لا يمكن أن نجعل تحدياتُ الحياةِ عقبةً في سبيل التقدم والانجاز والنهضة، فهناك أمم نهضَت من تحت الركام بعد الحرب العالمية الثانية ومنها الصين مثلاً بعدد سكانها البالغ 1.3 مليار نسمة وتحوي 56 قومية مختلفة وأصبحت قوى اقتصادية ضخمة وفي المراتب المتقدمة يُسحب لها ألف حساب.
فالحياةُ لا تتوقف ولن تتوقف، والتحدياتُ لن تنتهي، بل وعبرَ الزمن تتولد تحدياتٌ جديدةٌ ومستجدّة تتطلب منّا العمل الجاد لمواجتها وقهرها والتغلّب عليها، ولا مجالَ للتخاذل أمامها. وأحلامنا في الحياة وطوحاتنا لا تتحول تلقائياً إلى واقع، وكذلك السعادة فلا يمكن أن تهبط من السماء بدون عملٍ جادٍ ومضنيٍ ومممنهج. فبالعمل الجاد كقوة أساسيةٍ يدفعُ بتقدُّمِ المجتمعِ المحلي والمجتمع البشري بأسره. فالشعوب بعملها هي التي تصنع التاريخ وتمهّد للمستقبل.
وأخطرُ شيء ان تحدث تحدياتُنا ضعفاً في أدائنا وولوجنا إلى الكسل واللامبالاة، فنضعف ونستكين أو نلقي باللوم على مبررات واهية نجدها كشماعة. فالنجاح والبناء يتطلب دوماً العمل المضني والجاد والعبور فوق أي تحديات تعترض سبيلنا كجائحة كورنا مثلا.
والعمل الجال والمخلص هو مصدر للثروة والسعادة وتحقيق التنمية، وهو الطريق لتحقيق الرؤى والتطلعات والأحلام وحل كافة المشكلات المتعلقة بالتنمية في كل قطاعات الحياة. ورونق الحياة كلُّه لا يمكن تجسيده إلا بالعمل الصادق، فالعمل يصنع الأمم ويسجل تاريخاً مشرقاً للشعوب، لذلك يجب التمسك بالعمل على أنه أمر أمجد وأعز وأعظم وأجمل، مما يطلق المزيد من حماسة العمل وطاقة الإبداع الكامنة وخلق حياة أفضل.
لذلك علينا أن نحبّ عمَلنا الذي نقوم به مهما كان، لأنه يشكل لبنة جمعية لتكامل بناء المجتمع بأسره تحت لواء الروح الوطنية الجامعة والهوية الجامعة. وحبنا للعمل يجب ألا ينطلق فقط من سعينا لجني المال أو سعينا وراء الشهرة، بل طريقاً للسعادة وتحقيق الذات والإبتكار والإبداع وتحقيقاً للذات البشرية التي لا تتحقق إلا بالعمل الجاد والصادق من القلب كما للرب وليس كما للناس.