإجراء سريع في منتصف شهر آذار الماضي تمثل بتعطيل المدارس، لمنع تفشي كورونا بين الطلبة.
هذا الاجرء الحكومي طال شقي المدارس الحكومية والخاصة، لكن التأثير المالي كان ذا واقع قاسي على المدارس الخاصة بالتحديد التي باتت تشهد صراعات داخلها، بعد بدء العمل بنظام التعليم عن بعد والذي بدوره خلق فضاء مشحونًا بين أولياء الأمور وهذه المدارس على اقساط الطلبة.
وامتدت هذه المشاحنات فترة من الزمن، حيث إن الطرفين كان لكورونا تأثير غير محمود عقباه عليهم، فأولياء الأمور تضرروا ماديًا وتراجعت قدرتهم على ايفاء التزامتهم للمدارس الخاصة مطالبين بتخفيض الاقساط على الأبناء، والمدارس الخاصة دخلت في اعسار نتيجة عدم قدرة اولياء الامور من دفع ما يترتب عليهم.
بعد هذه الاحداث وسلسلة الاجراءات، باتت المملكة الأردنية قريبة من الرقم صفر في تسجيل حالات كورونا وذلك عقب القرارات التي تناسبت مع الوضع السائد، وتم اعلان المستوى معتدل الخطورة كتصنيف للحالة الوبائية، والتي بدورها بدأت تنعكس ايجابًا، إذ باشرت الحكومة باجرات لعودة القطاعات للعمل تدريجيًا والقطاعات المغلقة والتي لم يسمح لها بمعاودة العمل باتت تفتح تدريجيًا، ومنذ الأيام الماضية وبعد حالة من الأطمئنان التي تملكت الحكومة والشارع الأردني، تم تحديد الأول من أيلول لعودة الطلبة للمدارس.
لكن في الأسبوع الماضي تم تسجيل 4 حالات محلية بكورونا، واحدة في محافظة الرمثا، وثلاث في محافظة إربد تم كشفهم أمس الجمعة، وهنا عادت احتمالات حول العودة لنظام التعليم عن بعد والذي إن ثبت العمل به سيترتب على إثره إعادة النظر من قبل اولياء الأمور ويعيدون التفكير ببقاء ابنائهم في الدارس الخاصة لإكمال العام الجديد.
نقيب المدارس الخاصة منذر الصوراني قال إن المدارس الخاصة تلزم تمامًا بما يصدر من مركز الأزمات من قرارات تخص الحالة الوبائية في المملكة، لافتًا إلى ان المدارس الخاصة استبشرت خيرًا نتيجة تحديد الحكومة الأول من أويلول لعدة الطلبة لمقاعد الدراسة.
الصوراني في حديث لـ اخبار البلد أعرب عن قلقه من سحب اولياء الأمور لأبنائهم الطلبة إذا ما تم العمل على نظام التعليم عن بعد مرة آخرى في المرحلة المقبلة، خصوصًا بعد عودة تسجيل اصابات محلية مرة اخرى في المملكة.
ولفت إلى أنه إذ ما تم العودة عن قرار مباشرة دوام الطلبة بالموعد المقرر الأول من آذار، ستكون هناك تبعات غير محمودة على اصحاب المدارس الخاصة، خاصة من الناحية المادية.
الجدير بالذكر أن وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي وخلال مؤتمر صحفي أعلن أنه تم تثبيت موعد بدء العام الدراسي المقبل في موعده المعلن في الاول من أيلول المقبل، لافتًا إلى أن عودة الطلبة الى المدارس ستكون ضمن 3 سناريوهات وهي "العودة كالمعتاد الى مقاعد الدراسة، أو التعليم عن بعد، أو عودة التعليم على نظام "الشفتات" على قسمين صباحا مساء.