بين الفرح والحزن تكمن مشاعر الناس حيث يكون الضحك والبكاء أسمى المشاعر والتعبير عن الرضا والغضب والحزن والسرور في مواقف تتلاشى فيها الحروف وتتساقط فيها الكلمات ، ويجد الشخص نفسه عاجزاً مهما عبر عن فرحة ولو كانت بجميع الطرق تلك الفرحة التي ينتظرها الجميع أياماً وشهورا وساعات حيث تكون أصعب الأوقات .
ويتم التعبير عن تلك الفرحة بطرق يكون فيها نوع من فقدان السيطرة كمواكب السيارات التي تعلو مزاميرها .
الا ان النجاح قد لا يحالف بعض الطلاب أو تكون معدلاتهم النهائية غير مرضية لتوقعات وآمال الأسر والطلاب أنفسهم .
أمس امتلأت شوارع الاردن بالأشخاص والطلاب حيث كان هناك من يبكي وهنالك ومن يضحك ومن تفاجأ بالنتيجة .
فرحة الثانوية العامة .. تجتمع فيها أحلى المشاعر والأحاسيس.. فهي ليست لمجرد نجاح في سنة دراسية فارقة بين مرحلتي الثانوية والجامعة ، بل لأنها عبور لمستقبل الطالب بتحديد مصيره في كل شئون حياته.. فالأعمال العظيمة تقف شامخة مدى الدهر ، والثانوية العامة بقدر ما تولده من فرحة غامرة ليس للطالب وحده ولكن لأهله و جيرانه وأصدقاءه ، فهي كذلك تعد مصدرا للقلق و التوتر فترة تمتد طويلا .. تبدأ في أعقاب امتحان الصف الأول الثانوي ، ثم تليها دوامة الاختيارات والمفاضلات للأقسام الأدبية والعلمية وما تحتويه من مواد وعلوم مكتظة بالتفصيلات المرهقة في سن أعتقد أن الطالب – وحتى ذويه- لا يدرك جيدا عواقب اختياراته في هذه السن المبكرة والتي يترتب عليها مستقبل برمته ..
أما عن المعدلات المرتفعة فهي جاءت بعد جهد وتحصيل حاصل لمن تعب وأجتهد فلا يجب علينا أن نركز على مفهوم السلبيه بأن هنالك ضعف بالمنظومه التربويه فنحن لا نعلم كيف درس الطالب المجتهد ويجب علينا أن ندعمهم ونشد على أيديهم فليس كل ما تعلم به أنت هو الصحيح ولا نملك بكل بيت عيون لنا حتى نحكم على من تعب ودرس ونقارن الطالب الضعيف ونساويه بمن حقق العلامه الكامله بأن من المستحيل تماماً أن تكون علامته ١٠٠ % .
وأخيرا ..لايسعني إلا أن أزجي أخلص وأصدق التهاني للناجحين في الثانوية العامة، وأتمنى حظا أوفر لمن لم يحالفه التوفيق هذا العام.. وأملي ألا يركن الأوائل ( القادة ) إلى هذا الفخر الذي حققوه لأنفسهم وأهليهم ووطنهم ، فهذا التفوق المظفر قد ألزمهم بمواصلة البذل و الجهد والإصرار في المرحلة الجامعية التي تختلف كثيرا عن تلك التي فارقوها .