هذا المقال كتبته منذ سنة عن فرج، ولأن فرج ومديره ما زالا يعيشان فينا، رأيت أن أعيد نشره، لأن إداراتنا في القطاع العام والخاص وفي شتى المواقع بحاجة لتصحيح وتغيير لنتقدم… !
استوقفني مثلما استوقفنا جميعا قصة فرج… كما قرأت… فرج قرر ان يتكلم ويخرج عن المألوف في زيارات الوزراء للمؤسسات… حيث ترتب الأمور بإغلاق الأفواه وممنوع حد يحكي الا المدير… وتحدد اماكن الزيارة ويذكرني الموضوع بفترة الخطبة في بلادنا… .حيث بعد الزواج يكتشف العريس والعروس الحقيقة ،وأن كل ما كان هو محض (هيلمه وتمثيل)… .فرج لم يشتم احدا… ولم يكن سيئ الخلق على ما علمت… .فرج طالب لمختبره ومستشفاه بحضرة معاليه بمعدات حديثة… .تجرأ على ذلك في حضرة الوزير… .ولم يعجب الوزير ولا مدير المستشفى ذلك… .واوعز الوزير كما علمت او نسب المدير بطلب منه بنقل ونفي فرج الى الرويشد ! (مع تحفظي الشديد على ذلك فالرويشد واهلها جزء عزيز من الوطن والنقل إليها لا يكون عقوبة) كتبت الصحافة واشتعلت مواقع التواصل الأجتماعي بقصة فرج وكما علمت تم الغاء قرار النقل المتسلط والذي ينم عن عقليات متأزمة لا تحتمل رأي موظف عبر عن رأية ببساطته.
للعلم هذا سبب البلاء في وطننا، ففي كثير من الحالات والمؤسسات، المسؤول الأول يريد كل من حوله خانعين بصيمه سحيجة منافقين يزينون له اعماله السيئة وتقصيره، والويل والثبور لمن ينقد او يتكلم او يعبر عن رأيه، التنكيل والإضرار والشخصنة حاضرة، وبلحظة يمكن تجيير القانون لخدمة عنجهية وتسلط المدير، فينقل س ويعاقب ص وتنهى خدمات ع وهكذا، والمشكلة ان بعض المسؤلين تأخذهم العزة بالإثم ويصبح ديدنهم الإضرار بالآخرين وتلميع انفسهم، هذه نماذج موجودة للأسف في القطاع العام والخاص، نحن شعوب لا تحتمل الإختلاف ومن يخالفك تريد احراقه بشتى السبل إن استطعت، مع اننا ننادي بالديموقراطية وحرية الرأي وهي ليست ترفا بالمناسبة، الشعوب الحية التي تقدمت نهضت بالديموقراطية، ثم انني استغرب من اي مدير يضع رأسه برأس موظف بسيط لمجرد كلمة او تعليق او رأي يخالفه، فأسوأ انواع الإدارة، الإدارة بالسلطة، فالمدير الذي يعمل بالسلطة والتهديد والعقاب وغيره، فاشل ولن ينجح وسوف يدمر مؤسسته، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا، الإدارة يا سادة ليست شيخه ولا تسلط هي خدمة وعمل باتجاه تحقيق اهداف نبيلة وسامية تنتهي بمنتج او خدمة للناس، وهي ليست كما نرى من بعض النماذج تسلط وتصيد ومحاباة، ولا أنسى انه عندما تكون الإدارة من النوع الذي يسند فيه الرجل الأول المسؤوليات والمناصب للضعفاء والخانعين ليسايروه ويبصموا له على كل شيء، وبنفس الوقت تحييد واستبعاد المتميزيين وابعادهم عن القيادة وصنع القرار، لا بل التصيد لهم ومضايقتهم هنا تسود ظاهرة الإنسحاب، وهي ظاهرة معروفة في علم النفس حيث ينأى المتميزون بانفسهم عن اي جهد ويعملون بالحد الأدنى من طاقاتهم ليتجنبوا اي ظهور او تصادم مع الإدارة بانتظار ان ترحل الإدارة من هذا النوع، وهذا ينعكس على المؤسسة ويجعلها تتراجع ولا تتطور وتفشل.
شكرا لرئيس الوزراء لإلغائه قرار نقل فرج… ودعوة لكل وزير ومسؤول، انت لست ظل الله في الأرض، انت انسان تصيب وتخطئ، ولا يوجد مؤسسة تقوم على عمل شخص واحد حتى لو كان المدير، العمل تراكمي متكامل لكل دور يؤديه باتجاه الهدف، التنمر واستعباد الناس عقم وفشل لأي مدير يمارسة، لو كنت مكان وزير الصحة لأقلت مدير فرج لأنه نسب بنقله ولو كان الأمر منك معالي الوزير فيجب عليك أن تستقيل… البلد بحاجة لوزراء ومدراء يعملون بإدارة حصيفة ديمقراطية تضع تحقيق الأهداف وخدمة الناس وتقدم الوطن في مقدمة اولوياتها… وليس نقل فرج….! حمى الله الأردن.