بقلم اللواء الركن المتقاعد الدكتور محمد خلف الرقاد
تعلمنا من الحياة أن عزة النفس والكرامة صنوان لايفترقان.... وتجمع بينهما معان وقيم إنسانية كثيرة... فعزة النفس سجية داخلية شهمة في داخل النفس الإنسانية تعبر عن الكرامة وعدم الرضا بالظلم والذل والهوان... ولا تتأتى إلا لأصحاب الخلق الرفيع والتواضع الجم... وهناك فرق واسع في المعنى بين عزة النفس وبين التكبر والتجبر والغرور لايدركه الا أصحاب العقول النيرة... فكريم النفس وعزيزها ينأى بنفسه عن مهاوي الردى.. ويترفع عن مستنقعات الشهوات من أجل ميزة قد لاتدوم... وعزة النفس قيمة تشير إلى الرقي الإنساني بكل معانيه... وتشكل حصنا منيعا ضد الأهواء المضلة والمضللة.... ويختزل قول الشاعر عنترة العبسي معظم ما قيل أو سيقال عن عزة النفس والكرامة بقوله :
اختر لنفسك منزلا تعلو به.... أو مت كريما تحت ظل القسطل
لاتسقني ماء الحياة بذلة... بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
فالكرامة من الكرم... أن تعطي بالحد الأعلى من أمكانتك وطاقاتك ومما تملك... وعزة النفس أن تؤثر الآخرين على نفسك ولو كان بك خصاصة (بمعنى انك محتاج)... والكريم وعزيز النفس يظهر دائما بمظهر المكتفي ولا يأخذ من الدنيا أكثر من حاجته... وهو الذي يبتسم رغم ما يعتلج في داخله... وعزيز النفس يحترم الآخرين ولا يسخر أو يتعرض لكراماتهم وخصوصياتهم... ولا يرمي نفسه في أحضان من لايقدر قيمته...