الوردة .... جمال المنظر.. نقاء اللون .. ذكاء الرائحة .. راحة القلب .. سكينة النفس..
الوردة .... حجم صغير .. وأثر كبير.. فما يقاس شيء بها إلا كانت منه أكبر....
وصف الجمال ... وجمال الرائحة ... وعظمة العطاء .. كلها للورود
وكذلك العمر إن قصر كان عمر الورود
الورود هي التي لا تعمر طويلاً وكذلك أنت
لم تكن رحلة حياتك التي مضيتَ بها طويلة بل كانت عمر الورود
أتدري أيها الباسل ما بينك وبين الوردة.... ؟
كبير هو الشبه بينكما وكثيرة أوجهه .. ولكن فرقاً واحداً كان بينكما...
أخذتَ جمالها .... فكنتَ البهي
أخذتَ ريحها (أخلاقاً) .... فكنتَ الحيي
أخذت حياتها.... فكنت الزكي
لقد أشبهتَها بكل شيء .. حتى في عمرها .. فكلاكما مضت رحلة حياته مسرعة.. فكان العمر قصيراً.
أما الفرق الوحيد بينكما... أتدري يا بني ما هو؟؟؟
الفرق أن الوردة حين تذبل و تموت ، يبهت لونها ، و تسقط للأسفل.... أما أنت فقد زدت في موتك بهاءً و ألقاً وصعدت للأعلى....
نعم أيها الباسل..
لقد رحلت أنت .. ولا زالت شمسنا تطلع وتغيب... وعجلة الحياة فينا تدور.. وما انفك البحر تتلاطم أمواجه.. والنهر يسير في مجراه .. وفي البيت قلب من هول الرحيل تصدّع.. وكل شيء بقي على حاله...
ولكن أتدري ما الذي تغيّر برحيلك يا بني...؟؟
لقد رحلت وأخذت معك كل ما في الدنيا من ورود.. وخلّفت فينا حزناً بحجم ما أخذت...
الرحيل موجع... والألم صعب الاحتمال.. وقد نكأ في ثنايا الروح جراحاً لمّا تندمل فأضاف لها جرحاً لن يندمل... فهل كان رحيلك ضجراً من سقم حياتنا وعبثيتها ...
آه كم هو موجع رحيلك يا بنيّ... ولكن ما يدفع الصبر نحو القلوب هو أنك حبيب ذهب للقاء حبيب...
والآن أودعك أيها الحبيب وإلى الملتقى قرب حبيبك بين ورود ورياحين إن شاء الله تعالى..