للإعلام العسكري أدوار عديدة ضمن رسالة غايتها هي توعية الفرد، جندياً كان أم مدنياً، وتثقيفه عسكرياً، وتقوية ثقته في قواته المسلحة، وتعميق شعوره بالانتماء والإحساس بالمسؤولية. ومع تطور وسائل وأدوات الصراع المسلح، لم يعد مسرح العمليات مقصوراً على رقعة محددة من الأرض، بل أصبح يشمل كل أجزاء الدولة،
ولم يعد دور الجيوش البندقية أو الرصاصة بل الكلمة والصورة وتواصله فكريا وثقافيا واجتماعيا، ومن هنا يقوم الإعلام العسكري بالنقل بالصوت والصورة كل ما يدور، سواء في ساحة القتال، أو على الساحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كونه أداة هامة من أدوات الحرب والسلم ، كما زاد حجم المهام الملقاة عليه، كونه يمثل القوات المسلحة ام المؤسسات ويلقى الدعم الكامل والمطلق من لدن جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني المعظم، فقبل ايام التقى جلالته بمدير التوجيه المعنوي، وأكد على أهمية هذا الجهاز ودوره في حماية الجبهة الداخلية من كل ألوان وأنواع الإشاعة والتضليل والخلط والضبابية، لتصبح مهمة التوجيه المعنوي في ظل المتغيرات ومع الثورة الصناعية الرابعة مسؤولاً ودرعا واقيا لما يدور من أحداث سواء على الحدود أو في عمق الدولة.
فالإعلام العسكري مطلوب منه أن يلعب دوراً أساسياً في مراحل المواجهة العسكرية المختلفة، لحماية الجبهة الداخلية من محاولات الاختراق المعادية، سواء عن طريق الشائعات أو التأثيرات السلبية في الروح المعنوية لدى أفراد القوات المسلحة والشعب، واستثمار النتائج بما يحقق أهداف الدولة.
واليوم تعتبر الاتصالات عبر الأقمار الصناعية من أهم أدوات الإعلام العسكري، حيث يمكنها نقل صورة مسرح العمليات مباشرة، ولهذا تأثيره الكبير في تتبع الرأي العام للموقف بصفة مستمرة، ومن ثم فإن تطور عملية الاتصال الجماهيري بهذه الصورة، مكنتها من أن تتفاعل مع الحدث إيجابياً، وبالتالي، فإن الإعلام العسكري في وقت الحرب يُعتبر أداة ضرورية، ليس من أجل العمل المعنوي فقط، ولكن من أجل المساعدة في اتخاذ القرار. ومن الطبيعي أن تختلف مهام الإعلام العسكري تبعاً للهدف منه، وطبقاً لما هو مطلوب إنجازه، والمهمة المحددة والموكلة إليه، فهو يهدف في زمن الحرب أو أثناء الإعداد لها إلى تهيئة الظروف المناسبة للعمليات العسكرية، وتهيئة الرأي العام والقوات المسلحة وقطاعات الدولة، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وبوجه عام فأن مهام الإعلام العسكري تتمثل بالعمل على رفع الروح المعنوية بزيادة التحام الشعب بقواته المسلحة، وتحصينه ضد الإشاعات المغرضة. والإسهام في التصدي للحرب النفسية. والموضوع الأهم بعد حادثة الأمس تتمثل بحظر نشر أي معلومات عسكرية إلا من مصادرها المُعترف بها من الأجهزة العسكرية المختصة، وذلك تحقيقاً لمقتضيات الأمن الوطني .مع الالتزام بالمصداقية خلال إذاعة الموقف الفعلي للعمليات والدور الذي تقوم به القوات المسلحة.
ومرد ذلك للدور الذي يلعبه الإعلام العسكري في صناعة الرأي العام ونقل المشاهدات الحية من وسط ميدان المعركة في حالة الحرب، وبيان دور الجيش التنموي وقت السلم، فهو المعني بإيصال الرسالة إلى الشعب، وتصوير ما يجري في أرض المعركة، وإظهار دور رجال القوات المسلحة الذين رهنوا أرواحهم للذود عن ترابهم وأرضهم. وبيان مساهمته في نشر الأمن والاستقرار وبناء الوطن وقت السلم.
ومن الضرورة بمكان أن يقوم الإعلام العسكري بتأكيد حق المواطن في أن يعلم، وإحاطته وإعلامه بالأخبار والبيانات والمعلومات، قبل أن تصله من أجهزة إعلامية أخرى، وذلك من خلال الالتزام بعناصر السرعة والوضوح والصدق وهذا يتطلب دورا حيويا ومهما للمركز الإعلامي العسكري، وعقد دورات لتخريج مراسلين عسكريين، بالتعاون مع نقابة الصحفيين وكليات الإعلام في الجامعات، لنشر ثقافة إعلامية ملتزمة بوصلتها الوطن وأمنه واستقراه، وأن يقوم المركز الإعلامي العسكري بالتنسيق مع الجهات المعنية داخل القوات المسلحة بتجميع المعلومات والرصد المستمر لتطورات الأوضاع ، وكذا التسجيل اليومي للأحداث، وإعداد ملف إعلامي متكامل عن كل أزمة أو حدث ، والقضاء على الشائعات بالمعلومات من خلال العمل على تدفق المعلومات والحقائق ونشرها وإذاعتها في وسائل الإعلام المختلفة وتكرارها في مواعيد ملائمة للجماهير، والذي من شأنه حماية الجبهة الداخلية من رواج الشائعات على أنها حقائق، وكذلك القيام بدفع عناصر الأطقم النفسية لإعطاء محاضرات توعوية في الجامعات والمؤسسات والمدارس ، والعمل على تحصين الجبهة الداخلية ضد التأثيرات السلبية للحملات الإعلامية المعادية وتخطيط وتنفيذ الحملات الإعلامية المضادة.
أما في ما يتعلق بالرأي العام فإن الإعلام العسكري يتحرك في هذا المحور على أساس توحيد لغة الخطاب الإعلامي للدولة ، بمعنى التحدث بلغة واحدة، بما يحول دون حدوث تناقض في التصريحات، والعمل على بناء رأي عام قوي مساند للدولة.
ويتطلب ذلك الانفتاح الإعلامي على الجميع بما يحقق المعرفة التامة لما يجري ، وتفهم أساليب الدعاية ، بالإضافة إلى وضع تصور للتحرك الإعلامي تجاه كل أزمة أو حدث ، ويشمل فهم لغة الخطاب، ودراسة أساليب الدعاية والإعلام، وكذا الاتصال بالمكاتب الإعلامية ومواقع شبكة الإنترنت، وزيادة الاهتمام بالتقارير الإخبارية والرسائل الإعلامية، التي تغطي ردود الأفعال، على المستويين الداخلي و الإقليمي والدولي، والعمل على مقاومة الشائعات والدعاية المضادة والحرب النفسية التي قد يشنها أصحاب الأجندة الخاصة والمتربصين بهذا الحمى العربي الهاشمي. والعمل على استدامة رفع الروح المعنوية للشعب وأفراد القوات المسلحة.