إن نشر مفهوم القبلية وعكس المحتوى التي وجدت وتواجدت وارتكزت عليه بصورة تدعو للعنصرية المقيتة والفوقية والتعالي وطمس الصورة الناصعة لها على امتداد دول عديدة من قبل أفراد لم تعلم قيمتها ، فهذا لا أستطيع وصفه سوی باحتباس حضاري يسبب تلوثاً في الأخلاق وزيادة في تأكسد الحماقة ، وارتفاعاً بمنسوب الجهل والجهل آفة تحيل سماحة الدين ارهاباً ، وعدالة السلطة استبدادً ، وإبداع الثراء فسادً وقناعة الفقر اجراماً ، والمجاهرة بالحق نفاقاً ، ومهادنة الباطل وفاءً ، إن السلامة معدومة بالوقوف أمام الثور ، وخلف الحمار ، وعلى مقربة من الجهال والحمقى من كل اتجاه ، وعدو عاقل خير من صديق جاهل جهل المتبوع يولد قنوطا لدى التابعين وكفى بن داءً أن ترى الجاهل الأحمق متفاخراً بجهله متسلطاً به والايمان غائباً ، والمنفعة مبتدأ ، والقيم خبراً ، والصدق منفياً ، والكذب توكيداً والضمير مستتر ، وحين يستتر الضمیر متجمداً في وجدان العنصرية القبلية يصبح طعم التحرر منها صقيعاً ؛ أفراد ومنتفعون هيمنوا على قرار المجتمع العشائري فباعدوا القريب الصادق وقربوا البعيد الكاذب ، وسرعان ما أدركوا أن المبادئ التي بنيت عليها غالية فباعوها ولكن أختم بألم المتيقن بأنه لا يمكن لخرز الدنيا بكل ألوان الطيف أن تعصمنا من أمر الله أو أن تحمي من أراد بهم الرحمن ضراً ، حيث لا تغني عنهم شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون وإنما نشكوا بثنا وحزننا إلى الله " أفمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الله إن الكافرون إلا في غرور ، أممن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور ، أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أم من يمشي سوياً على صراط مستقيم.