غائبون عن العين حاضرون في ازقه الذاكره بعيدون عنا ويسكنون في القلب لا نلمس أجسادهم ويلمسون مشاعرنا في كل ثانيه ويجولون في الدم بين قطره ولهم في داخلنا الف حكايه وروايه هولاء من أحببناهم بصدق ، رائِحة الذكرى معهم تلتصقُ دائمًا بكلِّ الأشياء ، بكلَّ الأماكِن ، بكلِّ الأشخاص .لا نسيان يُجدي معها ولا تناسِي....هؤلاء هم الكبار الذين ننحني لهم احتراما وتقديرا.. فهم من صنعوا للقيم الإنسانية والأصالة قيمة إضافية في سجلات التاريخ.. هم من كتبوا لنا عن المواطنه قيم وأخلاق كيف تكون وكيف ننميها في نفوس أبنائنا لتكون سلوكاً ومنهجاً ومرجعاً لهم في ثوابتهم الأخلاقية والأدبية والسلوكية.....
هؤلاء الرجال الأوفياء كان بداخلهم شجرة عظيمة ونحن كُنا نتسائل عندما نقرأ تاريخهم ونقول كيف يمكن للبذرة أن تصدق أن هناك شجرة ضخمة مخبأة داخلها.. ؟ هكذا هُم أهل الأرث الحضاري والثقافي شجرة كبيرة ثمارها كثيرة وناضجة الجميع ينظر إليها لأنها تمثل تحفة طبيعة من تحف الزمان !! هكذا هو أستاذنا الجليل الدكتور منصور حمدان في الميزان تحفه في الأدب والقيم الأصيلة والقدوة والسمو والحكمه والشواطئ الآمنة التي كنا نركن إليها عندما تضيق بنا الحال!! الدكتور منصور حمدان كان صاحب مدرسة للأوسمة الإنسانية النبيلة التي كنا نتوشح بها تباهيا على صدورنا وتفاخرا بمعرفتنا لهذا النبع الذي تعلمنا منه أبجديات المعرفة والفقه في الإنتماء والولاء للوطن كيف يكون....!!!
نعم الرتب الإنسانية ترفع المقام النابعة من السلوك والتصرفات الأخلاقية والأدبية التي تجذب قلوب الناس دون أن يكون نتيجةً للأوسمة الوظيفة التي تدلل على مكانتهم الوظيفة، وإنما الأوسمة للرتب الإنسانية التي تأتي من قيم التواضع والسماحة والرقي الانساني التي هي بمثابة جواز سفر دبلوماسي تدخل القلوب بدون تأشيرة دخول، هكذا هو أستاذنا منصور دخل القلوب بدون إستئذان لعلو مكانته الإنسانية ومجده العريق الذي زادنا عراقه وأصالة !!!
وأخيرا نقول لروحه الطيبة عهداً علينا أن نبقى على العهد كما علمتنا أن المواطنه الصالحة هي التي تجمعنا تحت مظلة واحدة وخندق وأحد...فنم قرير العين يا أبو يزن سائلين الله العلي القدير أن يكون مثواك الجنه بفردوسها ونعيمها يارب العالمين.
أخوكم الدكتور محمد سلمان المعايعة/أكاديمي وباحث في الشؤون.