علمتني الحياة أن حسن الظن قيمة روحية عليا يزرعها رب العزة في قلوب المؤمنين من البشر... وحسن الظن بالله يقين نستشعر به قربنا من الله ونحن نسأله رحمته ونرجو غفرانه ونحن مسيقنين إجابته ولو بعد حين... فالحق جل وعلا يغفر الذنب لمحسن الظن إذا استغفر.... ويكفيه إذا استكفاه... ففي الحديث الشريف قال رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى أنا عند حسن ظن عبدي بي)... فحسن الظن راحة بال... وصلاح أحوال... واستبشار بالرحمة والغفران... وطمأنينة نفس... وقوة عزم وإرادة... قال الشاعر :
(وإني لادعو الله حتى كأنني.... أرى بجميل الظن ما الله فاعله)
واهل الكرم هم أهل حسن الظن بالله حيث يقول الشاعر : (فظن بالناس خيرا.... فالخير طبع الكرام) ... فهل لنا كبشر أن نعزز هذه القيمة الروحية في نفوسنا.... حينها سنشعر بالسعادة من حيث لا نحتسب.....وحين نبحث عن ذلك... سنجد أن مرده لحسن ظننا بالله... أما حسن الظن بالناس فيجعلنا قريبين من أرواحهم... فنسكن قلوبهم دونما استئذان... أضف لذلك أن حسن الظن بالله وبالناس يعزز قدراتنا على تحدي الصعوبات... وعلى المضي قدما بثقة وثبات... ويجعلنا نتغلب على كل التعقيدات... ويفتح أبواب الرزق من حيث لا نحتسب... فلننزع الحقد... ونحسن الظن... ونزرع الحب والمودة.... صباحكم خير وحسن ظن واستبشار...