أخيرأ صرّحَ مشكوراً معالي وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة عن السّر في الإنتصار على جائحة كورونا التي أصبحت تراودنا حتى في أحلامنا وتقضُّ مضجعنا، وهذا السرُّ يكمنُ في كلمة واحدة وهي "تعايش".
مع أن الكلمة مرفوضة مجتمعياً على صعيد الحوار بين الأديان على إعبتار أن المسلمين والمسيحين هم مواطنون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم وأبناء جلدة واحدة، وليسو غرباء ليتعايشوا مع بعضهم البعض، فقد اختلط العَرق والدَم والجُهد والتَعب وتمازجت الأحلام والأماني والتطلعات، وَقَبْلَ كُلِّ شَيء تَجمعُهم العروبةُ الواحدةُ بجناحيها، وتصهرهم في بوتقة المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والعرقي ليكونَ الإنتماءُ الواحدُ والأوحدُ للوطن الأم وللقيادة الهاشمية المظفّرة مع المحافظة على الخصوصيات التي هي غنى حقيقي وثراء كبير للمجتمع بألوانه وأطيافه وتعدده، مما يشكّل نسيجا جميلا يتخِّذُ كلُّ خيطٍ فيه مكانه الطبيعي.
ولكن "التعايش" مع فيروس غريب وفتاك ومستجد هو ضرورة قسوى، وهو استكمال لكل الجهود الرسمية التي بذلتها الدولة الأردنية والمركز الوطني للأزمات والكوارث، حيث تم اعطاء الجانب الصحي الأولية الأولى على حساب الجانب الإقتصادي.
ولكن المسألة الآن ستطول، والحياة يجب أن تستمر والجانبين الصحي والإقتصادي يكملان بعضهما البعض. وللمواطنين الآن الدور الرئيسي في دفع هذين الجانبين من حياتنا إلى الأمام وبتعطلهما سندفع جميعنا الثمن الذي يَطال وَطننا أيضاً ويؤدي إلى تراجع عجلة التنمية فيه.
ورغم عدم تقصير الجانب الرسمي في كل الإجراءات المتبعة تجاه مكافحة هذا الوباء العالمي، إلا أن المسؤولية الكبرى اليوم تقع على عاتقنا جميعاً لأنَّ جائِحَة كورونا الآن قد تَستَمر لأشهرٍ وسنواتٍ ولا نَدري متى يتم انتاج اللقاح الناجع لها.
فلا يجب أن تستخف بهذا الفيروس بعد اليوم، وضرورة أن نتخذ كافة التدابير والإجراءات والقائية للحد من انتشاره من أجل سلامتنا وسلامة أبنائنا وسلامة مجتمعنا بأسره، فنشكِّلَ بأنفسنا الرقابة الذاتية ولا نستهتر بالموضوع إن كنا نريد أنْ نعودَ لحياتنا الطبيعية التي كنا نعيشها قبل 15 آذار 2020.
أن "نتعايش" مع الفايروس أفضل من أن نجعَله يهزمُنا وينزعُ الفرحةَ من حياتنا ويسرقُ أحباءنا الأغلى على قلوبنا. فللتعايش هنا ضرورة تقتضيها الحاجة!
الله احمي الوطن وقائد الوطن وجميع أبناء الوطن والبشرية جمعاء.