كما تعلمون يُطلق على مجلس النواب اسماً اضافياً وهو " مجلس الشعب " ، أي هو مجلس تمثيلي لآراء الشعب وأفكاره وهو الناطق بلسان الشعب والمُعبر عن رأية بكل " مصداقية وشفافية " كما يعتقدون هم المجلس ، ولكن الشعب بأستمرار ينطق بجملة " أن لا أحد يمثلني ولا يُمثل آرائي وافكاري " ولكنهم مازالوا يعتقدون انهم صوت لأبناء الوطن وهم المعبرون عن أفكار الشعب ومتطلباته تحت قبة البرلمان .
نحن لا ننكر اننا بحاجة لمن يمثلنا تحت قبة البرلمان بحاجة لمن يقوم على إيصال صوتنا ، ولكن ليس بعملية تكرار الأشخاص " النواب " الذين هم نفسهم جالسين على مقاعد البرلمان منذ دورات انتخابية متتالية ولم يقوموا بفعل اي شيء الا " الصراخ ، عدم احترام الرأي الآخر ، معارك ، المقاطعه المستمرة بالكلام وغيرها من الأفعال الخارج عن إطار احترام قبة البرلمان " ، ومن المؤسف جداً أنهم يحصلون على عدد اصوات كبير في كل دورة نيابية والتي من شأنها تقوم على إيصالهم لكرسي البرلمان بصفتهم انهم من "عشيرة" كبيرة.
الفخر والعز بالعشائر المختلفة عادة وطبع لنا ، ولكن ما فائدة هذه العادة إذا كانت لا تقوم إلا بإيصال صوت " جماعتها " أما القسم الآخر فلا يقوم بإيصال صوت احد ، فتغيبة عن الجلسات النيابية كافية جداً لأخذ قرار حاسم بعد مساندته في المرات القادمة ، انا نرغب بالتغيير نرغب بمجلس نيابي قادرة على إيصال صوتنا وافكارنا ، قادرة على متابعتنا ، ليس مجلس همه الوحيد هو راتب التقاعد ، والراتب الشهري ، والسيارة ولوحة الحمراء ، نرغب بمجلس قادر على التغيير على التطوير ، قادر على إحداث ثورة اصلاح كبيرة تحت قبة البرلمان .
كمية البرود واللامبالاة عند الشعب الأردني تجاه الانتخابات النيابية أصبحت واضحة جداً ، فالأغلب يقول الجملة المعتادة " ملينا من الوعود الكاذبة نريد أن نرى افعال حقيقية " ، وانا اساندهم الرأي كوني مواطنه اردنيه لقد مللنا من البيان الانتخابي الذي يُقال في كل عام ، مللنا من الجمل الإصلاحية ومن الأحلام الوردية ، حاربنا الفساد في الاحلام وقضينا على البطالة في الخيال ، رفعنا المستوى المعيشي للكثير من المواطنين في افلام تمثيلية انتهى اصلاحها بعد ساعة ونص من بدء العرض .
أوقفوا العمل بالأحلام وحولوها على أرض الواقع ، مللنا من الشعارات المتكررة ومن الكلام الذي ينتهي مفعوله بالتزامن مع أول جلسة تحت قبة البرلمان ، ساندوا هذا الوطن اجعلوا لكلمتكم قوتها وهيبتها فكروا الف مرة قبل النطق بأي كلمة فكروا مليار مرة قبل التصويت على اي قرار جديد او اي فكرة مقترحة ، لا تكونوا كسرب الطيور إذا مشى السرب جميع الطيور تلحقه وإذا توقف الكل يستجيب لأمره فيقف ، كونوا صناع لكلمة الحق كونوا شعار للأصلاح كونوا قدوة للأجيال القادمة .
حاربوا الفساد اصنعوا الثورات الإصلاحية ، ساندوا الشعب وكونوا بجانبة دوماً ، الأردن قدم ومازال يقدم لنا الكثير الا يستحق لثورة إصلاحية تهزم الفساد وتنبت الحق ! ، " عاش الاردن وعاش قائده وعاش شعبه "
لوزان عبيدات .