( صادف يوم أمس ١٦-٩-١٩٢٣ ذكرى إستشهاد الشيخ الفارس صايل الشهوان إبّان ثورة البلقاء ضد المستعمرين الإنجليز)
السلام عليك أيها الثائر ، يا إبن بلادي ، يا فارس " البلقا" وقامتك العالية تطاول السماء زهوا عندما إلتقت الصفوف ، ونادت البلاد أن ؛ حيّ على القتال .. السلام عليك يا " أخو نصرة " وأنت تكحّل عيونك بتراب البلاد ، كنت سامقا وأنت تعتلي صهوة جوادك فارسا عاليا ، تلتثم بكل ألق الدنيا ، يحملك النهار أنت وفرسانك سيوفا نحو الأعالي ، فما خبت شجاعتك وأنت تسابق العاديات ضبحا نحو أعدائك ، تحمل دم أبناء عمك والأردنيين من خلفك أن لا يقربنا ظالم أو مستعمر .
يا صايل ، يا أيّها الفتى الذي " به سمرة تغوي البنات إذا ما
سرّج المهرة الشهباء أو ركبا " .. كنت يومها تشهر سيفك بوجه مدرعة الإنجليز ، تشهر شجاعة الأردنيين بوجههم أنّنا لسنا مطايا لكم ، وأن دمّنا كان تاريخا وقصائدا ونارا ونورا ، تقبل على الموت أنت وفرسان البلقاء والحداء والهجيني وزغاريد الأردنيات ودموع العجرميات تزفّكم ، وتنادي أن طاب الموت ، فإلإرادة والتحدي والحرية والإباء تقاوم الفولاذ والحديد.
يا صايل ، نناجيك اليوم وقد سرقوا الوطن ، من غير سيفك لنا ، من غير صوتك يعيد لنا صوتنا وقد بُّح فلا أحد يسمعنا ، يا روحك منّا وقد عاثوا بنا فسادا ، سرقوا حلمنا وخبزنا وماء عيوننا..
هذي البلاد لنا ، وحبيب ينادي : " سبعون عاما ونحن نعاتبه على الجنون ولم يسمع لنا عتبا ..".