يكثر الحديث هذه الايام حول اعادة خدمة العلم التي تم تعليق العمل بها منذ العام ١٩٩٢ . وهنا أود أن أذكر أن الجندية اكثر بكثير من وظيفة أو وسيلة لكسب العيش، فالجيش يجمع ابناء الامة على اختلاف مناطقهم وانتماءاتهم ويصهرهم في وحدة تستند الى القيم والمثل العليا والاهداف المشتركة ليجعل المنضوين تحت لوائه مثالاً للرجولة والبطولة، فيتمكنون من الحفاظ على الوطن وكرامته، وهم الذين نذروا انفسهم بموجب القسم لمجد الأردن ونصرته فانصرفوا بكليتهم لاداء الواجب ووفاء النذر.
ومنذ تأسيس الإمارة أدرك المؤسس الشهيد عبدالله الأول أن استقلال أي دولة من الدول يبقى هشاً ومهدداً وعرضةً للتراجع والاهتزاز إذا لم يكن هناك جيش يحمي هذا الاستقلال، ويدافع عنه ويحافظ عليه ويذود عن حمى الوطن، لذا جاء تأسيس الجيش على مبادئ النهضة العربية وحمل أهدافها وغاياتها وكان هذا الجيش منذ نشأته الأولى حريصاً على المساهمة الفاعلة في بناء الدولة الأردنية وتعزيز قدراتها الذاتية حيث شارك في بناء مؤسساتها المختلفة في مجالات التعليم والصحة وتعزيز آفاق التعاون والعلاقات الاجتماعية وبناء قدرات الإنسان وتأهيله، وبناء الشخصية الوطنية الأردنية التي تنامت قدراتها ومعارفها مع تطور الدولة ليتميز هذا الإنسان بقدراته وعطائه وولائه وإخلاصه لوطنه وأمته.
حمى الله الوطن وقيادته وشعبه.
*مدير التوجيه المعنوي / الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة سابقا.