جنه...نار… نار ..جنه...! لعبة وردة الربيع التي كنا نتسلى بها أيام الصبا… ! هل تذكرونها؟ وكذا حالنا مع مجلس التعليم العالي في إختيار رؤساء الجامعات، مفاضلة… استقطاب… استقطاب ...مفاضلة… وتستمر اللعبة… !
تكلمنا سابقا عن إشكالية تعيين الرؤساء، وعبر سنين من تجارب مجلس التعليم العالي في الإختيار بين التقدم لمن يرغب والمفاضلة ولجان الإختيار… ضمن شروط تفصل على مقاس أحدهم… أو لا تفصل(جاهز)… ومرات ماراثون من اللجان بحثا عن عدم مخالفة التشريعات، ومرة الإستقطاب وما أدراك ما الإستقطاب؛ إذا عرفنا أن ذات الشخصيات الأكاديمية (المُستَقطِبة) يتم تدويرها وتكرارها…وهنا لا تتوقعوا منهم الكثير، ضمن عدم وجود أسس إلا الإعتماد على الذاكرة والمعرفة وربما الصداقة والمصالح الشخصية إن وجدت، وفي نطاق معرفة عضو لجنة الإستقطاب التي قد لا تتجاوز جامعته، وهذا يفوت فرصة التنافس على أكاديميين في جامعات أخرى، قد يكونوا كفؤيين ولكن عدم معرفة المُستَقطِب تفقدهم الفرصة..! ولم تكن لتاريخه طريقة التقدم والمفاضلة فيصلا يعتد به..!، لأنها تعتمد معايير ليس من بينها ما يؤكد حسن الإدارة لمن يقع عليه الإختيار… ! ولاحظنا أخيرا كيف أن ذات الأشخاص مع إختلاف مواقعهم هم من إختار وهم من اعفى أو عزل، ونأسف لعدم مقدرة مجلس التعليم العالي لتاريخه، وضع آلية إختيار من قبل خبراء، يتم تطبيقها بشكل نظامي دائم على جميع الجامعات، والتخلص من الإجتهادات والتقلبات والتشكيك وغيره.
إقتراحي لمجلس التعليم العالي ونحن نرى أن إختياراته السابقة لم تنتج قادة للجامعات، بل أنتجت مدراء بعضهم لا يمتلك من أدوات الإدارة شيء ، وبعضهم ضعيف، وبعضهم منقاد إما لمجلس الأمناء أو لشخص في إدارته أو لأشخاص بعلاقات مصلحية ، أو رؤساء جل همهم إرضاء جهات بعينها تؤثر على وجود الرئيس، وبقاءه متشبثا بكرسي الرئاسة، وتلبية طلباتها المصلحية من تعيينات وغيره، ولو على حساب الشفافية والتشريعات وحقوق الآخرين، أي همه الوحيد ضبط مفاتيح اللعب ليدوم ويدوم، على حساب جامعته ومصلحتها، وبعضهم يعتمد الطريقة الأبوية في الإدارة (كالماء السائب...او سارحه والرب راعيها)، وبعضهم يمارس كل شيء إلا الإدارة، وبعضهم نجح نسبياً، ولكن بالمجمل ليس لدينا رؤساء جامعات قادة(Leaders) لدينا مدراء أو أشباه مدراء (Managers)، إلا من رحم ربي… !ولمن لا يوافقني تذكروا أسماء رنانة حلقت في سماء جامعاتنا عبر سنين خلت، جعلتنا نتصدر مشهد التعليم العالي في الوطن العربي رغم شح إمكاناتنا، وجعلت من تعليمنا العالي مصدر فخر وطني لنا في حينه لا بل أسسنا بالكفاءات الأردنية لغيرنا ، والملفت أن هذه الأسماء شخصيات وازنة نتفق عليها جميعاً( Figures)، لم تمر من خلال المفاضلة أو الإستقطاب، وعليه وفي ضوء تعدد الأساليب والنتائج غير المرضية والتخبط والعشوائية أحيانا، وأستقطاب أسماء حشوات تذل نفسها لطرح إسمها في قوائم الإستقطاب الإعلامية للتلميع وهم الفشل بذاته، فقد يكون من المجدي الذهاب إلى آلية تأهيل مجموعة من المتقدمين والمحققين لشروط ثابتة مقننة، للدخول على قائمة ينتخب منها الرئيس من قبل أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة المعنية بالتعيين، والخيار الآخر هو تعيين رئيس الجامعة مباشرة من رأس الدولة وعقلها كما كان يحدث سابقا، وكانت النتاجات مبهره؛ أسماء نحفظها ونجلها بعد عشرات السنين من مغادرتها المشهد، نريد إصلاحا شاملاً يصنع النجاح لتعليمنا العالي، أما الرقص في الهواء والدوران في حلقة مفرغة فلا يعدو لعبة سيرك نتلهى بها، لنقتل الوقت ونحرق المراحل..!، والنتيجة خطوات ثابتة إلى الوراء… .وهذا ما لا نطيقه يا أصحاب الإستقطاب… حمى الله الأردن.